لينا خودري تروي تفاصيل حصولها على الجنسية الفرنسية وما رافقها من صعوبات، في مقابلة صحفية على هامش مشاركتها في مهرجان كان السينمائي 2025.
أصبحت لينا خودري واحدة من أبرز الوجوه الفنية في السينما الفرنسية، وخلال مشاركتها في مهرجان كان السينمائي، حيث ظهرت رسميًا لأول مرة إلى جانب نجم كرة القدم كريم بنزيمة، قدمت فيلمين وأجرت العديد من المقابلات الصحفية.
وبأسلوبها الصريح والملتزم، تطرقت إلى موضوع شخصي بالغ الأهمية: مسألة جنسيتها المزدوجة، قائلة: “كان علي أن أبرر أنني نشأت في فرنسا”.
حضور لافت في مهرجان كان السينمائي
ذكرت مجلة “بيور بيبول” الفرنسية أن أنطوان دوبون، نجم الرجبي، خطف الأنظار في نسخة المهرجان الـ78 بإطلالاته برفقة إيريس ميتينار، لكن الأضواء تحوّلت لاحقًا نحو كريم بنزيمة، الحاصل على الكرة الذهبية عام 2022، بعد أن أعلن رسميًا ارتباطه بالممثلة لينا خودري. ورافقها إلى عرض فيلم “13 يومًا، 13 ليلة” (خارج المسابقة)، وهو عمل تشويقي من إخراج مارتن بوربولون.
منذ فوزها بجائزة “سيزار” لأفضل موهبة واعدة عن دورها في فيلم Papicha عام 2019، أصبحت لينا خودري، البالغة من العمر 32 عامًا، من أكثر الفنانات حضورًا في المشهد السينمائي، وزادت شهرتها بظهورها العلني إلى جانب بنزيمة، البالغ من العمر 37 عامًا ووالد أربعة أطفال من علاقات سابقة.
السينما كمنصة للتعبير
من المؤكد أن لينا ستتذكر مشاركتها في مهرجان كان هذا العام، حيث قدمت أيضًا الفيلم السياسي الدرامي “نسور الجمهورية” للمخرج طارق صالح، والذي نافس ضمن المسابقة الرسمية.
واعتبرت خودري أن هذا الظهور الإعلامي الكثيف، والاهتمام بعلاقتها مع بنزيمة، يشكل فرصة لإيصال صوتها. وفي حوار مع مجلة Version Femina، التي تصدرت غلافها، تحدثت عن علاقتها بالسينما وبالشأن العام وبفرنسا.
خلفية ثقافية وهوية متعددة
لينا، ابنة صحفي جزائري والمشهورة بدور “كونستانس” في فيلم “الفرسان الثلاثة”، عُرفت بوعيها المبكر بالقضايا الاجتماعية، ما ينعكس في طبيعة الأدوار التي تختارها. وقد أشارت إلى أن هذه الأدوار السياسية والإنسانية تستمدها من تجاربها الشخصية.
في فيلم “13 يومًا، 13 ليلة”، الذي يتناول جهود السفارة الفرنسية لإجلاء المواطنين من كابول خلال سيطرة طالبان في أغسطس/ آب 2021، وجدت لينا في شخصيتها ما يعكس هويتها المتعددة: “رأيت نفسي في شخصيتها، لأنها تنتمي لثقافتين. قبل تلك الأحداث، كانت على تواصل دائم مع السفارة الفرنسية، تمامًا كما أتعامل أنا مع المعهد الفرنسي في الجزائر ضمن بعض الأنشطة”.
وأضافت: “هذا الدور وهذا الفيلم يطرحان تساؤلات حول معنى الاقتلاع من الجذور. كيف يمكن للمرء أن يشعر بأنه مواطن عالمي، وفي الوقت نفسه مرتبط بأرض معينة؟ ما معنى الراية؟ كلها أسئلة راودتني مرارًا كمهاجرة من الجيل الثاني”.
بداية معقدة نحو الجنسية الفرنسية
وُلدت لينا خودري في الجزائر العاصمة في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1992، ولم تحصل على الجنسية الفرنسية إلا عند بلوغها سن 18 عامًا، بعد مسار إداري طويل ومؤلم. تقول: “تلك اللحظة كانت بداية تمردي. لم يكن الموضوع مطروحًا بالنسبة لي من قبل: كنت أملك جواز سفر جزائري وبطاقة إقامة في فرنسا، أزور الجزائر كل صيف، وظننت أن مسألة الهجرة محسومة”.
وتتابع: “لكن حين طلب مني التوجه إلى مقر الشرطة في الرابعة صباحًا لتقديم دليل على أنني نشأت في فرنسا، لم أفهم. كنت قد حصلت للتو على شهادة البكالوريا، وفي طريقي للالتحاق بالسوربون، وها أنا أُجبر على جمع كل شهاداتي المدرسية من الحضانة إلى الثانوية. شعرت بالإهانة، وكأنني موضوعة تحت الشك، وبدأت في إعادة التفكير بكل شيء”.
وأضافت لينا أنها لجأت حينها إلى كتب فرانز فانون وإيمي سيزير، وغاصت في توثيقات حرب الجزائر لفهم جذورها وظروفها. وأوضحت أنه بعد 14 عامًا، خمدت نيران الغضب المراهق، لكنها تحوّلت إلى نوع مختلف من الوعي، مضيفة: “سنوات البحث هذه ساعدتني على فهم قصتي، والفهم يجلب دائمًا نوعًا من الطمأنينة”.
aXA6IDE5Mi4xMjYuMjE3LjE2NyA= جزيرة ام اند امز US