11:35 م
السبت 21 يونيو 2025
كتب- محمود الطوخي
قبل سنوات مضت ومع بدايات مشروعها النووي، أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي فتوى تحرّم امتلاك أو استخدام سلاح نووي، غير أن استمرار عمل إيران بهذه الفتوى بات على المحك، في ظل سلسلة الاغتيالات التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي للقيادة في طهران.
على ضوء ذلك، حدد خامنئي أسماء 3 من كبار رجال الدين في إيران كمرشحين لخلافته حال قامت إسرائيل باغتياله، بعد عدّة تهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفق ما كشفه مسؤولون إيرانيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم السبت.
لم يكتفِ المرشد الأعلى الإيراني بتأمين خليفة له، لكنه حرص كذلك على فك القيود التي يفرضها حاليا بما في ذلك فتواه الخاصة بعدم تصنيع سلاح نووي.
ظهرت الفتوى لأول مرة ضمن وثائق رسمية، بتاريخ 10 أغسطس عام 2005، على موقع اتحاد العلماء الأمريكيين، وهو مؤسسة غير ربحية، إذ أُدرجت في البيان الإيراني خلال الاجتماع الطارئ للوكالة الدولية للطاقة الذرية في جينيف.
وأفادت إيران في بيانها، بأن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية قالت مساء الثلاثاء في اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تمتلك تكنولوجيا دورة الوقود النووي، وهي القدرة التي تستخدمها للأغراض السلمية فقط”.
وأضاف البيان: “أصدر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي فتوى مفادها أن إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة النووية محرم في الإسلام، وقال إن إيران لن تحصل على هذه الأسلحة أبداً، بحسب جزء آخر من البيان”.
وأكد مصدر في مكتب خامنئي، في تصريحات لصحيفة “الجريدة” الكويتية، أن المرشد الأعلى الإيراني كتب رسالة “تعتبر تعديلا لفتواه بشأن حظر امتلاك واستخدام سلاح نووي؛ من أجل نشرها حال قامت إسرائيل باغتياله.
وأوضح المصدر، أن التعديل يتيح لمن يتولى منصب المرشد الأعلى في إيران، تغيير الفتوى وفق ما تقتضيه الضرورة لمصلحة الدولة والنظام، ما يعني أنه ليس ملزما بالعمل بفتوى خامنئي.
وكشف المصدر، أن قائمة المرشحين المحتملين لخلافة خامنئي، التي قدمها مجلس خبراء القيادة تضم نجل المرشد الأعلى مجتبى خامنئي، ورجل الدين آية الله أعرافي، وآية الله بوشهري.
لكن المصدر نفسه، أكد للصحيفة الكويتية، أن المرشد الأعلى الإيراني اشترط على مجلس الخبراء، تقديم قائمة نهائية تضم 3 شخصيات مع استبعاد نجله منها، تاركا الختيار للقادة العسكريين.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقلا عن مصادر إيرانية، أن خامنئي يختبئ حاليا في موقع محصن، لكنه يتواصل مع القيادة العسكرية عبر أحد المقربين إليه، متجنبا الاتصالات الإلكترونية التي يمكن رصدها وتتبع موقعها، خشية اغتياله.
مسؤولون استخباراتيون أمريكيون، رجّحوا أن تتجه إيران إلى إنتاج سلاح نووي في حال نفّذت الولايات المتحدة هجوما على منشآت رئيسية لتخصيب اليورانيوم، أو إذا أقدمت إسرائيل على اغتيال خامنئي، وفق ما نقلته “نيويورك تايمز”.
وقبل أسابيع، أكدت مديرة وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي جابارد، أن التقييمات الاستخباراتية لا تزال تؤكد أن “إيران لا تسعى لصنع سلاح نووي، وأن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يأذن ببرنامج الأسلحة النووية الذي علّقه عام 2003”.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أصر على موقفه المؤيد للمزاعم الإسرائيلية بأن إيران اقتربت من صنع سلاح نووي، وقال إن جابارد ومجتمع الاستخبارات الأمريكي “مخطئون تماما”. لتعود جابارد وتتهم وسائل إعلام فربية “بتحريف تصريحاتها”.