الأربعاء 18 يونيو 2025

    حصل الفنان القدير عبد الله ملك على جائزة الدانة التقديرية في حفل جائزة الدانة للدراما 2025، الذي أقيم قبل أيام برعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية.

    هذا التكريم المستحق لفنان مبدع ومتميز بكل المقاييس، وضع قدمه بقوة على طريق الإبداع منذ الثمانينيات، وواصل تألقه ونجوميته لعقود ليصبح مدرسة في فن التمثيل ونجمًا من نجوم الدرجة الأولى في دول الخليج.

    لقد عاصرت الفنان عبد الله ملك منذ أعماله الأولى مثل “غناوي بوتعب”، “أولاد بوجاسم”، و”حسن ونور السنا” وغيرها من الأعمال الدرامية، وكذلك الأعمال المسرحية مثل “الملك هو الملك” و”خور المدعي”. لطالما وجدت فيه مقدرة عجيبة على الغوص في الدور الذي يقدمه، يكاد يختفي في الشخصية، ويصل إلى أعماق خلفيتها النفسية. يتمتع بحرفية أدائية عالية تجعله يجتاز بسهولة صعوبة بعض النصوص والأدوار، متجاوزًا التوهج الداخلي الذي يمر به كل ممثل. ناهيك عن مهارته وذكائه حتى في الأدوار ذات المساحة الصغيرة، مثل دوره في مسلسل “ظل الياسمين” مع المخرج القدير أحمد يعقوب المقلة.

    يقول ستانيسلافسكي: “السيطرة على العقل أسهل من السيطرة على الإرادة التي تتطلب ضبطًا خاصًا، أما السيطرة على العاطفة فهي أصعب، سواء في استدعائها أو في ضبطها والتمكن منها”. وعبد الله ملك من الفنانين القلائل في الخليج الذين يبدعون في التعبير عن الانفعالات وكل المشاكل الداخلية التي تخص التمثيل، ومعه الفنانان الراحل غانم الصالح، وسعد الفرج.

    على خشبة المسرح، يمتلك عبد الله ملك طاقة جسدية وصوتية يتصل بهما بالجمهور. وخلف الكاميرا، يتحرك بشكل طبيعي ومريح وبالإيقاع الذي يريده منه المخرج. بل يمكن وصف عبد الله ملك بأنه “وحش اللقطات القريبة” – تلك اللقطات التي تشمل الوجه فقط، أو الوجه والرقبة، أو الوجه والرقبة والكتفين. ولمن يريد معرفة ذلك، عليه متابعة أعماله الدرامية والتركيز على ظهوره في هذه المشاهد.

     

    أما كمخرج، فله ومضاته العظيمة على خشبة المسرح. وترجع قدراته إلى كونه ممثلاً يستطيع أن يعبر عن نفسه خاصة بالعمل الذي بين يديه. يعتبر خشبة المسرح فنًا قائمًا بذاته

    وله نظامه وتكنيكه الخاص. كل عمل له يتميز بالدقة ومراعاة أدق التفاصيل، ويجعل الممثل يشعر بالأمن والراحة، ويعطيه الحرية أيضًا في أن يظهر ما يبطن من مشاعر.

    من الصعوبة بمكان التحدث عن الفنان عبد الله ملك بشمولية، لأن هذا يتطلب بحثًا طويلاً ودراسة مكثفة، خاصة وأن هذا الفنان القدير يعتبر واحدًا من الأفذاذ الذين يندر وجودهم

    تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.