صدرت عن “مرفأ للثقافة والنشر” مجموعة “محاطاً بورد خاطئ أسقط كفراشة دائخة” للشاعر السوري محمد فؤاد الرفاعي. ويقول الشاعر الفلسطيني غسان زقطان عن هذه المجموعة: “محمد، منطقته خاصة، وأملاكه اللغوية واضحة تكمن في السلاسة التي ينقل فيها أثاث الحياة اليومية وأدوات العيش إلى المتن من دون تزيين. إنها أدوات حافظت على خشونتها ومادتها الخام.. حتى أنها قاسية أحيانا وتبدو مثل محاكمة للوجود والذات معاً”.

تنقسم المجموعة إلى جزئين غير متساويين في الكم والموضوع. الأول يشكل ارتداداً مدوِّياً على حائط الذات، بحيث تبدو لغته الشعرية طريقاً متعرِّجة من “الخارج” المطلق والفَظّ، إلى “الدَّاخل” الأكثر اتساعاً وقسوة؛ إذ لا خلاص هنا ولا هناك.. عالج فيه مفردات الحب الخائب، الوحدة الغائرة، والأسئلة التي لا جواب لها. بينما الثاني كان مسرحاً للحرب وويلاتها السورية. حرَّك على خشبته الموتى واستعاد أشياءهم من جحيمٍ دائم إلى جحيمٍ مؤقت: الصرخات، الفراغ في دكَّان صانع التوابيت، البلاد الخالية إلا من ركوة القهوة، واختتمها بركلةٍ قويِّة بين ساقَيْ الموت.

أما من الناحية الشكلية استخدم تقنية “التفعيلة” مع الاحتفاظ بتمثلات النص الحر لا سيما في البعد المشهدي للمقاطع المختلفة. وتأتي المجموعة في 80 صفحة من القطع المتوسط وصمم غلافها الشاعر محمد أ.الجبوري.