أثارت أزمة  مها الصغير على لوحات فنانين أجانب الكثير من الجدل وسط تساؤلات حول لماذا لم تستخدم الذكاء الاصطناعي لتغيير خطوط اللوحة أو كيف لم تخشى أن تكشفها مولدات الذكاء الاصطناعي؟ وهل لو عرضنا اللوحة على مولدات الذكاء الاصطناعي هل يمكنها الكشف عن الفنان؟ والإجابة أن الذكاء الاصطناعي ليس قادرا فقط على كشف خطوط الفنان وإنما يستطيع أيضا تحديد نسب اللوحة إلى فنان بعينه أو إبطال ذلك باعتماده على مقارنة الخطوط والألوان.


ويقوم جانب من جوانب استخدامات الذكاء الاصطناعي فى الفن على التعرف على أصحاب اللوحات من خلال المقارنة بين الخطوط وطبيعة الرسم فكل رسام له خطوط معروفة ومحددة كما أن الألوان وطبيعتها تحدد بنسبة كبيرة من هو الفنان الذى رسم اللوحة؟


الذكاء الاصطناعي يقوم بعمليات المقاربة والمقارنة وفقا للمعلومات المسجلة لديه وفى حالة بلغت نسبة التطابق أكثر من 75% بين خطوط اللوحة وخطوط أحد الفنانين فإن اللوحة تنسب له، هكذا نظم البروتوكول المتعارف عليه طريقة التعامل فى حالات نسب اللوحات إلى الفنانين.


وقد يحدث جدل كما حدث مؤخرا بين خبراء لوحات أساتذة الرسم القدامى وخبراء الذكاء الاصطناعي بشأن نسب لوحة لفنان عصر النهضة رافاييل، حيث قال الخبراء أنهم لم يقتنعوا بنسب إحدى اللوحات إلى رافاييل.


وقالت فرق بحثية من جامعة برادفورد وجامعة نوتنجهام وهما جامعتان بريطانيتان إنها استخدمت تقنية التعرف على الوجه الجديدة لفحص لوحة “دي بريسي توندو” ومقارنة الوجوه في العمل بتلك الموجودة في لوحة رافاييل الشهيرة “سيستين مادونا”، وفى النهاية اتضح أن هناك تشابها بنسبة تزيد على 75% ما يعنى فى النهاية نسب اللوحة إلى رافاييل.

غير أن الكثير من الخبراء يرون أن الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفى فهناك العين المدربة التي اكتسبت دربة على معرفة طبيعة خطوط الفنان وبالتالي نسب اللوحة إليه، وهو ما ذكره الكثير من خبراء الفن.


أنجيلاماريا أسيتو الباحثة في الرسومات الإيطالية في متحف أشموليان في أكسفورد، قالت لصحيفة The Art Newspaper”: لم أر القطعة شخصيًا ولكن بالحكم عليها من الصورة يبدو أنها نسخة رسمت فى مرحلة ما بعد رافائيل أنا منفتحة دائمًا على استخدام التقنيات والأساليب الجديدة ، لن أؤيد تقييم المصداقية الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، الأحكام تتعلق التذوق الحقيقي بالحكم الخبير للعين المدربة وهي أكثر بكثير من مجرد مطابقة ميكانيكية لضربات الفرشاة والصور “.


يقول بندور جروسفينور مؤرخ الفن: “هذه القصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لا يمكنه معرفة ما هو حقيقي أم لا، ولا يمكن لوسائل الإعلام أن تنقل ما يؤكده، كل ما يحتاجونه هو مكالمة هاتفية واحدة مع أي باحث لائق في لوحات رافاييل، سنتمكن من التنافس مع الذكاء الاصطناعي حال التفكير بشكل نقدى”.


في غضون ذلك قال خبير آخر في لوحات رافاييل فضل عدم الكشف عن هويته: “من الواضح أن الصورة هي نسخة من القرن التاسع عشر، ليس من الغريب أن تتطابق ملامح الوجه مع الأصل لأنه تم نسخه بعده “.


وقال حسن عقيل ، مدير مركز الحوسبة المرئية في جامعة برادفورد، لصحيفة The Guardian: “أظهر اختبار نموذج الذكاء الاصطناعي على لوحة رافاييل نتائج مذهلة، فباستخدام التعرف على الوجه والاقتران مع الأبحاث السابقة التي أجراها زملائي الأكاديميون خلصنا إلى أن لوحتى Tondo و Sistine Madonna هما بلا شك للفنان نفسه وهو رافاييل”.