غزة/ رمزي محمود وحسني نديم/ الأناضول
قتل 31 فلسطينيًا على الأقل وأصيب عشرات آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، أثناء توجه المئات لتسلم مساعدات إغاثية من مركز “مؤسسة غزة الإنسانية” جنوب ووسط القطاع.
ونقل مراسل الأناضول عن شهود عيان، أن مئات الفلسطينيين توافدوا في الصباح الباكر نحو مركز توزيع المساعدات الواقع غربي مدينة رفح جنوبي القطاع والتابع للشركة الأمريكية المدعومة إسرائيليا “مؤسسة غزة الإنسانية” المسؤولة عن التوزيع، ليفاجأوا بإطلاق النار باتجاههم.
وأوضح شهود العيان بأن إطلاق النار جرى من قبل آليات إسرائيلية متمركزة بمحيط الموقع، إضافة إلى إلقاء قنابل من طائرات مسيرة إسرائيلية.
وأضاف الشهود أن إطلاق النار أسفر عن وقوع العشرات بين قتيل وجريح، وتسبب بحالة من الفوضى والهلع في صفوف السكان الذين توجهوا لاستلام المساعدات بناء على إعلان الشركة الأمريكية.
مصدر طبي في مستشفى العودة بمخيم النصيرات (وسط) لم يذكر هويته قال لمراسل الأناضول: “إنّ فلسطينيًا قتل وأصيب 16 آخرون جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار قرب مركز شركة توزيع المساعدات الأمريكية في محور نتساريم جنوب مدينة غزة”.
وهو ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان الأحد، قائلا إن إسرائيل حولت مواقع توزيع المساعدات بقطاع غزة إلى “مصائد للموت الجماعي” بعد نصبها “كميناً دموياً” في منطقة الوادي جنوب مدينة غزة، ما أدى لمقتل شخص وإصابة 30 آخرين منذ صباح الأحد.
بدورها، أفادت مصادر طبية لمراسل الأناضول في وقت سابق من صباح الأحد، بأن جثامين 30 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى، وصلت مجمع ناصر الحكومي في خان يونس (جنوب)، والمستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر بالمدينة.
وقال مصدر طبي إن الوضع في محيط المركز الأمريكي لتوزيع المساعدات كان “خطيرا جدا”، حيث تمكنت سيارات الإسعاف بصعوبة بالغة من نقل عدد من القتلى والمصابين، في حين تم نقل آخرين بواسطة عربات.
وفي الأثناء، أفادت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية استهدفت أيضا المواطنين الذين توجهوا لمركز توزيع المساعدات الأمريكي المحاذي لمحور نتساريم وسط قطاع غزة.
وقال مصدر طبي للأناضول، إن 20 إصابة على الأقل استقبلها مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط القطاع، جراء إطلاق نار إسرائيلي استهدف حشود المواطنين في محيط مركز توزيع المساعدات قرب مدخل مخيم البريج بالمحافظة الوسطى.
وفي أقل من أسبوع بلغ إجمالي الضحايا في مواقع توزيع المساعدات بقطاع غزة 39 قتيلا وأكثر من 220 جريحا، حيث حولت إسرائيل مواقع توزيع “المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية” إلى “مصائد للقتل الجماعي”، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي صباح الأحد.
ومنذ نحو أسبوع، أطلقت الشركة الأمريكية لتوزيع المساعدات “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة إسرائيلياً، مشروعها لتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان في غزة، الذين تجوعهم إسرائيل منذ أكثر من 80 يوماً.
وتسببت هذه الآلية بحالة من الفوضى منذ اليوم الأول لإطلاقها في رفح جنوبي القطاع، حيث فقدت الشركة الأمنية السيطرة على حشود الفلسطينيين الذين توجهوا لاستلام المساعدات، في حين يستمر الجيش الإسرائيلي باستهداف الفلسطينيين في محيط مراكز توزيع المساعدات موقعا قتلى وجرحى.
وقوبلت هذه الآلية برفض فلسطيني واسع وتشكيك في أهدافها وجدواها، كما أعلنت المؤسسات الأممية رفضها التعاون معها باعتبار أنها لا تلبي المعايير الإنسانية لتوزيع المساعدات، وسط مطالب بالعودة للآلية السابقة عبر مؤسسات الأمم المتحدة والجهات الشريكة.
ووفق المؤسسة الأمريكية، فقد تم تشغيل ثلاثة مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان في غزة، تقع جميعها جنوبي محور نتساريم (في رفح وخان يونس ووسط القطاع)، بينما تخلو مدينة غزة وشمال القطاع من أي مراكز لتوزيع المساعدات.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.