تتواصل فعاليات قمة الإعلام العربي التي انطلقت، أول من أمس، بمشاركة مؤسسة دبي للإعلام بصفتها الشريك الإعلامي الاستراتيجي للحدث، ضمن الدور الرائد الذي تمثله المؤسسة في دعم الفعاليات الإعلامية الكبرى على المستويين المحلي والإقليمي، وتأكيداً على التزامها برؤية إمارة دبي في ترسيخ مكانتها كمركز إعلامي رائد في المنطقة.
وواصلت المؤسسة تغطيتها الشاملة على مدار اليومين الأول والثاني، من خلال بث تلفزيوني مباشر وجلسات حوارية حية، مؤكدة دورها الفاعل في نقل نبض القمة إلى جمهورها العربي، على أن تستمر التغطية إلى حين انتهاء فعاليات القمة.
وقدّمت المؤسسة تغطية رقمية وإعلامية متكاملة عبر قنواتها التلفزيونية ومنصاتها الرقمية، استعرضت خلالها أبرز النقاشات المرتبطة بمستقبل الإعلام وتحدياته التقنية، كما فتحت من خلال منصة «دردشات إعلامية»، بالشراكة مع «البيان» وأكاديمية دبي للإعلام، مساحة حوارية فكرية تفاعلية جمعت نخبة من المتخصصين وصنّاع القرار وممثلي الجيل الجديد، ناقشت محاور جوهرية حول العلاقة بين الإعلام والهوية، ودور البيانات في تطوير الذكاء الاصطناعي، وتأثير وسائل التواصل على تشكيل الرأي العام.
كلمة تحفيزية
وخلال اليوم الأول من «قمة الإعلام العربي 2025» زارت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، ورئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، منصة المؤسسة المصاحبة للحدث، برفقة منتسبي «برنامج صنّاع الإبداع» التابع للمؤسسة.
وخلال الزيارة، ألقت منى المري كلمة تحفيزية أمام مجموعة من طلبة الجامعات والملتحقين بالبرنامج، مؤكدة أهمية تمكين الشباب وتوفير المسارات المهنية التي تعزز من تطوير قدراتهم الإبداعية، بما يتماشى مع رؤية دبي في الاستثمار بالطاقات الوطنية وصناعة إعلام المستقبل.
حضر الجولة سالم باليوحة، المدير التنفيذي لقطاع المحتوى في مؤسسة دبي للإعلام، وشيخة أحمد، المدير التنفيذي لقطاع الموارد البشرية، وعبدالله المنصوري، المدير التنفيذي لقطاع الدعم المؤسسي في المؤسسة.
ويُعد برنامج «صنّاع الإبداع – المصور الإماراتي» إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها مؤسسة دبي للإعلام ضمن جهودها المستمرة لدعم ملف التوطين، ويهدف إلى تدريب الخريجين ميدانياً وتأهيلهم للعمل ضمن مختلف قطاعات المؤسسة، حيث انطلق في 7 أبريل الماضي ويستمر لمدة شهرين، وذلك بعد حملات إعلامية واسعة استقطبت عدداً كبيراً من خريجي كليات الإعلام والاتصال والمهتمين بمجال التصوير.
وشهدت الدورة الحالية ترشيح 14 شاباً وشابة، تم اختيارهم بناءً على معايير وكفاءات محددة، وتضم الخطة التدريبية مزيجاً من التدريب العملي داخل المؤسسة بالتعاون مع إدارة العمليات، إضافة إلى ورش خارجية وتدريب ميداني مكثف، بهدف صقل مهارات المشاركين وتقييم أدائهم تمهيداً لتوظيفهم في الشواغر المناسبة داخل المؤسسة.
من قلب الحدث
وواصلت مؤسسة دبي للإعلام فعالياتها ضمن «قمة الإعلام العربي 2025» من خلال نقل مباشر عُرض على قنواتها التلفزيونية ومنصاتها الرقمية، حيث استضاف نخبة من الشخصيات البارزة والمتحدثين المميزين المشاركين في الحدث، في إطار تغطية إعلامية شاملة تواكب مجرياته وتعكس اهتمام المؤسسة بنقل مضامينه إلى الجمهور العربي، وشهد الاستوديو المباشر في يومه الأول حضور مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، إلى جانب استضافة إلياس بو صعب، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني والنائب التنفيذي لرئيس الجامعة الأمريكية في دبي، والإعلامية ناديا الزّعبي من قناة عمّان، كما استضاف الاستوديو المغامر والمستكشف خليفة المزروعي، ممثلاً عن ناشيونال جيوغرافيك العربية، وتوماس خوري، المدير العام لشركة كوندي ناست الشرق الأوسط.
وشارك في التغطية عدد من المراسلين وصنّاع المحتوى من مختلف التخصصات، من بينهم الدكتور يسار جرار، عضو مجلس الأمناء في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وريما مسمار، المديرة التنفيذية لمؤسسة آفاق، ويحيى تشو شيوان، الصحفي في مجموعة الصين للإعلام والمتخصص في الشؤون الصينية – العربية، ومحمد راشد، صانع المحتوى المتخصص في سباقات الخيل العالمية.
كما تواجد ضمن الفريق الإعلامي كل من سعيد الرميثي، صانع المحتوى ورائد الأعمال، والدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات بالإنابة، إلى جانب الإعلامية وصانعة المحتوى هبة صالح، ومايا الهواري، مستشارة الذكاء العاطفي والقيادة، والإعلامي محمد قيس من قناة المشهد، وفريدي أليسي، مدير ومؤسس استوديو أوتش، بالإضافة إلى محمد الحواري، الخبير الأممي المتخصص في الشأن الإعلامي الإنساني.
وضمن التغطية الإعلامية، تم تصوير حلقة خاصة من برنامج «نبض دبي» من موقع الحدث، سيتم عرضها مساء اليوم عبر شاشة تلفزيون دبي. واستضافت الحلقة مجموعة من الشخصيات البارزة في القطاع الإعلامي وصناعة المحتوى، وهم ماجد السويدي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – مدينة دبي للإعلام، ومعين جابر، صانع المحتوى المعروف، بالإضافة إلى تميم فارس، المدير العام لمنصة «ديزني بلس» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
جلسات حوارية
وعلى هامش فعاليات اليوم الأول، نظّمت منصة المؤسسة جلسات حوارية مميزة تحت مظلة «دبي للإعلام»، وذلك بالتعاون بين «أكاديمية دبي للإعلام» و«البيان»، حيث تضمّن البرنامج جلستين ناقشتا موضوعات محورية تتعلق بمستقبل الإعلام العربي وتحولاته الرقمية والمهنية والمجتمعية.
حملت الجلسة الأولى عنوان «مبادرة الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي»، وأدارتها الإعلامية أديل طعمة من مؤسسة دبي للإعلام، وناقشت الجلسة أهمية تعزيز الهوية والقيم العربية ضمن نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث قدّم عاصم جلال، استشاري في أكاديمية دبي للإعلام، مداخلة ركز فيها على ضرورة تكامل الذكاء الاصطناعي مع المحتوى العربي الأصيل.
كما شددت هبة السمت، مديرة منصة «أوان»، على أهمية دعم المحتوى العربي رقمياً وتطوير أدوات تواكب هذا التحول. من جانبه، حذر حاتم الشولي، مشرف الإعلام الرقمي في قناة «الشرق للأخبار»، من مخاطر طمس الهوية الثقافية نتيجة الاعتماد المفرط وغير المدروس على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أهمية تدريب الصحفيين على الاستخدام الواعي والمهني لهذه الأدوات.
أما الجلسة الثانية، فجاءت تحت عنوان «عزيزي الفشل… شكراً»، وأدارها الإعلامي إبراهيم استادي. واستضافت الجلسة الإعلامي السعودي علي العلياني، إلى جانب الإعلامية مروج إبراهيم من قناة «سكاي نيوز عربية»، حيث تناول الحوار كيفية تحويل الفشل إلى نقطة انطلاق نحو النجاح، عبر استعراض تجارب شخصية ألقت الضوء على أهمية التعثر في بناء الطموح والتميز، باعتباره جزءاً أساسياً في مسار التطور المهني والإنساني.
شيفرة
واختُتمت فعاليات مؤسسة دبي للإعلام لليوم الأول باستضافة منى غانم المرّي، ضمن حلقة خاصة من برنامج «شيفرة». وتمحورت الحلقة حول شيفرة نجاح القمة، حيث ناقشت أبعاد الدور المحوري الذي تلعبه «قمة الإعلام العربي» في تطوير القطاع الإعلامي، وأهميتها في المشهد الإعلامي العربي من حيث التأثير والريادة. ومن المقرر عرض الحلقة الأحد المقبل، وتميّزت بأسلوب تقديم مختلف يعكس روح الابتكار والحوار، ويواكب توجهات المؤسسة في تقديم محتوى نوعي يُبرز القيادات الإعلامية وتجاربها الملهمة.
اليوم الثاني
وفي إطار فعاليات اليوم الثاني من «قمة الإعلام العربي 2025»، واصلت مؤسسة دبي للإعلام دورها عبر التغطيات الإعلامية المباشرة شملت جلسات حوارية حية ونقاشات متخصصة حول مستقبل الإعلام وتحدياته. كما شهدت المنصة الحوارية المشتركة بين «البيان» وأكاديمية دبي للإعلام تفاعلاً لافتاً من نخبة المتخصصين وممثلي الجيل الجديد، تناولت قضايا محورية تتعلق بالهوية والبيانات وتأثير الوسائل الرقمية.
البث المباشر
وشهدت التغطية حوارات مباشرة تم خلالها تسليط الضوء على أبرز القضايا المرتبطة بمستقبل الإعلام، ولا سيما في ظل التغيرات المتسارعة التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث استعرض الدكتور غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني تحديات المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن دخول الذكاء الاصطناعي يضع مستقبل القطاع تحت علامة استفهام كبيرة، ولفت إلى وجود شروط أساسية لضمان النجاح الإعلامي في البيئة المتغيرة دون الإفصاح عنها تفصيلاً.
كما تناولت منى غانم المري أهمية التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة لتطوير المحتوى الإعلامي بما يواكب تطلعات المتلقي الحديث ويخدم منظومة الإعلام العربي بتوازن بين القيم التقنية والرسالة المجتمعية.
دردشات إعلامية
وفي إطار مواصلة منصة المؤسسة لبرامجها الحوارية النوعية، استضافت القمة في يومها الثاني سلسلة من الجلسات التفاعلية تحت عنوان «دردشات إعلامية»، نظّمتها المؤسسة بالتعاون مع كل من «البيان» وأكاديمية دبي للإعلام، لتشكل نافذة مفتوحة على أبرز التحولات التي يشهدها المشهد الإعلامي، من زوايا متعددة تجمع ما بين الرؤية التقنية والتحديات الثقافية.
جاءت البداية مع جلسة حملت عنوان «تأثير التواصل الاجتماعي على توجهات الجمهور»، أدارها الإعلامي كريم مهند شمس، وشهدت مشاركة المحلل الاقتصادي سيف النقبي، ومؤسس شركة نمو خالد الجابري، حيث تناولت الجلسة أبعاد التأثير العميق الذي باتت تمارسه المنصات الاجتماعية على وعي الجمهور وسلوكياته، وكيف تغيّرت أدوات التأثير الإعلامي أمام تنامي الحضور الفردي وصعود المؤثرين، في وقت أصبحت فيه الثقة الرقمية مرهونة بمدى صدقية المحتوى وسرعة تداوله.
بينما طرحت الجلسة الثانية تساؤلاً محورياً تحت عنوان «المستقبل بين رؤيتين.. الإعلام أم الهوية؟» أدارها الإعلامي عامر بن جساس، وجمعت بين الدكتورة رفيعة عبيد غباش، أستاذة الطب النفسي ومؤسسة متحف المرأة، والدكتورة كريمة مطر المزروعي، مستشارة مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في نقاش استعرض التحديات الثقافية المتراكمة أمام المنظومة الإعلامية العربية، حيث شددت د. رفيعة على أن الحفاظ على الهوية الوطنية لم يعد ترفاً فكرياً بل ضرورة وجودية، محذّرة من الانسياق وراء مفاهيم العولمة التي تضعف الانتماء وتربك الوعي المجتمعي، داعية إلى توظيف الأدوات السردية في الإعلام والفنون لصالح ترسيخ القيم الثقافية.
من جانبها، لفتت الدكتورة كريمة المزروعي، إلى التغيرات الجذرية في وعي وطموحات الجيل الجديد تحت تأثير الحضور المتضخم للتقنية، مشيرة إلى ما وصفته بـ«الهويات غير المستقرة» التي تحتاج إلى تربية إعلامية واعية تعيد ضبط العلاقة بين الإنسان والتقنية، مؤكدة أن الإعلام يحمل مسؤولية استثنائية في الموازنة بين مواكبة التحول الرقمي وصون الخصوصية الثقافية للمجتمعات.
وفي ختام برنامج الجلسات الحية للمؤسسة ضمن فعاليات القمة، تم طرح الجلسة الثالثة تحت عنوان «البيانات وقود الذكاء الاصطناعي»، وأدارتها الإعلامية ميساء القلا من قناة CNBC عربية، بمشاركة كل من حسام مجاهد، رئيس مجلس إدارة جمعية اتصال، وسامر الجيوسي، المدير الإقليمي للذكاء الاصطناعي في شركة DELL، وأحمد ماهر، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أربعة، وأحمد سلطان، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي «لمكنة»، حيث ناقش المشاركون التحديات التقنية واللغوية التي تقف أمام تطوير ذكاء اصطناعي ناطق بالعربية، وأكدوا أن البيانات عالية الجودة تعد المحور الأساسي لأي منظومة ذكية فعالة، مشددين على أن الإعلام مطالب بتعزيز ممارساته في إنتاج محتوى دقيق وموثوق به، يسهم في تشكيل بنية معرفية عربية قادرة على قيادة المرحلة المقبلة في قطاع الذكاء الاصطناعي وتغذية قاعدة البيانات الذكية.