بسيط ومألوف ومريح، هذه هي الأوصاف التي ارتبطت تقليدياً بالمئزر «المريلة»، الرداء العملي الذي ارتدته النساء لقرون أثناء الأعمال المنزلية لحماية ملابسهن من الاتساخ، لكنه يسيطر الآن على أفكار مصممي الأزياء العالميين.

    تاريخ المئزر

    المآزر لم تكن دائماً رمزاً للحياة المنزلية أو العبودية أو حتى البساطة، أو للانتماء إلى الطبقة العاملة، ولم تكن زي للنساء من الأساس، حيث يشير بحث تولوش وكلارك إلى أن أول من ارتدى المآزر هم النبلاء في مصر القديمة، كما يتضح من الرسومات التي تعود إلى تلك الفترة.
    وفي العصور الوسطى كان الحدادون، والإسكافيون، والجزارون، والحدادون، وغيرهم من الحرفيين يرتدون مآزر مصنوعة من الجلد والقماش الثقيل، بغرض الحماية من مخاطر عملهم، وفي عصر النهضة ارتدت «النساء الثريات» الأوروبيات مآزر مزخرفة وقابلة للغسل، مُطرزة ومزينة، للحفاظ على نظافة فساتينهن الفاخرة.وكانت المآزر جزءاً لا يتجزأ من العديد من الوظائف خلال الثورة الصناعية، مع قواعد صارمة تحدد أنماط عمل الموظفات وفق المآزر التي يرتدينها (مزخرفة، أو مطرزة، أو مصنوعة من أقمشة أغلى ثمناً).وفي خمسينيات القرن الماضي أصبح المئزر رمزاً للتدبير المنزلي في الولايات المتحدة، إلا أنه كان رمزاً للتحرر أيضاً حيث كان أداة حماية وتمكين المرأة في جامايكا، حيث ترتدي النساء العاملات «هيجلرز وفق الثقافة الجامايكية» بشكل حصري المآزر «لا تزال الهيجلرز جزءاً لا يتجزأ من الهوية الجامايكية، وكان المئزر جزءاً لا ينفصل عن النساء العاملات في قطف الأناناس أو الموز، أو حتى العاملات المنزليات»، وفق كلارك، أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد ارتدت المناضلات من أجل حق المرأة في التصويت مآزر مزينة بالشعارات السياسية كأدوات نضال.

    مستقبل أفضل للمآزر

    قالت كلارك إن التصميمات الجديدة للمئزر المنتشرة على صفحات مجلات الأزياء الآن سترسخ وجوده في الثقافة الشعبية، وبفضل الاهتمام المتزايد لجيل «زد» بالطعام والطبخ، تحظى المآزر بدعم جمهور جديد من الجنسين، خاصةً بعد أن أعلنت مجلة فوغ عودة هذا الزي للصدارة في عددها الصادر في يونيو 2025.