موقع الدفاع العربي – 2 يوليو 2025: في ظل تصاعد التوتر حول ملف سد النهضة، تبرز القضية المائية كتهديد وجودي رئيسي لمصر، حيث تعود سيناريوهات المواجهة العسكرية إلى الواجهة مجدداً. أكدت القاهرة في تصريحات رسمية أن مسار التفاوض مع إثيوبيا وصل إلى طريق مسدود، ما دفعها للاحتفاظ بحق الدفاع عن نفسها وحماية مصالحها المائية الحيوية.
تؤكد مصر على أنها لن تتهاون مع أي اعتداء مستقبلي على مياهها، مشددة على أن السلاح موجود لحماية حقوقها. وتتجه العلاقات بين مصر وإثيوبيا حالياً نحو حافة المواجهة، بعد إعلان القاهرة انتهاء المفاوضات السياسية وفشل الحلول السلمية.
وقد أصدرت القاهرة تحذيراً شديد اللهجة، مؤكدة ثقتها التامة في مؤسسات الدولة المصرية التي لن تسمح بأي تجاوز يمس هذا الملف الحيوي. ورأت مراكز الأبحاث الدولية في هذا التحذير إشارة واضحة إلى إمكانية اللجوء للعمل العسكري، خاصة مع استعمال لغة تتعلق بحماية الأمن القومي والتحدي الوجودي.
ويرى الخبراء أن الخيار العسكري قد يتجسد في ضربات جوية، لكن ذلك قد يحمل تداعيات كارثية، إذ إن استهداف السد قد يؤدي إلى فيضانات ضخمة تؤثر على المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان. ولهذا تتطلب أي عملية من هذا الحجم تنسيقاً دقيقاً مع السودان، الدولة المجاورة لإثيوبيا، تشمل إخلاء المناطق خلف السد واستخدام الأجواء السودانية لإطلاق الطائرات باتجاه السد.
في الوقت نفسه، يملك سلاح الجو المصري القدرة على تنفيذ ضربات مباشرة للسد عبر طائرات الرافال التي تستطيع الوصول لأهداف تبعد أكثر من ألفي كيلومتر، بينما تبعد إثيوبيا حوالي 1200 كيلومتر عن الأجواء المصرية.
وتشير التقارير إلى أن مصر قد تتجنب استهداف السد قبل الانتهاء من بنائه لتفادي إعادة إثيوبيا بنائه مجدداً. كما أن السودان قد يتردد في الانخراط في مواجهة عسكرية مع إثيوبيا لتجنب التصادم المباشر مع جارتها.
وبناءً عليه، تطرح التقارير احتمال قيام مصر بعملية برية محدودة عبر القوات الخاصة، ما يمنح السودان فرصة للتنصل من المسؤولية عن دخول القوات المصرية إلى الأراضي الإثيوبية. ومع ذلك، تبقى هذه العملية البرية ذات أثر محدود مقارنة بالضربات الجوية، إذ تواجه القوات البرية تحديات في حمل الذخائر الكافية ومواجهة الحراسة الإثيوبية للسد.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تسمح بتعطيل حقوقها المائية، مع اعتراف واسع بأن السد يمثل نقطة توتر رئيسية بين مصر وإثيوبيا، وأن سيناريو الصدام يقترب مع استمرار فشل المفاوضات.
من جانب آخر، يعكس تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خطورة السد على مصر مدى إدراك واشنطن لتعقيد الأزمة وتضرر مصر المباشر، كما أقر ترامب بأن الولايات المتحدة كانت من بين الممولين للسد، وهو ما يتقاطع مع تحليلات تشير إلى دور إسرائيلي في دعم المشروع للضغط على مصر.
في النهاية، أصبح السد رمز أزمة كبيرة، ومصر تصعد لهجتها بوضوح لقطع الطريق على أي محاولة لمساومتها بهذه الورقة الحساسة، مؤكدة أن الحل السلمي هو الخيار المفضل، لكنها تحتفظ بخيارات أخرى حاسمة في حال تعذر التوصل إلى اتفاق.
وتؤكد مصر أنها لا تهدف إلى تهديد أي طرف، لكنها تحذر من أن أي محاولة للمساس بحقوقها ستؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة ستكون تداعياتها كبيرة ولا يمكن لأحد تجاهلها أو الابتعاد عنها.