السبت 31 مايو 2025

    كشفت نقابة الفنانين السوريين، يوم الخميس، عن خطة عمل طموحة للموسم الفني الحالي، تحمل بين طياتها طموحات لإعادة الاعتبار للفنانين الذين قضوا خلال الثورة السورية، بالإضافة إلى سلسلة من “الإصلاحات الثورية” داخل أروقة النقابة.

    جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده نقيب الفنانين مازن الناطور، حيث أعلن عن حزمة من الإجراءات الجريئة التي ستعيد ترتيب أوراق النقابة بالكامل.

    من بين أبرز القرارات اللافتة التي أعلن عنها الناطور، منح عضوية الشرف للمخرج الراحل باسل شحادة، الذي كان من أبرز الوجوه الشبابية التي لمع نجمها في بدايات الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، قبل أن يُقتل في قصف استهدف مدينة حمص عام 2012. وأكد الناطور أن هذه الخطوة جاءت تكريمًا لإسهامات شحادة الفنية والوطنية التي ستظل محفورة في الذاكرة.

    إعادة جثمان النجوم الراحلين إلى الوطن

    وفي مبادرة، أعلنت النقابة عن بدء ترتيبات نقل رفات الفنانتين الراحلتين مي سكاف وفدوى سليمان إلى سوريا، ليُعاد دفنهما في تراب الوطن الذي حلمتا بحريته حتى آخر لحظة.

    مي سكاف، الفنانة التي أصبحت رمزًا للثورة، تعرضت للاعتقال خلال إحدى التظاهرات في عام 2013، وأُطلق سراحها لاحقًا لكنها اضطرت لمغادرة البلاد سرًا، قبل أن تفارق الحياة إثر نوبة قلبية في باريس عام 2018.

    أما فدوى سليمان، الممثلة التي واجهت القمع بكل شجاعة، فقد شاركت في أبرز المظاهرات السلمية إلى جانب رموز الثورة مثل عبد الباسط الساروت، قبل أن ترحل في منفاه الباريسي عام 2017 بعد معركة مع مرض السرطان.

    عودة قيد النجوم بعد شطبهم

    ضمن الخطوات التصالحية، أعادت النقابة الفنان سميح شقير إلى سجلاتها بعد شطبه سابقًا وملاحقته بسبب مواقفه المناهضة للنظام. شقير، الذي ألهب مشاعر الثوار بأغنيته الشهيرة “يا حيف”، يعود اليوم ليكون جزءًا من المشهد الفني السوري مجددًا.

    وتضمنت خطة النقابة تشكيل لجنة قانونية مستقلة تضم خبراء في القانون والفن، للعمل على تعديل أنظمة النقابة بما يتيح إجراء انتخابات نزيهة لاختيار نقيب ومجلس إدارة جديدين. شدد الناطور على أن وحدة النقابة وتماسكها خط أحمر، وأن أي محاولات لشق الصف أو بث الفتنة ستُواجَه بالحزم والصرامة، مشددًا على أن النقابة ستظل بيتًا لكل فنان يلتزم بالقوانين.

    برامج للشباب

    وكشف الناطور عن خطط لإطلاق برامج ومبادرات لدعم الفنانين الشباب وفتح آفاق جديدة أمامهم، مشددًا على أهمية تجديد الدماء في النقابة وتعزيز الحضور الفني السوري على الساحة المحلية والعالمية.

    وتأتي هذه التحركات في ظل أجواء متوترة داخل النقابة، بعد أن واجه الناطور سحب الثقة منه في وقت سابق من الشهر الجاري بسبب اتهامات بـ”التفرد في القرار ومخالفة الأنظمة”، قبل أن يُعاد إلى منصبه بقرار لاحق.

    ومنذ عودته، واصل الناطور ما وصفه بـ”الإصلاحات الثورية”، فقام بشطب عضوية أربعة من كبار الفنانين، هم أمل حويجة، ميس حرب، نور مهنا، ومحمد آل رشي، وأقال يوسف عبده من تكليفه.

    كما أقدم على فصل الممثلة سلاف فواخرجي من النقابة، بينما منح عضوية الشرف للمطربة أصالة نصري والملحن مالك جندلي، بل وضم المطرب اللبناني فضل شاكر إلى صفوف النقابة.

    تم نشر هذا المقال على موقع القيادي