07:00 ص
السبت 21 يونيو 2025
كتب- أحمد الجندي:
أثار رسوب جماعي لعدد من طلاب إحدى المدارس الإعدادية حالة من الجدل داخل الأوساط التعليمية، واعتبره الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، ظاهرة خطيرة تستدعي التوقف أمامها، حيث تعكس تدهورًا في التحصيل الحقيقي للطلاب لا يظهر إلا في الشهادات العامة، التي تُصحح أوراقها خارج نطاق المدرسة، ما يُخرج النتائج عن أي تأثير داخلي للمعلمين.
التلاعب في نسب النجاح يفاقم الأزمة
وقال “شوقي”، إن أبرز ملامح الأزمة تدخل بعض إدارات المدارس والإدارات التعليمية في رفع نسب النجاح صوريًا في صفوف النقل لتجنب المساءلة، دون معالجة جذرية لمستوى الطلاب، ما أدى إلى تراكم الضعف، وتفاقم المشكلة حتى ظهرت على السطح مع أول امتحان خارجي حقيقي في الشهادة الإعدادية.
منع الغش الجماعي يكشف الواقع
وشدد الخبير التربوي على أن منع الغش الجماعي ساهم في كشف المستوى الحقيقي للطلاب، مما يعكس أهمية ضبط الامتحانات كخطوة أولى لتشخيص دقيق لأسباب الرسوب الجماعي، مؤكدًا أن العقاب وحده لا يكفي، بل يجب التعامل مع الأسباب الجذرية بشكل تربوي علمي.
الدروس الخصوصية ليست الحل
وأوضح شوقي أن الاعتماد على الدروس الخصوصية كوسيلة لتعويض ضعف التحصيل لا يعد حلاً فعالًا، وإنما مجرد “مسكنات” قصيرة المدى، لا تُعالج أساس المشكلة، مشيرًا إلى أن هؤلاء الطلاب لم يستفيدوا من المناهج القديمة التي تركز على الحفظ والتلقين، وهو ما يوضح الفجوة مع مناهج البكالوريا المتقدمة.
لا سبب واحد للرسوب الجماعي
رفض الدكتور شوقي اختزال الظاهرة في سبب واحد، مؤكدًا أن هناك مجموعة من العوامل المتداخلة مثل غياب الأسرة عن متابعة أبنائها، وانعدام التنسيق بينها وبين المدرسة، إلى جانب نقص التشخيص النفسي والتربوي في سن مبكرة، رغم أن الوزارة بدأت في التركيز على هذا الجانب حاليًا.
غياب التقييم في السنوات الأولى ساهم في الأزمة
ومن أبرز العوامل أيضًا، بحسب شوقي، غياب التقييم الحقيقي للطلاب في الصفوف الدراسية الأولى، حيث كان النجاح تلقائيًا، وهو ما تغير هذا العام بعودة التقييم في تلك الصفوف، لضمان اكتساب الطلاب الحد الأدنى من المهارات المطلوبة.
ارتفاع الكثافات وغياب العقوبات
أكد شوقي أن ارتفاع كثافات الفصول كان له أثر مباشر في ضعف التحصيل، كما أن عدم اتخاذ المدارس إجراءات رادعة تجاه الطلاب المتغيبين ساهم في تفاقم الغياب، ما دفع الوزارة لاتخاذ إجراءات بتقليل الكثافات وتفعيل لوائح الانضباط.
معلمو الصفوف الأولى بحاجة لإعادة تقييم
وأشار إلى أن هناك مشكلة في مؤهلات معلمي الصفوف الأولى، الذين غالبًا ما يمتلكون مؤهلات تعليمية أقل، رغم أنهم مسؤولون عن تأسيس الأطفال، مشيرًا إلى أن بعض الدول المتقدمة تشترط حصول هؤلاء المعلمين على درجات علمية متقدمة مثل الماجستير.
الفقر وسوء التغذية بعد المدارس من أبرز المؤثرات
واعتبر شوقي أن عوامل اقتصادية مثل الفقر وسوء التغذية وبعد المدارس عن أماكن السكن تُعد من أبرز أسباب ضعف التحصيل، مما يستدعي خططًا لتوسيع بناء المدارس وتقديم تغذية صحية للطلاب، وهي خطوات بدأت الوزارة بالفعل في تنفيذها.
دعوة لإعادة الصف السادس كشهادة تقييم
واختتم الدكتور تامر شوقي تصريحاته بمطالبة وزارة التربية والتعليم بإعادة الصف السادس الابتدائي كشهادة عامة، بهدف الكشف المبكر عن المتأخرين دراسيًا ووضع خطط علاجية فعالة لهم، قبل أن يتفاجأ الجميع بمستويات متدنية في الصف الثالث الإعدادي يصعب معها أي تدخل إصلاحي متأخر.
اقرأ أيضًا:
للقطاع الخاص.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية وثورة يونيو 2025
استخراج 13 ناجِ أسفل أنقاض عقاري حدائق القبة
“معلومات الوزراء”: تحويل السيارة للغاز يوفر 2270 جنيهًا شهريًا للمواطن
قانون العمل الجديد| حالات يُمنع فيها فصل الموظف – تفاصيل