ينعقد مؤتمر بون للمناخ 2025 (SB62) في مدينة بون الألمانية خلال الفترة من 16 إلى 26 يونيو، ليشكّل محطة مركزية في التحضير لمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) المزمع عقده في نوفمبر 2025 بمدينة بيليم البرازيلية، الواقعة في قلب غابات الأمازون.
يعد هذا المؤتمر أحد الاجتماعات التقنية والسياسية الدورية تحت مظلة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، ويجمع ممثلين حكوميين وخبراء ومجتمعاً مدنياً لتمهيد الطريق أمام قرارات طموحة ومتماسكة في قمة الأطراف المقبلة، كذلك يعد خريطة الطريق لالتزام الإمارات التاريخي المعلن في كوب 28 بدبي المؤسس لتمويل المناخ إلى “ممر باكو– بيليم” أي تعهدات مؤتمر الأطراف للمناخ كوب 29 في باكو العام الماضي لمرحلة التنفيذ في كوب 30 بالبرازيل نهاية 2025.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });
أجندة مؤتمر بون للمناخ 2025.. من الالتزام إلى التطبيق
يركز مؤتمر بون 2025 على الترجمة العملية للقرارات الصادرة عن مؤتمر COP28 في دبي، خصوصاً في ما يتعلق بالتحول العادل، والتكيف مع التغيرات المناخية، وتأمين تمويل كافٍ للدول النامية، وفي هذا السياق تناقش الوفود:
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });
الهدف العالمي للتكيف
وينصب الجهد على تحويل الإطار المفاهيمي للتكيف إلى خطة تشغيلية، مع تحديد مؤشرات ومعايير لقياس التقدم على المستوى الوطني والإقليمي، خاصة في الدول المعرضة لآثار التغير المناخي مثل الجزر الصغيرة والدول الإفريقية.
تمويل المناخ والتحول العادل
كذلك يناقش المؤتمر تفاصيل “ممر باكو– بيليم”، وهو الإطار المالي الجديد الذي يهدف إلى تعبئة 1.3 تريليون دولار سنوياً لصالح الدول النامية بحلول عام 2030، هذا التمويل يُعد حاسماً لتمكين الدول من تحقيق أهدافها المناخية دون التأثير على استقرارها الاقتصادي والاجتماعي.
التقييم العالمي
بون 2025 يعد فرصة لتقييم مستوى التقدم نحو أهداف اتفاق باريس، وتحديد الفجوات في التنفيذ، وهي خطوة تُعد أساسية لتوجيه مفاوضات COP30.
التكنولوجيا والابتكار
المؤتمر سيشهد تقييماً لأداء مركز التكنولوجيا المناخية وبرنامج التنفيذ التكنولوجي، وسط مطالبات بتوسيع دعمهما للدول النامية وتيسير نقل التكنولوجيا المستدامة.
الحلول القائمة على الطبيعة
ازداد التركيز على حماية النظم البيئية، لا سيما الغابات والمناطق الرطبة، في ضوء استضافة البرازيل لقمة الأطراف المقبلة في قلب الأمازون، وهي رسالة رمزية ذات أبعاد سياسية وبيئية.
التحديات التي تواجه المسار المناخي
رغم التقدم النسبي، واجه مؤتمر بون 2025 عدداً من التحديات البنيوية والسياسية:
ضعف الثقة بين الدول المتقدمة والنامية
لا تزال الدول النامية تطالب بضمانات تمويل واضحة وعادلة، وسط تخوّف من التباطؤ في تنفيذ التعهدات السابقة.
تباين الأولويات
بينما تركز بعض الدول على التخفيف من الانبعاثات، ترى أخرى أن الأولوية يجب أن تكون للتكيف وبناء القدرات، ما يُحدث فجوة تفاهمية في أجندة العمل.
التمويل طويل الأمد
يعد التوصل إلى آلية تمويل موثوقة ومستدامة تحدياً بارزاً، لا سيما مع ضرورة تفعيل آليات مثل صندوق الخسائر والأضرار.
مخاطر التحول الطاقي
مع تزايد الطلب على معادن مثل الليثيوم والكوبالت اللازمة للطاقة المتجددة، برزت مخاوف بشأن الآثار البيئية والاجتماعية لعمليات الاستخراج غير المستدامة، لا سيما في دول الجنوب.
دمج المجتمعات المحلية والنساء والشباب
لوحظ تفاوت في مستوى إدماج هذه الفئات ضمن عمليات التفاوض، رغم الإجماع الدولي على ضرورة شمولية العملية المناخية.
بون كجسر نحو كوب 30
يُعتبر مؤتمر بون 2025 بمثابة “حجرة الأساس” في الطريق إلى قمة COP30، إذ أسّس لمجموعة من النقاط المرجعية التي سيتم البناء عليها في بيليم:
تحديد أولويات COP30 مثل التكيف، التمويل، والعدالة المناخية، وتمهيد الطريق لاتفاقيات أكثر طموحاً من الدول الصناعية.
تفعيل الدور البرازيلي
حيث استفادت البرازيل من المؤتمر لصياغة دورها القيادي في مؤتمر الأطراف المقبل، لا سيما في ما يخص حماية الأمازون والدفع باتجاه تحول عادل وإنصاف المجتمعات المحلية.
تعزيز العمل متعدد المستويات
عبر منصات مثل CHAMP، تم التأكيد على أهمية إشراك المدن والحكومات المحلية والقطاع الخاص في تنفيذ الحلول المناخية، ما يعزز من نطاق الشمول والتطبيق على الأرض.
الخلاصة أن مؤتمر بون 2025 يشكّل محطة محورية في مسار المناخ العالمي، حيث سعى إلى تحويل الالتزامات السياسية إلى خطط تنفيذية ملموسة، وبناء أرضية صلبة للتوافق في COP30، ورغم التحديات فإن روح الحوار والالتزام التي طغت على الاجتماعات تشير إلى نضج في الرؤية المناخية الدولية، ووعي متزايد بضرورة العمل التشاركي لمواجهة أزمة العصر.