صدر الصورة، Reuters
27 مايو/ أيار 2025، 08:37 GMT
آخر تحديث قبل ساعة واحدة
بدأت عشرات العائلات بالتحرك نحو إحدى نقاط توزيع المساعدات التي أقامها الجيش الإسرائيلي مؤخراً في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح جنوبي القطاع، بإشراف من مؤسسة إغاثية أمريكية، وفق ما أكدته مصادر لبي بي سي وشهود عيان في قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن العائلات توجهت إلى نقطة تسليم المساعدات بشكل عشوائي ودون عمليات استدعاء، وبدأت المؤسسة الأمريكية بتوزيع الطرود الغذائية عليهم على مقربة من قوات الجيش الإسرائيلي التي تحيط المكان.
وبحسب الشهود، توافد الفلسطينيون على نقطة التوزيع الأمريكية حيث تبدو علامات الجوع والوهن عليهم جراء الاغلاق الإسرائيلي المحكم منذ أكثر من ثلاثة شهور للمعابر ومنع ادخال المواد الغذائية والسلع إليهم.
وجاء ذلك، عقب أن قال العديد من السكان إن المساعدات لم تصلهم يوم أمس رغم إعلان المؤسسة المسؤولة عن العملية ببدء تسليم المساعدات للناس، مما أثار جدلاً واسعاً.
وكان قد قال سكان في مدينتيْ رفح وخان يونس لـبي بي سي، إنه لم تصلهم أي بلاغات أو طلبات للحضور إلى النقاط التي أقامها الجيش الإسرائيلي لتوزيع الإمدادات الإغاثية، للحضور لتسلم أي نوع من أنواع المساعدات، مؤكدين أن الآلية الجديدة، التي تحدثت عنها إسرائيل لتوزيع المساعدات لم تبدأ رسمياً، بحسب قولهم.
وأكد إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحكومة حركة حماس في قطاع غزة لـبي بي سي، أنه لم تدخل أي مساعدات إلى القطاع خلال الساعات الـ 48 الماضية.
وقال إن “الاحتلال الإسرائيلي يواصل ممارسة التضليل وترويج الأكاذيب بشأن إدخال المساعدات”، مشيراً إلى أن صور المساعدات “التي قام الاحتلال بتسريبها من رفح مفبركة ومضللة”، على حد تعبيره.
وأضاف بالقول: “الصور لا تعكس طبيعة الواقع الإنساني الكارثي في غزة، وتأتي في إطار حملة إعلامية لتجميل وجه الاحتلال، والتغطية على جرائم الحصار والتجويع والإبادة المتعمدة بحق 2.4 مليون مدني محاصرين في القطاع”، بحسب قوله.
قالت مؤسسة إغاثة غزة، وهي منظمة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل ومكلفة بتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، إنها ستبدأ بتسليم المزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات اليوم الثلاثاء.
وأعلنت مؤسسة إغاثة غزة تعيين جون أكري مديراً تنفيذياً مؤقتاً لها. وكانت المنظمة قالت في بيان سابق، بعد أن استقال مديرها، مشيراً إلى افتقار المنظمة للاستقلالية، “نخطط للتوسع بسرعة لخدمة جميع سكان القطاع خلال الأسابيع المقبلة”.
واستقال جيك وود في وقت متأخر من يوم الأحد، قائلاً إنها لن تتمكن من الوفاء بمبادئ “الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال”.
وتتضمن الخطة، التي تدعمها الولايات المتحدة أيضاً، مقاولين من القطاع الخاص لتوصيل المساعدات عبر مواقع توزيع حددتها إسرائيل. وقد انتقدتها الأمم المتحدة، التي أعلنت عدم مشاركتها.
وأعلنت مؤسسة غزة الإنسانية مساء الاثنين أنها سلمت أولى شحنات المساعدات إلى غزة، وأن توزيعها على سكان غزة جارٍ. ويستمر الجدل حول استلامها من الغزيين.
في سياق متصل، قالت الشرطة الإسرائيلية اليوم، إنها اعتقلت متظاهرتين بعد أن حاولتا إغلاق البوابة المفضية إلى مدخل ميناء أشدود، في إطار مظاهرة هدفت إلى منع خروج شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة.
وبحسب بيان للشرطة، رفضت المتظاهرتان الانصياع لتعليمات إخلاء المنطقة، “ما استدعى تدخل القوات لإعادة النظام إلى المكان”. وأكدت الشرطة أنها تواصل تأمين مرور المساعدات وفق تعليمات المستوى السياسي والأمني في إسرائيل.
صدر الصورة، EPA
مفاوضات وقف إطلاق النار
أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم رسمياً، قبول حركته لما قال إنه مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف للوصول إلى وقف للحرب في قطاع غزة و”انسحاب القوات المعادية”، مشيراً في منشور مقتضب على حسابه على موقع “فيسبوك”، إلى أن الحركة تنتظر “رد الاحتلال”، دون التطرق إلى أي تفاصيل أخرى.
وكان مصدر مقرب من حماس قد قال أمس لـ “بي بي سي” إن الحركة وافقت على “مقترح ويتكوف المعدل” لوقف إطلاق النار في غزة، والذي يشمل – وفقا للمصدر – وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً والإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء على دفعتين، وتسليم عدد من الجثث مقابل إطلاق سراح سجناء ومعتقلين فلسطينيين.
وينص الاتفاق، بحسب المصدر المقرب من حماس، على أن يتم الإفراج عن 5 رهائن إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق، والإفراج عن 5 آخرين في اليوم الستين، إلى جانب دخول 1000 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة، والبدء من اليوم الأول في إجراء مفاوضات لضمان التوصل إلى وقف دائم للحرب.
وأضاف المصدر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيضمن حسب الاتفاق، وقف إطلاق النار خلال 60 يوماً، وانسحاباً إسرائيلياً، وفقا لاتفاق كان قد تم التوصل إليه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأشار إلى أن الاتفاق يتضمن رؤية لاستمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء فترة الستين يوماً، مع ضمان الوسطاء تطبيق ذلك.
وأكد المصدر أن حماس أرسلت موافقتها رسمياً، لكل من ويتكوف وبشارة بحبح، وهو رجل أعمال فلسطيني يحمل جنسية أمريكية، يتولى دور الوساطة بين الحركة والإدارة الأمريكية.
في السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن غال هيرش مفوض شؤون الأسرى والمفقودين، التقى اليوم عائلات الرهائن، التي طالبته بـ”ضمانات واضحة بأن إسرائيل ستنفذ الاتفاق حتى اكتماله”، في ظل مخاوف من أن تبقى بعض الرهائن أحياء في قطاع غزة بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة المطروحة.
جاءت هذه التطورات في أعقاب تقارير إعلامية رجّحت إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح هيرش أن الخطة التي طرحها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف تشمل إطلاق سراح 10 رهائن في المرحلة الأولى، يليها استئناف المحادثات، على أن تقود هذه الخطوات إلى إطلاق سراح بقية الرهائن والمحتجزين.
وبحسب ما نقلته عائلات الرهائن، فقد عبّرت عن رغبتها بمعرفة تفاصيل معايير إعداد قوائم الرهائن، وآلية تحديد من سيتم الإفراج عنه أولاً.
وأشار هيرش إلى أن إسرائيل تسعى لتنفيذ الاتفاق ضمن إطار زمني لا يتجاوز 70 يوماً.
خلافات تعرقل التقدم ومطالب بضمانات دولية
في سياق متصل، كشفت مصادر عربية، عن وجود خلافات حادة في المفاوضات الجارية بشأن عدد الرهائن الأحياء والأموات الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، إلى جانب الجدل حول أعداد السجناء الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم بالمقابل.
كما أجرى ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وآدم بوهلر مدير شؤون الأسرى والمفقودين في الإدارة الأمريكية، محادثات مع عائلات الرهائن، ليلة الاثنين، وأعربا عن أملهما بحدوث “تطورات خلال اليومين المقبلين”.
بدوره، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الاثنين، على التقارير المتداولة بشأن المحادثات، قائلاً: “آمل بشدة أن نتمكن من الإعلان عن شيء ما في هذا الشأن، إن لم يكن اليوم فغداً”، قبل أن يوضح مكتبه لاحقاً أن التصريحات “تشير إلى جهود مستمرة، دون تحديد موعد زمني دقيق”.
وبحسب مصادر مطلعة لهيئة البث الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً مكثفة لدفع المفاوضات إلى الأمام، بينما تطالب حركة حماس بضمانات حقيقية من واشنطن تضمن عدم استئناف الحرب.
وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء طرحوا عدة صيغ لضمان التزام الأطراف، من بينها خطاب ضمان رسمي، أو لقاء علني بين مبعوث أمريكي ومسؤول في حماس.
تطورات ميدانية
صدر الصورة، Reuters
قالت مصادر طبية فلسطينية إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح آخرون جراء قصف منزل في حي الزيتون بجنوب شرقي مدينة غزة، وإحدى مناطق بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع خلال الساعات القليلة الماضية.
وأشارت المصادر إلى أن عمليات القصف الجوي والمدفعي المستمرة، شملت كذلك البلدات والأحياء الجنوبية والشرقية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وأحياء الشجاعية والتفاح ومناطق متعددة في شرقي مدينة غزة وإلى الغرب منها.
يأتي ذلك غداة يوم قُتل فيه نحو 90 فلسطينياً في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفقاً لمصادر طبية فلسطينية.
كما أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأن 6 مراكز صحية فقط من أصل 22 تابعة لها، لا تزال قادرة على العمل داخل مراكز الإيواء وخارجها في قطاع غزة بسبب القصف المستمر، مشيرة إلى أن المستلزمات الطبية الأساسية شحيحة للغاية، وأن هناك حاجة ماسة إلى إيصال المساعدات المُنقذة للحياة دون عوائق.
وحذرت الوكالة من أن ما يقرب من ربع مليون فلسطيني من سكان القطاع، وصلوا إلى المرحلة الخامسة من مراحل انعدام الأمن الغذائي ويتضورون جوعاً ، قائلة إن 950 ألفاً من السكان مصنفون في المرحلتين الرابعة والخامسة، “وهم أيضاً في خطر شديد”.
وأضافت أن القطاع يشهد تفشي سوء التغذية على نحو واسع النطاق بما “يشمل مئات الآلاف من الأطفال والأمهات والرضّع والحوامل”، مشيرة إلى أن 70 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
ومن جانبه، حذّر المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة خليل الدقران، مما وصفه بـ “كارثة صحية وبيئية” في القطاع، في ظل ما سماه “الهجمة الممنهجة للاحتلال على المنظومة الصحية” هناك.
وأضاف أن عدد المستشفيات، التي لا تزال قادرة على العمل جزئياً لا يتجاوز خمسة، من بينها مستشفيات “الشفاء” و”ناصر الطبي” و”شهداء الأقصى”، والتي قال إنها تستقبل الجرحى بأعداد تفوق قدرتها الاستيعابية.
واعتبر الدقران أن إسرائيل تشن “هجمة ضد الأطفال في قطاع غزة”، قائلاً إن أكثر من 17 ألف طفل قُتلوا منذ اندلاع الحرب، وإن حياة قرابة 70 ألفاً آخرين “مهددة بسبب الجوع وسوء التغذية، وهناك 650 ألف طفل معرّضون لخطر الإصابة بشلل الأطفال، جراء منع الاحتلال إدخال التطعيمات”، بحسب تعبيره.
وأشار المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، إلى أن نحو ربع مليون مريض من أصحاب الأمراض المزمنة “كالسرطان والضغط والسكري والقلب والكلى بحاجة لأدوية ومستلزمات طبية”، محذراً من أن “الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة ستنفد خلال أيام قليلة”.
وقال إن أكثر من 25 ألف مريض ومصاب، بينهم 10 آلاف مريض بالسرطان، بحاجة للعلاج العاجل خارج قطاع غزة.