صدر الصورة، AFP
3 يونيو/ حزيران 2025، 08:07 GMT
آخر تحديث قبل ساعة واحدة
قُتل 30 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرون بنيران إسرائيلية، صباح الثلاثاء، قرب مركز لتوزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة، وفق ما صرح به مدير مجمع ناصر الطبي وكذلك وزارة الصحة بالقطاع.
وأضاف مدير المستشفى أن جميع المصابين نُقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس، ومعظمهم مصابون بطلقات نارية.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة أن عدد المصابين يصل إلى نحو 200 شخص.
وذكرت وكالة الدفاع المدني في غزة أن غالبية القتلى والجرحى أصيبوا بنيران الدبابات الإسرائيلية والمروحيات وطائرات بدون طيار.
وفي بيان، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار بعد تحديد هوية ” العديد من المشتبه بهم” قرب مركز لتوزيع المساعدات. وأكد أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، وأنه يحقق في تفاصيل الحادث.
وعقب حادث صباح الثلاثاء، شوهدت جثث ملفوفة بأكياس بلاستيكية بيضاء، على الأرض في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر. وتجمع مئات الفلسطينيين بعضهم من أقارب القتلى والمصابين داخل المستشفى.
وقالت مصادر فلسطينية إن هناك صعوبة في انتشال الضحايا من المكان، لوجودهم في منطقة خطيرة. ولا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع، بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين لم يتسنَّ الوصول إليهم لإجلائهم.
وقال محمد الشاعر، وهو نازح في منطقة المواصي بخان يونس، إنه في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء “بدأ مئات من المواطنين يتقدمون في الطريق الساحلي، المؤدي إلى مركز المساعدات الأمريكي برفح، وقام الجيش الاسرائيلي فجأة بإطلاق النار في الهواء، ثم بدأوا يطلقون النار باتجاه الناس”.
وأضاف الشاعر، الذي قال إنه ذهب للحصول على مساعدات غذائية، إن “طائرة مروحية وطائرات مسيرة أطلقت النار باتجاه الفلسطينيين الذين تجمعوا قبل أن يصلوا إلى مركز المساعدات”.
أما رانيا الأسطل، وهي تقيم مع زوجها وأطفالها الأربعة في خيمة في منطقة المواصي، فقالت إنها ذهبت مع زوجها للحصول على غذاء من مركز المساعدات في رفح.
وأشارت إلى أن إطلاق النار بدأ بشكل متقطع، قرابة الساعة الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي (الثالثة فجرا بتوقيت غرينتش)، وتضيف “كل ما تقدم الناس عند دوار العلم – يبعد حوالى كيلومتر عن مركز المساعدات برفح – كانوا يطلقون النار عليهم، لكن الناس لم يهتموا واندفعوا مرة واحدة وعندها أطلق الجيش نارا كثيفا”.
هذا وقد أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً، يفيد بأن قواته أطلقت النار بعد تحديد هوية “مشتبه بهم”، على بُعد حوالي 0.5 كيلومتر من موقع توزيع المساعدات.
وأضاف أن قواته أطلقت في البداية “نيرانًا تحذيرية… وبعد أن فشل المشتبه بهم في التراجع، وُجّهت طلقات إضافية بالقرب من عدد من المشتبه بهم الذين تقدموا نحو القوات”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، وأنه “يجري التحقيق في تفاصيل الحادث”.
ونفت إسرائيل إطلاق النار على فلسطينيين في حادث مماثل يوم الأحد الماضي، والذي تقول وزارة الصحة في القطاع إنه أسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة ما يقرب من 200 آخرين.
من جهته، انتقد فيليب لازاريني – المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) – إسرائيل، قائلًا إن نقاط توزيع المساعدات باتت “مصيدة للموت”.
وهاجم بشدة آلية التوزيع التي رتبتها إسرائيل، والتي حددت نقطة التسليم في أقصى جنوب مدينة رفح بقطاع غزة، ما اضطر آلاف المدنيين الفلسطينيين إلى السير عشرات الكيلومترات، نحو منطقة شبه مدمرة بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، معتبراً أن “هذا النظام المهين” لا يخفف المعاناة بل يعمّقها.
في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بمقتل 5 مواطنين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي، استهدف منزلاً في حي تل الهوى، جنوب مدينة غزة.
لماذا يحتشد الناس قبل ساعات من فتح مركز المساعدات؟
رشدي أبوالعوف – مراسل شؤون غزة
أولئك الذين يصلون مبكراً لديهم فرصة أفضل لتأمين مكان في مقدمة الصف، وبالتالي تزداد احتمالية حصولهم على الطعام.
وكثيرون ممن يصلون في الوقت الرسمي، الذي تُعلنه مؤسسة غزة الإنسانية، غالباً ما يجدون أن المساعدات قد نفدت عند وصولهم.
ووفقًا للعديد من المستفيدين، فإن كمية طرود المساعدات التي تُوزعها المؤسسة يومياً لا تكفي لتلبية الطلب الهائل.
ومع وجود آلاف الأشخاص في حاجة ماسة للغذاء، فإن الإمدادات المحدودة لا تكفي بالمرة.
ونتيجة لذلك، فإن المضي قدماً – وحتى المخاطرة الشخصية الكبيرة – يُصبح تصرفاً مفهوماً، خاصة للأفراد الذين عانوا 12 أسبوعاً دون وصول موثوق للغذاء.
وتخضع المنطقة التي وقع فيها الحادث المميت الأخير لسيطرة الجيش الإسرائيلي بالكامل.
وأفاد شهود عيان وناجون بأن القوات الإسرائيلية استخدمت القوة المفرطة ضد المدنيين العُزّل، الذين تجمعوا بحثاً عن المساعدات.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، كمية المساعدات لا تكفي احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة على الإطلاق
أوامر إخلاء
في غضون ذلك، أصدر الجيش الاسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لمختلف المناطق في مدينة خان يونس، باستثناء مجمع ناصر الطبي، وذلك وفقا لما أكده مدير المستشفى، الذي قال إنه في حال شمل الإخلاء المستشفى، فسيعني ذلك الحكم بالإعدام على 500 مريض، منهم نحو 40 داخل قسم العناية المركزة.
واتهمت وزارة الصحة في غزة الجيش الإسرائيلي بـ “تعمد تقويض وخنق المنظومة الصحية”، من خلال إصدار أوامر إخلاء للمناطق التي توجد بها المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية.
وأشارت الوزارة إلى أن أوامر الإخلاء الجديدة في خان يونس “تُشكل تهديداً مُباشراً لإخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة، والذي يعد المستشفى الوحيد في جنوب القطاع الذي يضم خدمات تخصصية يتهددها التوقف”.
وأوضحت أن “عشرات المرضى والجرحى في العناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ، والأطفال في أقسام الحضانة أمام موت محقق حال خروج المجمع عن الخدمة”.