قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة القادم لتغير المناخ في نوفمبر/تشرين الثاني في البرازيل، يلتقي حوالي 5000  من المفاوضين والخبراء من جميع دول العالم تقريبا في ألمانيا اليوم الاثنين (10 يونيو/حزيران 2025) اجتماع منتصف العام لمدة عشرة أيام.

وتعتبر المحادثات السنوية التي تُجرى في بون، حيث يقع مقر أمانة الأمم المتحدة لتغير المناخ، خطوة حاسمة في تشكيل أجندة المناخ العالمية قبل الحدث الرئيسي المقرر أن تستضيفه مدينة بيليم البرازيلية.

المساعدات المناخية في صلب الاهتمام

وتدور إحدى القضايا المحورية المطروحة حول كيفية تخصيص مليارات الدولارات كمساعدات مناخية للدول النامية. وفي مؤتمر المناخ الرئيسي الأخير الذي عقد في باكو، عاصمة أذربيجان، اتفقت الدول على زيادة الدعم المالي للدول الفقيرة بشكل كبير، لكن الخلافات لا تزال قائمة حول كيفية توزيع هذا التمويل وإدارته.

مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في بون، والتقطت الصورة يوم 06 يونيو، حزيران 2024، حيث تظهر لافتة لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي أمام المقر الرئيسي للأمم المتحدة في ألمانيا في بونمن بين إحدى القضايا المحورية المطروحة حول كيفية تخصيص مليارات الدولارات كمساعدات مناخية للدول الناميةصورة من: Rebecca Staudenmaier/DW

كما سيعيد المندوبون خلال مؤتمر بون النظر في المواضيع العالقة والمثيرة للجدل التي أعاقت التقدم في الجولات السابقة. وأشار يان كوفالتيش، خبير سياسات المناخ في فرع منظمة “أوكسفام” بألمانيا، إلى أنه على الرغم من وجود إجماع واسع النطاق على ضرورة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، فإن بعض الدول لا تزال تقاوم التعهدات الملزمة باتخاذ إجراءات ملموسة.

ترامب.. حاضر في كل مكان

ومن المؤكد أن التوترات الجيوسياسية ستخيم على مؤتمر بون، لا سيما قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة – للمرة الثانية – من اتفاقية باريس لحماية المناخ.

والهدف الرئيسي للاتفاقية التي أبرمت عام 2015 هو الحد من الاحتباس الحراري إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، ويفضل أن يكون أدنى من 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وصرحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن عام 2024 كان أدفأ عام مسجل، حيث تجاوز متوسط درجات الحرارة في عصر ما قبل الثورة الصناعية بنحو 1.55 درجة مئوية.

في المقابل، أوضحت المنظمة في يناير/كانون الثاني الماضي، أن اتفاقية باريس “لم تنته بعد، ولكنها في خطر جسيم”، موضحة أن أهداف الاتفاقية طويلة الأجل المتعلقة بدرجات الحرارة تقاس على مدى عقود، وليس على أساس سنوي.

ويبدأ مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2025، المعروف باسم “كوب 30″، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في بيليم.

تحرير: حسن زنيند