أحمد عاطف (القاهرة)

قال الروائي المصري محمد سمير ندا، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» عن روايته «صلاة القلق»: «إن الفوز بجائزة (البوكر) تجربة مذهلة، لم أتوقعها، وهي بمثابة مكافأة على الاجتهاد والإخلاص في الكتابة، والدرس الأهم الذي تعلمته هو أنه يجب على الكاتب أن يظل مخلصاً لعمله، وأن يكتب من قلبه». مضيفاً: «أعتقد أن الجوائز تأتي عندما يركز الكاتب على الكتابة بصدق، ويبتعد عن التفكير في الجائزة كهدف».

وأوضح ندا لـ «الاتحاد»، أن أعماله الأدبية لاقت استقبالاً حافلاً خارج حدود العالم العربي، خاصة روايته «صلاة القلق» التي حققت نجاحاً كبيراً بعدما اختيرت في قائمة «البوكر». وقال: «شعرت بسعادة كبيرة عندما اختيرت روايتي ضمن قائمة «البوكر»، كانت لحظة استثنائية في حياتي الأدبية، وسعدت بأن الرواية نالت تقديراً من القراء خارج مصر». ولفت ندا إلى أن الكتابة ليست مجرد عملية إبداعية، بل هي حاجة داخلية ملحة تعبر عن همومه وقضاياه الشخصية والاجتماعية، قائلاً: «أكتب لأن لديّ ما أقوله». وأفاد ندا بأن كل كاتب لديه هموم وقضايا تؤرقه، ويشعر بأنه يملك القدرة على التعبير عنها، والأمر لا يتعلق بالتحدي الشخصي، بل هو إيمان عميق بقدرة الكتابة على التغيير، وعلى التأثير في الناس، مشدداً على أن الكتابة ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة للتأثير على المجتمع وتحقيق التغيير. 
وقال الروائي المصري: «إن الكتابة هي طريقة لتوثيق الأفكار والرؤى التي قد تكون مهمة لأفراد المجتمع، لكن من دون ضجيج أو مبالغات، ولو أعدنا صياغة السؤال عن غاية الكاتب، لوجدنا أن أعظم أمل لأي كاتب هو أن تعيش أعماله بعده».

إيمان الكاتب 
وتطرق ندا إلى أهمية الجوائز في مسيرته الأدبية، قائلاً: «الشعور بالتقدير أمر مهم جداً؛ لأنه يغذي إيمان الكاتب بالأمل وبجدوى العمل الأدبي، ولا يمكن لأحد أن ينكر أهمية التقدير المعنوي والمادي، لكن يجب أن يحذر الكاتب من أن يتحول هذا التقدير إلى هدف في حد ذاته».
ولفت ندا إلى أن الجائزة، سواء كانت معنوية أو مادية، تعد تشجيعاً للمبدع على مواصلة الكتابة، لكن لا بد أن يظل الكاتب بعيداً عن التفكير في الجوائز والاحتفاء بها بعد كل عمل جديد، فمن الأفضل أن يركز الكاتب على الإبداع وعلى تقديم عمله بعناية.

مشروع أدبي 
فيما يتعلق بمشروعه الأدبي، أوضح ندا أنه لا يمكنه تحديد مشروع أدبي متكامل، لأن الكتابة بالنسبة له هي في الأساس هواية، قائلاً: «أنا قارئ يهوى الكتابة، والكتابة ليست عملاً محترفاً بالنسبة لي، بل هي شغف أمارسه لأمتع نفسي وأعبر عن أفكاري». 
وأضاف: «لا أستهدف جمهوراً بعينه، يهمني أن يقرأ لي الناس في كل مكان، ولكن في النهاية، من الصعب أن يتسنى لك الوصول إلى كل الناس، الكتابة بالنسبة لي هي متعة شخصية».
وعن أهداف أعماله الأدبية، قال: «أكتب لطرح قضايا تهمني، أكتب عن حرية التعبير، وأحاول إظهار الوهن في الضمير العربي، وأتحدث عن قضايا شائكة، مثل الإسلام السياسي، ووحدة الأديان، ونبذ التعصب».
وأشار ندا إلى أن أحد أكثر الأسئلة التي يتعرض لها من الصحفيين والقراء، يتعلق بنوع الكتابة التي يميل إليها، وهل يفضل الكتابة الواقعية أم الخيالية؟ وأجاب قائلاً: «لا أؤمن بنوع أدبي معين أكثر من الآخر، الكتابة بالنسبة لي هي وسيلة للتعبير عن فكرة معينة، والفكرة هي الأساس، سواء كانت الواقعية أو الخيالية، الفكرة هي التي تحدد الشكل الأدبي الأنسب».

والدي قدوتي 
وعن تأثير والده عليه، قال ندا: «والدي هو قدوتي، هو من علمني الحكمة والمفاهيم التي أثرت في كتاباتي، تعلمت منه الانتماء إلى الوطن والأمة العربية، هو من رواد التجديد في الرواية العربية، لكن للأسف لم يُقدَّر كما ينبغي».