ترامب

صدر الصورة، AFP

Article InformationAuthor, جو فلوتوRole, رئيس مكتب الشرق الأوسط Reporting from القدس22 يونيو/ حزيران 2025، 20:05 GMT

آخر تحديث قبل 2 ساعة

عندما وقف بنيامين نتنياهو على منصة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صباح اليوم، لم يخاطب الشعب الإسرائيلي بالعبرية أولاً ليطلعهم على آخر التطورات الدرامية في حربه الحالية، بل إنه تحدث بالإنجليزية، موجهاً كلامه مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مغدقاً إياه بالإطراء، بعد قصف الولايات المتحدة للمواقع النووية الإيرانية.

لو بدت نبرة نتنياهو منتشية بالنصر وهو لا يكاد يستطع إخفاء ابتسامته، فهذا ليس مفاجئاً. فقد قضى معظم مسيرته السياسية مشغولاً بالتهديد الذي يعتقد أن إيران تشكّله على إسرائيل.

أمضى نتنياهو جزءاً كبيراً من السنوات الـ15 الماضية في محاولة إقناع حلفائه الأمريكيين بأنه لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني إلا عن طريق عمل عسكري، والذخائر الأمريكية -حصراً-.

وبينما يهنئ نتنياهو ترامب على “قرار جريء سيغير مجرى التاريخ”، يمكنه أيضاً أن يهنّئ نفسه على تغيير رأي رئيس أمريكي حمل شعار معارضة المغامرات العسكرية الخارجية، وكان أنصاره يعارضون بشكل ساحق الانضمام إلى حرب إسرائيل ضد إيران.

يجب أيضاً التنويه بأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية نفسها لم تشارك إسرائيل تقييمها لسرعة قدرة إيران على سعيها لامتلاك سلاح نووي، ولا حتى ما إذا كانت قد اتخذت قراراً بذلك.

طوال هذه المواجهة الذي بدأ قبل 10 أيام فقط، أصرت الحكومة والجيش الإسرائيليين على أن إسرائيل لديها القدرة للتعامل مع التهديد الإيراني بمفردها.

لكنه لم يكن سراً أن أمريكا وحدها تمتلك الأسلحة الضخمة القادرة على اختراق أعلى مستويات الحماية حول المنشآت النووية الإيرانية، خاصة في موقع مفاعل “فوردو” النووي، الواقع في عمق جبل.

إذا كانت المواقع النووية التي قُصفت الليلة الماضية معطلة فعلاً الآن، فسيتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي من إعلان اكتمال هدفه الحربي الرئيسي، مما قد يقرب المواجهة من نهايتها.

من جانبها، تقول إيران إنها نقلت موادها النووية مسبقاً.

لكن لولا قصف الليلة الماضية، لاستمرت إسرائيل في استهداف القائمة الطويلة التي أمضى سلاح جوها سنوات في إعدادها. كان سيستمر باستهداف الجيش الإيراني وقادته والعلماء النوويين والبنية التحتية الحكومية وأجزاء البرنامج النووي المعرضة لقنابل إسرائيل.

لكن نتنياهو ربما كان سيفتقد نقطة واضحة يُمكن لإسرائيل عندها الإعلان عن تحييد التهديد النووي بشكل نهائي. فربما فقط تغيير النظام في إيران كان سيوفر تلك اللحظة.

غيّرت قاذفات بي-2 دون شك مسار المواجهة.

ولكن رد فعل إيران وحلفائها، هو الذي سيحدد ما إذا كانت المواجهة ستأخذ مساراً تصعيدياً آخر.

خامنئي

صدر الصورة، EPA

الأسبوع الماضي، تعهّد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله على خامنئي، بالرد على أمريكا إذا دخلت الحرب: “على الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سيرافقه حتماً أضرار لا يمكن إصلاحها”.

وحتى يوم السبت، هدّدت جماعة الحوثيين في اليمن، الحليف القوي لإيران، بمهاجمة السفن الأمريكية العابرة للبحر الأحمر إذا دخلت أمريكا الحرب.

أصبح العسكريون والشركات والمواطنون الأمريكيون في المنطقة الآن أهدافاً محتملة.

فيمكن لإيران أن ترد بطرق متعددة إذا اختارت ذلك: مهاجمة السفن الحربية الأمريكية، أو القواعد في الخليج، وتعطيل تدفق النفط من الخليج، ما قد يتسبب بارتفاع أسعار البنزين.

أشارت الولايات المتحدة إلى أن عملها العسكري “انتهى” حالياً، وليس لديها مصلحة في إسقاط النظام في طهران.

قد يشجع ذلك إيران على “تقييد” ردها، ربما بمهاجمة أهداف أمريكية دون إحداث خسائر بشرية كبيرة، أو استخدام وكلائها في المنطقة لتنفيذ ذلك.

اتخذت إيران هذا المسار بعد أن أمر ترامب باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020.

وليلة السبت – الليلة التاسعة من المواجهة، كرر الرئيس الأمريكي تهديده لإيران باستخدام القوة الساحقة لمواجهة أي انتقام.

والآن، يحبس الشرق الأوسط كله أنفاسه، منتظراً ما إذا كان هذا يمثل بداية نهاية المواجهة، أم بداية مرحلة أكثر دموية فيها.