في موجة احتجاج متصاعدة ضد دعم الصناعات العسكرية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، أعلنت فرقة “ديرهوف” (Deerhoof) الأمريكية العريقة سحب أعمالها الموسيقية بالكامل من منصة “سبوتيفاي”، احتجاجًا على استثمار رئيس الشركة التنفيذي دانيال إيك في شركة “هلسينغ” (Helsing) الألمانية لتكنولوجيا الدفاع.
ويأتي قرار الفرقة التي تنشط منذ عقود في ساحة الروك المستقل في سان فرانسيسكو، بعدما كشف عن استثمار إيك ما يقارب 700 مليون دولار عبر شركته “Prima Materia” في شركة “هلسينغ”، التي تطوّر أنظمة ذكاء اصطناعي تُستخدم في الطائرات المسيّرة والمعدات العسكرية.
ووصفت الفرقة الاستثمار بأنه “توظيف للثروات في قتل الناس”، مؤكدة في بيان رسمي: “لا نريد أن تُودي موسيقانا بحياة الناس، ولا أن يرتبط نجاحنا بتقنيات قتالية مدعومة بالذكاء الاصطناعي”.
وانتقدت الفرقة بشدة طبيعة عمل منصة سبوتيفاي، معتبرة أنها “خدعة قائمة على التنقيب عن البيانات، وليست شركة موسيقى حقيقية”، مؤكدة أن “سبوتيفاي تدفع مبالغ زهيدة، بينما يعتمد دخلنا الحقيقي على الجولات الحية”.
من جهتها، أصدرت شركة تسجيلات “جويفول نويز” (Joyful Noise Recordings) بيانًا داعمًا للفرقة، قائلة: “نشعر بالاشمئزاز لأن إصداراتنا ساهمت – ولو عن غير قصد – في آلة الحرب العالمية”.
وفي سياق متصل، انسحبت فرق موسيقية أخرى من فعاليات فنية عالمية بسبب مواقفها الداعمة لفلسطين فقد أعلنت فرقة “ذا سكراتش” وفرقة “ĠENN” انسحابهما من مهرجان “رادار 2025” تضامنًا مع فرقة “بوب فيلان” التي تم استبعادها من المهرجان إثر هتافها “فلسطين حرة” و”الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي”.
وتعرضت الفرقة لاحقًا لتحقيقات جنائية، وتم إلغاء مشاركاتها في مهرجانات في ألمانيا وفرنسا، إضافة إلى قطع علاقتها بوكيل المواهب وإلغاء تأشيراتها الأمريكية.
من جهتها، أطلقت فرقة الروك الأيرلندية “فونتين دي سي” بيانًا داعمًا لفلسطين خلال مشاركتها في مهرجان “روسكيلد” في الدنمارك، يوم الأربعاء 2 يوليو 2025، حيث دعت نشطاء مؤيدين لفلسطين للصعود على المسرح ورفعوا هتافات باللغتين العربية والإنجليزية أمام حشد تجاوز 30 ألف متفرج.
وأدان أحد أعضاء الفرقة الرقابة المفروضة على الفنانين، مؤكدًا أن رفع الصوت هو الرد الأمثل على محاولات الإسكات كما أعلنت الفرقة تضامنها الكامل مع فرقة “نيكاب”، التي واجهت مؤخرًا حملة تحريض إثر هتافها لفلسطين في مهرجان “غلاستونبري”، وخضوعها لتحقيقات مماثلة.
وتعكس هذه التحركات تصاعد المواقف الرافضة لتداخل رأس المال الثقافي والفني مع الصناعات العسكرية، وخاصة في ظل تصاعد العدوان على الفلسطينيين، وتزايد القيود المفروضة على الفنانين الذين يتخذون مواقف علنية مؤيدة للقضية الفلسطينية.
وكالات