تستعد الإدارة الأميركية لإخلاء سفارة الولايات المتحدة في العراق مع تصاعد المخاطر الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما قاله ثلاثة مصادر أميركية ومصدران من العراق لوكالة رويترز يوم الأربعاء 11 يونيو/ حزيران.
وبحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن مصادر أميركية، أجازت وزارة الخارجية الأميركية أيضاً مغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت. وهذا يُتيح لهم خيار مغادرة البلاد.
وذكر مسؤول أميركي، لرويترز، إن عائلات العسكريين من الولايات المتحدة ربما يغادرون البحرين كذلك.
وقال مسؤول من الولايات المتحدة للوكالة إن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث أصدر إذناً بالمغادرة بشكل طوعي لأفراد أسر العسكريين الأميركيين من مواقع في بعض أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً: إيران تستحوذ على وثائق إسرائيلية حساسة تتعلق بخطط ومنشآت نووية
وأضاف المسؤول: “لا تزال سلامة وأمن أفراد جيشنا وعائلاتهم على رأس أولوياتنا، وتراقب القيادة المركزية الأميركية تطور التوتر في الشرق الأوسط”.
وقال: “تعمل القيادة المركزية بتنسيق وثيق مع نظرائنا في وزارة الخارجية، بالإضافة إلى حلفائنا وشركائنا في المنطقة، للحفاظ على جاهزية دائمة لدعم أي عدد من البعثات حول العالم في أي وقت”، بحسب رويترز.
كان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب هدد عدة مرات بقصف إيران في حالة فشل المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي لطهران، وأشار الرئيس الأميركي، يوم الأربعاء، إلى تضاؤل ثقته في الموافقة الإيرانية على وقف تخصيب اليورانيوم.
في المقابل حذر وزير الدفاع الإيران عزيز ناصر زاده، في وقت سابق من اليوم، من أن طهران ستقصف قواعد عسكرية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط في حالة فشل المحادثات مع واشنطن وتأجج الصراع بينهما.
اقرأ أيضاً: وكالة الطاقة الذرية تنتقد مواصلة إيران تخصيب اليورانيوم.. وطهران ترد
من جانبه، قال مسؤول أميركي لرويترز: “من المقرر أن تجري وزارة الخارجية إخلاء منظماً للسفارة الأميركية في بغداد. الهدف هو القيام بذلك عبر وسائل (النقل) التجاري، لكن الجيش الأميركي مستعد للمساعدة في حال طلب منه ذلك”.
ومن جانبه، أكد مسؤول بوزارة الخارجية في العراق إجراء “إجلاء جزئي” لموظفي السفارة الأميركية في بغداد بسبب ما وصفه المسؤول “بمخاوف أمنية تتعلق بتوترات محتملة في المنطقة”.
من ناحيتها، ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، على تقارير الإجلاء الجزئي قائلة لوكالة رويترز: “تجري وزارة الخارجية الأميركية مراجعة دورية للموظفين الأميركيين في الخارج، وجاء هذا القرار نتيجة مراجعة في الآونة الأخيرة”.
أيضاً نقلت الوكالة عن مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب كان لديه علم بخطوة نقل الموظفيين الأميركيين في الشرق الأوسط.
من ناحيتها، قالت سفارة الولايات المتحدة في الكويت، عبر بيان، إنها “لم تغير وضع موظفيها ولا تزال تعمل بكامل طاقتها”.
وأشار مسؤول أميركي آخر إلى عدم حدوث أي تغير طارئ يتعلق بالعمليات في قاعدة العديد الجوية الأميركية بدولة قطر، وأنه لم يصدر أي أمر إخلاء للموظفين أو العائلات المرتبطة بسفارة الولايات المتحدة في قطر، والتي تعمل كالمعتاد.
من جانبه، قال مصدر حكومي عراقي، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية إن بلاده لم ترصد أي حدث أمني يتطلب إجلاء الموظفين الأميركيين من سفارة الولايات المتحدة في بغداد.
تأجيل شهادة في الكونغرس بسبب توترات الشرق الأوسط
اتصالاً بتلك التطورات، قرر قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل “إريك” كوريلا، تأجيل الشهادة التي كان من المفترض أن يقدمها للمشرعين الأميركيين يوم الخميس، وذلك بسبب التوترات في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما ذكره مسؤولان أميركيان لوكالة رويترز.
وكان من المقرر أن يدلي قائد القيادة المركزية الأميركية، بهذه الشهادة جلال اجتماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي الخميس.
واشنطن بوست: حالة تأهب قصوى تحسباً لضربة إسرائيلية على إيران
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الولايات المتحدة تشهد حالة تأهب قصوى تحسباً لضربة إسرائيلية محتملة على إيران، مع سماح وزارة الخارجية بإجلاء بعض الموظفين من العراق، وإعطاء البنتاغون الضوء الأخضر لمغادرة أفراد عائلات العسكريين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن هذا التأهب الأمني المتصاعد يأتي في الوقت الذي يُعرب فيه ترامب عن تراجع آماله في التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وفي الأشهر الأخيرة، ازداد قلق مسؤولي الاستخبارات الأميركية من أن تختار إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية دون موافقة الولايات المتحدة.
وقالت واشنطن بوست: “من شبه المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستُفسد المفاوضات النووية الدقيقة لإدارة ترامب، وستُؤدي إلى رد إيراني على الأصول الأميركية في المنطقة”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن القيادة المركزية الأمريكية، المقر العسكري المشرف على المنطقة، تعمل بتنسيق وثيق مع نظرائها في وزارة الخارجية وحلفائها للحفاظ على حالة تأهب دائم لدعم العديد من المهام في أي وقت.
وقال دبلوماسي كبير في المنطقة للصحيفة: “نحن نراقب ونشعر بالقلق. نعتقد أن الوضع أكثر خطورة من أي وقت مضى”.