في 21 حزيران/يونيو عام 1982، عاشت المملكة المتحدة لحظة تاريخية مع ولادة الأمير ويليام، الوريث الثاني للعرش البريطاني بعد والده الأمير تشارلز. وقد شكّلت المناسبة حدثاً وطنياً بامتياز، عمّت خلاله الاحتفالات الشوارع، وصُنعت الأطباق التذكارية، وتوقّف البث التلفزيوني الرسمي بانتظار الإعلان الملكي المنتظر.
ليدي ديانا والامير ويليام الصغير (Pinterest)
وُلد الامير ويليام عند الساعة التاسعة مساءً، هو الذي عُرف حينها بـ”بيبي ويلز”، بوزن بلغ 7 أرطال وأونصة واحدة. احتشد الصحافيون والمواطنون أمام مستشفى “سانت ماري” في لندن وقصر بكنغهام بانتظار أولى صور المولود الجديد.
غير أن تعليقاً ساخراً من الملكة إليزابيث الثانية سرق الأضواء،إذ قالت لدى زيارتها حفيدها: “الحمد لله أنه لم يرث أذني والده”، في إشارة لأذني الأمير تشارلز التي طالما شكّلت مادة للسخرية في الإعلام. من جهة أخرى، تم الكشف أيضاً عن كلمات لاذعة من الملك تشارلز للأميرة ديانا عند ولادة الأمير هاري.
لم تكن الولادة سهلة، فبحسب ما ورد في كتاب “ديانا: قصّتها الحقيقية” للكاتب أندرو مورتون، عانت الأميرة ديانا من مضاعفات خلال المخاض استمرّت لـ16 ساعة، ما استدعى إشراف الطبيب الملكي السير جورج بينكر، الذي فكّر مع فريقه بإجراء ولادة قيصرية طارئة قبل أن تتمّ الولادة بطريقة طبيعية بعد إعطائها تخديراً نصفياً. كان الأمير تشارلز حاضراً إلى جانبها، وولدت ديانا وهي واقفة، بدعم من زوجها، وبتوصية من خبيرة الولادة الطبيعية شيلا كيتزنجر.
الملك تشارلز والاميرة ديانا وطفلهما الامير ويليام (Pinterest)
وفيما أراد الأمير تشارلز أن يطلق على ابنه الأول اسم آرثر، كانت ديانا أكثر تمسّكاً باسم ويليام، نسبةً إلى ويليام الفاتح، بطل معركة هاستينغز عام 1066. أما اسمه الكامل فكان: ويليام آرثر فيليب لويس، تيمناً بشخصيات ملكية وتاريخية، منها الملك آرثر، والجد الأمير فيليب، ولويس، الاسم الذي أورثه لاحقاً لابنه الثالث.
أُقيم حفل التعميد في قاعة الموسيقى بقصر بكنغهام في 4 آب/أغسطس 1982، تزامناً مع عيد ميلاد الملكة الأم. وضمّت لائحة العرّابين الملك قسطنطين الثاني والأميرة ألكسندرا، بينما غابت الأميرة آن عن المشهد. وكانت قد أعربت سابقاً عن فتور واضح تجاه ديانا، وقالت من نيو مكسيكو للصحافيين عندما سُئلت عن ولادة ويليام: “لم أكن أعلم أنّها أنجبته”، مضيفة: “نعم، يبالغون في الاحتفال”.
تعمّقت تلك الفجوة العائلية لاحقاً، إذ لم تُدعُ الأميرة آن لتكون عرّابة لا لويليام ولا للأمير هاري، في حين سبق أن اختارت تشارلز ليكون عرّاب ابنها بيتر فيليبس.
رغم ذلك، سُمح لويليام بعيش طفولة طبيعية إلى حدّ ما، وكان يُعرف في الحضانة بلقب “باشر بيلي” نظراً لحيويّته.
والجدير ذكره، أنّ طفل اليوم هو الأب الذي بات يعلّم أولاده، الأمير جورج، الأميرة شارلوت والأمير لويس، معنى الواجب الملكي وضغوط “المؤسسة”.