أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن برلين استدعت السفير الإيراني الثلاثاء (الأول من تموز/يوليو 2025) عقب اعتقال رجل يُشتبه في تجسسه لصالح طهران على منظمات وأفراد يهود. وكتبت وزارة الخارجية الألمانية على موقع اكس: “لا نتسامح مع أي تهديد لليهود في ألمانيا. يجب توضيح الشكوك حول رجل (معتقل في الدنمارك) يُشتبه في أنه عميل إيراني”.
ومن جهتها، نفت السفارة الإيرانية في برلين اليوم الثلاثاء الاتهامات المتعلقة بما وصفته بأنه “هجوم مدبر مزعوم على مؤسسات يهودية” في العاصمة الألمانية، وقالت إنها واهية. وقالت السفارة في بيان عبر البريد الإلكتروني: “يبدو أن هذه الاتهامات الخطيرة والواهية جزء من حملة متعمدة لصرف انتباه الرأي العام”.
وبحسب تقييم الادعاء العام الاتحادي، وهو أعلى سلطة ادعاء في ألمانيا، فإنه يشتبه بأن المواطن الدنماركي (علي إس.) البالغ من العمر 53 عاماً، والمنحدر من أصول أفغانية، لم يكتف فقط بالتجسس على أشخاص ومنشآت يهودية في برلين، بل قد يكون أيضاً قد قام بالتحضير لهجمات محتملة. وكان الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا أصدر أمراً باعتقال الرجل الأسبوع الماضي في مدينة آرهوس الدنماركية.
ووفقا للادعاء، يشتبه في أن الرجل تلقى الأوامر من أجهزة مخابرات إيرانية في أوائل عام 2025. وذكرت مجلة دير شبيغل أن المشتبه به التقط صورا لمبان، بما في ذلك مقر الجمعية الألمانية الإسرائيلية، وتلقى أوامره من فيلق القدس وهي وحدة تابعة للحرس الثوري الإيراني معنية بالعمليات خارج الحدود.
فاديفول يدعو لتشديد الحماية لليهود
ومن طرفه، دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى حماية اليهود. وبعد زيارة قام بها لكنيس يهودي على هامش زيارته لمدينة أوديسا الأوكرانية، قال فاديفول اليوم الثلاثاء: “إذا ما تأكدت هذه الشبهات، فسيكون ذلك أمراً فظيعاً يظهر مرة أخرى أن إيران تمثل خطراً على اليهود في كل أنحاء العالم”، وأضاف الوزير المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي: “من المؤكد أننا سنتصدى لذلك”.
ووجه فاديفول الشكر إلى السلطات المعنية على التعاون الناجح، وأكد أنه يرى أن “جميع الجهات الرسمية في ألمانيا ملزمة الآن باتخاذ ما يلزم والإسهام في ضمان عدم تعرض اليهود للتهديد، وأن نتصدى للخطر أيا كان مصدره”.
وأشار الوزير إلى أن زيارة أي كنيس يهودي تظل دائماً لحظة مؤثرة بالنسبة له، لاسيما في ظل الخلفية التاريخية للمحرقة (الهولوكوست). وقال: “هذا يذكرني دائماً بالمسؤولية التي تقع علينا نحن الألمان لضمان أن يعيش اليهود في جميع أنحاء العالم بسلام ودون تهديد”. وأكد أن القضية المشتبه بها حالياً في الدنمارك يجب أن تلفت انتباه الجميع من جديد إلى هذه المسؤولية.
تحرير: عبده جميل المخلافي