عاد اسم مسرحية “فينوس” إلى الواجهة، بعد إعلان المخرج اللبناني جاك مارون عن جولة عروض جديدة للعمل الذي أُنتج للمرة الأولى عام 2015، ثم أُعيد تقديمه في إبريل/ نيسان الماضي على خشبة “مسرح مونو” في بيروت. لكنّ عودة “فينوس” هذه المرّة رافقتها عاصفة من الاتهامات، بعد استبدال بطلتها الأصلية، الممثلة ريتا حايك، بالممثلة رولا بقسماطي.
عبر منصات التواصل الاجتماعي، أعُلن أمس الجمعة عن عروض مرتقبة لمسرحية “فينوس” في دبي وكندا، إلّا أن المفاجأة كانت في الملصق الدعائي الذي تصدّرته الممثلة رولا بقسماطي إلى جانب بديع أبو شقرا؛ الشريك الأصلي لريتا حايك في بطولة العمل.
وفي تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، تصف ريتا حايك ما جرى بأنه “خيانة وطعن من الخلف”، متهمةً مارون وفريق العمل بالكذب، وعدم احترام الشراكة. وتقول إنّ مارون لجأ إلى الكذب عندما قرّر مع فريق العمل إعادة العرض هذا العام، إذ أبلغها بأن التكاليف الجديدة للمسرحية تجاوزت 90 ألف دولار أميركي، قبل أن يُقلّص الرقم لاحقاً حين طالبته بحقوقها. وتشير إلى أنه لم يفِ بالحقوق المالية المستحقة لأبطال العمل، مؤكدةً أن العائدات فاقت كل التوقعات، وأنها تحتفظ بالأرقام التي سُجّلت خلال الأسابيع الأولى من العروض الأخيرة. وتؤكد أنها ما كانت لتلجأ إلى هذه التفاصيل لولا ما وصفته بـ”قلة الوفاء” من فريق اعتبرته يوماً ما عائلة.
وتقرّ بأنها أخطأت حين لم تعتمد الإجراءات القانونية اللازمة عند التعاقد على المسرحية، لكنها في المقابل منحت ثقتها لأشخاص كانت تظنهم أصدقاء وشركاء حقيقيين. إلا أن الصدمة الكبرى، بحسب قولها، كانت حين علمت بتوقيع عقود للعروض الخارجية من دون علمها أو إشراكها: “عندما أُخبرتُ بالأمر، شعرت بالقرف من حجم الخداع. قرّرت ألا أعود للدور، حتى لو سُوّيت الأمور لاحقاً”.
أما الممثل بديع أبو شقرا، فاتصل بها معتذراً، بحسب قولها، موضحاً أنه مضطر للمشاركة في الجولة الجديدة لأسباب خاصة، لكنّها لم تكمل الحديث.
ريتا حايك تصف “فينوس” بأنها “طفلتها المدلّلة”، وتؤكد أنها بذلت جهداً لا يُقدَّر بثمن لإخراجها إلى النور. نجاح المسرحية، وفق تعبيرها، لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة سنوات من الالتزام والحب لفنّها، وهو ما شعرت بأنّه تلاشى حين طُعنت من الفريق نفسه.
النصّ مستوحى من مسرحية الكاتب الأميركي ديفيد آيفز، وجرى تعريبه واقتباسه بإشراف غابريال يمين ولينا خوري، في معالجة تمزج بين الواقع والخيال، إذ تدور الأحداث حول مخرج يائس من إيجاد ممثلة لدور معقّد، إلى أن تظهر “فاندا” (التي أدّتها حايك سابقاً)، وتقلب مسار المسرحية من الداخل.