احتفاء مصري بـ«مبدع الغرافيك والفنون البصرية» أشرف الحادي
احتفت وزارة الثقافة المصرية بتجربة الفنان الراحل أشرف الحادي، ونظّم قطاع الفنون التشكيلية معرضاً استعادِيّاً في مركز الجزيرة للفنون في الزمالك (غرب القاهرة)، يضم أعمالاً للفنان الذي رحل عام 2020 عن عمر ناهز 52 عاماً.
وتحت عنوان «الفنان النبيل»، افتتح وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، الأربعاء، المعرض الذي يأتي في إطار تكريم الوزارة لروّاد الفن التشكيلي الذين أثْرَوا المشهد الفني المصري بإبداعاتهم، وتجاربهم المتميزة. ويضم المعرض مجموعة منتقاة من أعمال الفنان الراحل، والتي تعكس محطات بارزة في مسيرته الفنية، والأكاديمية.
وُلد الفنان أشرف الحادي عام 1968 في محافظة الأقصر (جنوب مصر)، وتخرّج في كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، قسم الغرافيك، وشارك في الحركة التشكيلية المصرية منذ عام 1991، وشارك في معارض جماعية عدّة في مصر وخارجها، كما نظَّم معارض فردية لأعماله في فن الغرافيك، وفنون أخرى تجريبية، مثل «فن الورق»، و«فن الأرض».
إحدى لوحات المعرض (مركز الجزيرة للفنون)
المعرض الذي يستمر حتى 26 يونيو (حزيران) الحالي، يضمُّ أكثر من 80 عملاً فنياً تُمثل مراحل مختلفة من مسيرة الفنان الراحل الذي وصفه وزير الثقافة بأنه «نموذج للفنان المثقف والباحث، الذي لم يكتفِ بممارسة الفن، بل عمل على تعميق رؤيته الجمالية من خلال الدراسة والتجريب»، عادّاً هذا المعرض تكريماً لمسيرته الثرية، وتقديراً لعطائه المميز في مجال الغرافيك والفنون البصرية»، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، الخميس.
افتتاح المعرض الاستعادي للفنان الراحل أشرف الحادي (وزارة الثقافة المصرية)
في حين وصف الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، تجربة أشرف الحادي بأنها «مزيج من التأمل الفلسفي والتعبير الشخصي. وقد حملت أعماله طاقة شعورية تفتح أمام المتلقي آفاقاً واسعة للتأمل، وتُجسِّد التقاء التجربة الذاتية بالوجدان الإنساني العام».
جانب من لوحات الفنان أشرف الحادي (مركز الجزيرة للفنون)
وسافر الدكتور أحمد رجب صقر، العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة في جامعة المنيا، إلى الأقصر مع الفنان والشاعر محمد مهدي لنقل أعمال الفنان إلى القاهرة لإقامة معرض استعادِيٍّ له بالتنسيق مع قطاع الفنون التشكيلية، حسبما قال صقر لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «إنّ الفنان الراحل كان متعدد المواهب، وشغوفاً بالتجريب، وقدّم معارض عديدة في الخارج، في إيطاليا واليابان والهند. وإلى جانب أعماله الغرافيكية، اهتم أيضاً بفنون الورق اليدوي، وكذلك فن الأرض الذي يستقي مفرداته من الطبيعة. وكان الحافز لهذا المعرض الحفاظ على أعمال الفنان، لأنها كانت معرضة للاندثار».
أعمال الفنان الراحل تميزت باتجاهه للتجريب (مركز الجزيرة للفنون)
أكد صقر أن استعادة أعمال أشرف الحادي في ذكراه الخامسة تعيد سيرة هذا الفنان النبيل وأعماله المتنوعة، وقد شاهد العديد من الفنانين الكبار -مثل محمد عبلة- أعمال المعرض، وأبدوا إعجابهم بها لما تتضمنه من روح تجريبية تنطلق من مفردات مصرية قديمة وشعبية.
وعن تخصّص الفنان الراحل، قال العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة ورئيس قسم الغرافيك في الكلية: «كان الحادي له باع طويل في الغرافيك (الطباعة الفنية) الغائرة والبارزة، فالطباعة الغائرة كانت مشروع البكالوريوس الخاص به، ومن ثَمَّ استكمل دراساته في الحفر بالأزميل، وهي من أهم تقنيات الحفر».
الألوان مكون رئيس في أعمال الفنان الراحل (مركز الجزيرة للفنون)
وأوضح: «اشتهر الفنان الراحل بالعمل على فن الأرض في سيوة والهند، فكان يرسم أعمالاً مساحتها نحو 40 متراً أو أكثر عن مملكة الملح في سيوة، وقدّم أعمالاً في هذا الصدد في البنغال بالهند، وقد استضافته دول عدة لتقديم هذا الفن في آخر مشواره الفني».
العروسة الشعبية التي تقاوم الحسد من أعمال الفنان (مركز الجزيرة للفنون)
ويظهر الفن المصري القديم في أعمال الفنان الراحل، ويقول صقر: «كان مشروع تخرجه تحت عنوان (المومياء)، وفي الماجستير اهتم بالعروسة الشعبية التي تُستخدم لطرد الحسد في المعتقدات الشعبية، وله مقتنيات في متاحف عالمية».
إلى جانب اعمال الغرافيك اشتهر الراحل بفن الأرض المرتبط بالطبيعة (مركز الجزيرة للفنون)
أجرى الفنان الراحل دراسات متقدمة في أكاديمية الفنون الجميلة بمدينة فلورنسا الإيطالية عام 2004، ومن ثَمّ دراسات تخصُّصية عن الورق في معهد التكنولوجيا في كيوتو باليابان عام 2009. وتُوّجت مسيرته الأكاديمية بالحصول على درجة الدكتوراه في فلسفة الفن من جامعة المنيا. ونال عدداً من الجوائز المهمة التي جعلته علامة مميزة في تاريخ الفن المصري المعاصر، وفقاً لبيان وزارة الثقافة المصرية.