أثار ظهور أدخنة كثيفة وخطوط متعرجة في سماء الإسكندرية وعدة مناطق في الدلتا والقاهرة وصعيد مصر فجر السبت 14 يونيو، حالة من القلق والتساؤلات بين المواطنين، حيث تم تداول صور ومقاطع مصورة تُظهر سحبًا غير معتادة تتشكل على ارتفاعات عالية في السماء، وسط تفسيرات شعبية تراوحت بين الظواهر الجوية والأنشطة العسكرية.
الأدخنة الغريبة فجر اليوم
وأكد شهود عيان رؤيتهم لخطوط بيضاء تتلوى في السماء، تتبعها تجمعات كثيفة من الدخان أشبه بانفجارات صامتة، وسط صمت رسمي لم يصدر بشأنه أي بيان توضيحي حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
مؤشرات على نشاط عسكري في أجواء شرق المتوسط
ورغم عدم صدور توضيح رسمي مصري، فإن التوقيت الجغرافي والأنماط البصرية للأثر الدخاني تشير بقوة إلى نشاط دفاعي أو اعتراض صاروخي تم على ارتفاعات شاهقة، يُرجَّح أنه جرى في أجواء بعيدة عن المجال الجوي المصري، وتحديدًا فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة أو البحر المتوسط. وتزداد هذه الفرضية ترجيحًا بعد تداول شهادات لمواطنين من الأردن أفادوا برؤية الأدخنة ذاتها في سماء مناطقهم الشرقية، مما يعزز التقديرات بأنها ناجمة عن اعتراضات صاروخية إسرائيلية للتصدي لهجوم إيراني موسّع، ضمن التصعيد العسكري غير المسبوق بين البلدين فجر الجمعة.
الأدخنة من سماء مصر (سوشال ميديا)
وفي هذا السياق، قال خبير عسكري مصري في تصريحات خاصة لـ “خاص مصر”، إن الأدخنة البيضاء الكثيفة التي ظهرت في سماء مصر تُرجّح بشدة أنها ناتجة عن اعتراضات صاروخية تمت بواسطة منظومة الدفاع الجوي الأمريكية THAAD، والمصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات شاهقة خارج الغلاف الجوي.
وأوضح الخبير أن الأنماط المتعرجة والتجمعات الكثيفة في نهايات المسارات تُعد من السمات المعروفة لاعتراض هذا النوع من الصواريخ، خاصة في حال إطلاقها من نطاقات بعيدة وتصدّي المنظومات الدفاعية لها في أجواء شرق المتوسط. وأضاف أن توقيت الشروق ساهم في رؤية هذه الآثار بوضوح، وأن مشاهد مماثلة رُصدت بالفعل في مناطق بالأردن، ما يؤكد أن المشهد في مصر ليس إلا انعكاسًا بصريًا لأحداث عسكرية دارت خارج حدودها.
الأدخنة من سماء مصر (سوشال ميديا)
فالمشهد يطابق إلى حد كبير ما يُعرف علميًا بـ”آثار الاعتراض الجوي” (Missile Interception Trails)، التي تتكون نتيجة إطلاق صواريخ دفاعية أو تصدي لأنظمة طيران معادية.
تزامن مع تصعيد عسكري غير مسبوق بين إسرائيل وإيران
وجاءت هذه المشاهد المريبة في سماء مصر بعد اندلاع أخطر مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل منذ عقود، حيث شنت إسرائيل، فجر الجمعة 13 يونيو، هجومًا جويًا واسعًا استهدف أكثر من 100 موقع عسكري ونووي داخل إيران، في ما أطلقت عليه تل أبيب اسم “عملية الأسد الصاعد”.
وأسفر الهجوم عن مقتل قادة بارزين بالحرس الثوري، بينهم اللواء حسين سلامي واللواء محمد باقري، إضافة إلى تدمير أجزاء من منشآت “ناتنز” و”فوردو” النووية.
وفي رد سريع، أطلقت إيران مساء نفس اليوم أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا و100 طائرة مسيّرة تجاه العمق الإسرائيلي، في هجوم هو الأكبر من نوعه في تاريخ النزاع بين الطرفين.
ورغم أن غالبية المقذوفات تم اعتراضها بواسطة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية، إلا أن عدة صواريخ أصابت مناطق في تل أبيب والقدس، مخلفة عشرات الإصابات، وسط حالة طوارئ قصوى أعلنتها الحكومة الإسرائيلية.
اقرأ أيضا.. إسرائيل تدعو مواطنيها لمغادرة بلجيكا فورا.. ما علاقة إيران؟
دعوات دولية للتهدئة ومخاوف من توسع الصراع
أثارت هذه التطورات المتسارعة ردود فعل دولية واسعة، حيث دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للتصعيد، وحذرت من أن استمرار المواجهة قد يؤدي إلى توسع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.
كما أغلقت عدة دول مجالها الجوي مؤقتًا، وارتفعت أسعار النفط عالميًا بنسبة تجاوزت 8%، وسط قلق متزايد من انهيار المفاوضات النووية مع طهران.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط