afp_tickers
تم نشر هذا المحتوى على
02 يونيو 2025 – 14:54
بدأت الجولة الجديدة من المحادثات التي تهدف إلى إنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا في اسطنبول الإثنين برعاية تركيا، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية.
وقالت الوزارة على تلغرام “بدأ الاجتماع بين الوفدين الأوكراني والروسي في اسطنبول بحضور الطرف التركي”، في حين أظهرت لقطات من داخل قصر تشيراغان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أثناء إلقائه كلمة الافتتاح أمام المفاوضين الذين جلسوا مقابل بعضهم بعضا.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل انطلاق المحادثات، أنّ بلاده مستعدّة “لاتخاذ الخطوات الضرورية من أجل تحقيق السلام” بين كييف وموسكو.
وقال زيلينسكي خلال اجتماع مع قادة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا، “نحن على استعداد لاتخاذ الخطوات الضرورية من أجل تحقيق السلام”، مشيرا إلى أنّه إذا قوّضت روسيا محادثات اسطنبول ولم تسفر عن نتيجة، ستكون “هناك حاجة ماسة إلى فرض عقوبات جديدة” عليها.
ويلتقي الوفدان الروسي والأوكراني غداة هجوم منسق واسع شنّته كييف على الأراضي الروسية استهدف أربعة مطارات عسكرية روسية، وعشرات الطائرات بينها قاذفات استراتيجية، واعتُبر الأوسع منذ بدء النزاع.
وأفاد الجيش الروسي صباح الاثنين بأنه أسقط 162 مسيّرة أوكرانية غالبيتها في منطقتي كورسك وبيلغورود الحدوديتين مع أوكرانيا.
وكانت موسكو وكييف عقدتا مباحثات مباشرة أولى في 16 أيار/مايو في اسطنبول، لكنّها لم تفض إلى نتيجة تذكر، إذ التزم الجانبان فقط عملية لتبادل الأسرى.
واعتبرت تركيا أن الدعم الأميركي للمفاوضات الروسية الأوكرانية “مهم للغاية”.
وقال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان “نعتبر أنّ إيمان الولايات المتحدة ودعمها لهذه المحادثات أمران مهمان جدا”، مضيفا أن “عزيمة (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب على إحلال السلام أوجد فرصة جديدة”.
وقال مصدر من الوفد الأوكراني لوكالة فرانس برس إنه يأمل أن يرى المبعوثين الروس “مستعدين للمضي قدما”، من دون “تكرار المطالب نفسها” التي سبق لموسكو أن تحدثت عنها، وأبرزها تخلّي أوكرانيا عن مسعاها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والموافقة على خسارة الأراضي التي تحتلها روسيا حاليا.
وقبل المباحثات، التقى أعضاء الوفد الأوكراني في اسطنبول ممثلين لإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة، حسبما أفادت وزارة الخارجية الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غورغي تيخيي عبر إكس، إنّ “النائب الأول لوزير الخارجية سيرغي كيسليتسيا وعضو الوفد الأوكراني أولكسندر بيفز التقيا ممثلي شركاء أوكرانيا الأوروبيين، ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة”، مضيفا أنّ “الأطراف نسّقت مواقفها قبل اجتماع اليوم” مع الوفد الروسي.
وأعلنت روسيا من جهتها أنها ستقدم “مذكرة” تتضمن شروطها لعقد اتفاق سلام، فيما رفضت عرضها مسبقا على أوكرانيا كما طالبت كييف.
وكانت المحادثات المرتقبة محور حديث هاتفي الأحد بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو، على ما نقلت وكالة “تاس” للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية.
– ضمانات أمنية ملموسة –
والجانبان بعيدان عن التوصل إلى اتفاق، سواء كان هدنة أو تسوية طويلة الأمد.
وأكد زيلينسكي عبر منصات التواصل الاجتماعي الأحد، أنّ أولويات أوكرانيا هي “وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط” و”عودة الأسرى” وأطفال أوكرانيين تتّهم كييف موسكو بخطفهم، مبديا رغبته في عقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما سبق للكرملين أن رفضه مرات عدة.
وترفض موسكو “وقف إطلاق النار غير المشروط” الذي تطالب به كييف والغرب، وتشدد على حلّ ما تسميه “الأسباب الجذرية” للصراع، في إشارة إلى سلسلة من المطالب المتطرفة.
وتطالب روسيا أوكرانيا بالتخلّي نهائيا عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتنازل لها عن المناطق الخمس التي تقول إنّها ضمّتها.
غير أنّ أوكرانيا تؤكد أنّ هذه الشروط غير مقبولة وتطالب في المقابل بانسحاب القوات الروسية من أراضيها.
وتريد أوكرانيا أيضا ضمانات أمنية ملموسة مدعومة من الغرب، مثل حماية من حلف شمال الأطلسي أو انتشار قوات غربية على أراضيها، وهو ما تستبعده روسيا.
وقد خلفت الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات عشرات آلاف القتلى من المدنيين والعسكريين الروس والاوكرانيين.
– الحرب مستمرة –
المفاوض الروسي الرئيسي في اسطنبول هو فلاديمير ميدينسكي، مستشار متشدد لبوتين قاد محادثات 2022 الفاشلة وأعدّ كتبا مدرسية تتضمّن تبريرات للغزو وشكك في حق أوكرانيا في الوجود.
وترأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف الذي يعتبر مفاوضا ماهرا لكن وزارته لا تزال غارقة في الفضائح.
وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية في برلين الأحد إن “مستشارين دبلوماسيين” من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا “سيكونون على الأرض (…) بالتنسيق الوثيق مع فريق التفاوض الأوكراني”.
وأعلنت أوكرانيا الأحد أنها استهدفت حوالى 40 طائرة عسكرية روسية بضربات على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، مشيرة إلى أنّ الخسائر تقدر ب7 مليارات دولار.
ونُفّذت هذه العملية واسعة النطاق باستخدام طائرات مسيرة تسللت إلى روسيا ثم استهدفت قواعد عسكرية.
على الأرض، تواجه كييف صعوبات مع إحراز القوات الروسية تقدّما خلال الأيام الأخيرة، خصوصا في منطقة سومي الأوكرانية (شمال شرق).
وقد تسعى موسكو لإقامة منطقة عازلة لمنع أي توغل أوكراني كما حدث الصيف الماضي في كورسك الروسية الواقعة قبالة منطقة سومي.
بور-جك/رك/الح