سيدات وأطفال يبكون خلال تشييع جنازة من قُتلوا في الغارات الإسرائيلية في مستشفى ناصر في خان يونس، جنوب قطاع غزة، 12 يوليو/تموز 2025.

صدر الصورة، Reuters

قبل 3 ساعة

في جولة الصحف البريطانية السبت، نطالع مقالاً يتحدث عن أن معظم الإسرائيليين لا يحترمون إنسانية الفلسطينيين ولا يبالون بالقانون الدولي، ومقالاً آخر يتحدث عن الفوضى والفساد والطرق الجديدة في تهريب المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا، وأخيراً مقالاً عن فائدة الطقوس والممارسات المنتظمة وتأثيرها الإيجابي على حياتنا كأفراد ومجتمعات.

ونبدأ جولتنا من الغارديان، مع مقال يسلّط الضوء على مدى “وقاحة” السياسة الإسرائيلية التي تشكل “جرائم حرب” على مدار الواحد والعشرين شهراً من الحرب في غزة، دون الاكتراث للقانون الدولي.

في هذا المقال، يشير المحامي الفلسطيني رجاء شحادة، إلى خطة إسرائيل لنقل الفلسطينيين “قسراً” إلى مخيم في أنقاض رفح، لا يُسمح لهم بمغادرته بعدها، فيما وصفه الكاتب بـ”معسكر اعتقال”.

ويعرّف المحامي معسكرات الاعتقال بأنها مراكز احتجاز لأعضاء جماعة وطنية أو سجناء سياسيين أو أقليات؛ لأسباب أمنية أو عقابية، وعادة ما يكون ذلك بأمر عسكري.

ونقل الكاتب عن مايكل سفارد، المحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، قوله إن وزير الدفاع الإسرائيلي “وضع خطة تنفيذية لجريمة ضد الإنسانية”، هذا بالإضافة إلى قتل وإصابة الآلاف وهم يحاولون الحصول على الطعام.

ويرى شحادة، وهو مؤسس منظمة (الحق) لحقوق الإنسان “أن معظم الإسرائيليين لا يعترفون بإنسانية الفلسطينيين، بدليل أنهم لا يظهرون أي ندم على ما يرتكبه جيشهم باسمهم”.

وأرجع المقال “بذرة نزع الإنسانية” من معظم الإسرائيليين، إلى حرب 1948 حين “حُرِم الفلسطينيون بعنف من أراضيهم وممتلكاتهم فيما سُمي بالنكبة، بدعوى أن الأرض وهبها الله للشعب اليهودي”.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الإسرائيليون قادرين على استخدام منازل العرب وأراضيهم وبساتينهم “دون أي شعور بالذنب”. لذا فإنه على الرغم من أن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت شرارة اندلاع الحرب الحالية، إلا أن إسرائيل، بحسب المقال، “دأبت على إهانة الشعب الفلسطيني وسلب ممتلكاته بشكل ممنهج لعقود”.

ويندّد المقال بعدم قدرة القانون الدولي على اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق، بناء على مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، بل الأكثر من هذا أن الغرب يواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل.

ويقول المحامي الفلسطيني إن القانون الدولي لم يكن يوماً “خَلاص فلسطين”، وذلك منذ فشل تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، الذي منح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى ديارهم التي باتت اليوم في دولة إسرائيل.

فرغم محاولات الفلسطينيين على مر السنين اللجوء إلى القانون الدولي إلا أنه يفتقر إلى وسائل إنفاذ فعّالة، ناهيك عن “مصالح الأقوياء”، على حد قول شحادة.

ويعوّل الكاتب على “صمود” الفلسطينيين الذين ما زالوا متمسكين بأرضهم التي أُجبروا على تركها “كما كانوا في تلك الأيام الدموية الأولى”، خاتماً مقاله بأن محاولة إسرائيل إيقاف الحياة في غزة التي يمتد وجود الفلسطينيين فيها لأربعة آلاف عام، “محكوم عليها بالفشل”.

الفوضى والفساد والبحر القاسي

صورة أرشيفية لأكثر من 350 مهاجراً محشورين في قارب خشبي مكتظ للغاية كان موجوداً في المياه شمال ليبيا مباشرة في 28 مايو/أيار 2015.

صدر الصورة، EPA

ننتقل إلى صحيفة “التايمز”، ومقال عن أزمة المهاجرين في أوروبا يرصد تحولات في التحالفات والسياسات بالوكالة وازدهار التهريب في ليبيا، بما أدى إلى زيادة أعداد اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا.

في المقال، يرصد توم كينغتون، وجود قوارب أنيقة وقوية على ميناء جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، مقارنة بزوارق مطاطية ضعيفة كانت تُشاهد بكثرة في طريقها من ليبيا إلى أوروبا.

وأوضح المقال أن هذه القوارب الجديدة مزودة بمحركين خارجيين بقوة 250 حصاناً، ما يسمح لها بالسير بسرعة أكبر بكثير، بما يقلص زمن رحلة المهاجرين إلى 7 ساعات فقط بعد أن كانت تستغرق أطول من يوم.

وزيادة كفاءة الرحلة من حيث السرعة، انعكست بالتبعية على زيادة تكلفة تهريب المهاجر التي كانت تبلغ 800 دولار منذ سنوات، لتصبح 2000 دولار للفرد الواحد. ومع هذا، فقد زاد عدد المهاجرين الضعف بالمقارنة بالعام الماضي، ليصل 28 ألف مهاجر هذا العام، مقابل 15 ألفاً في 2024.

ويسلط المقال الضوء على “ازدهار” المتاجرين بالبشر هذا العام، مع تفاقم الفوضى والفساد في غرب ليبيا، لاسيما بعد مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار، المجموعة المسلحة البارزة التي تتبع المجلس الرئاسي الليبي.

هذا الأمر، سمح بإطلاق سراح سجناء سابقين، بحسب المقال، حجزوا رحلات بحرية على الفور. ومع ذلك، فإن المهاجرين الذين تعترضهم ليبيا في البحر، “غالباً ما يُعادون إلى سجون وحشية ويتعرضون للضرب والاغتصاب، ثم يُسلمون إلى المتاجرين الذين يتقاضون منهم رسوماً مقابل عبور آخر”.

كما يُزعم أن مسؤولين إيطاليين دبروا إطلاق سراح زعيم ميليشيا ليبي متهم بتعذيب المهاجرين بعد احتجازه في إيطاليا في يناير/كانون الثاني، بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

أما في شرق ليبيا الذي يديره الآن القائد العسكري خليفة حفتر، فقد ارتفعت أعداد المهاجرين إلى جزيرة كريت اليونانية هذا الشهر، ليبلغ نحو 500 مهاجر يومياً على متن زوارق صغيرة وزوارق صيد سريعة، ما رفع إجمالي عددهم هذا العام إلى نحو 8000 مهاجر.

ونقل المقال عن محللين أن حفتر يستخدم المهاجرين كسلاح ضد اليونان، في محاولة لنيل الاعتراف به رسمياً، لاسيما بعد محاولات تركيا إقناع ليبيا بالتصديق على اتفاقية تُقسّم مساحة من البحر المتوسط بين البلدين للتنقيب عن النفط والغاز، ما أثار حفيظة اليونان نظراً لتداخل المنطقة مع الجزر اليونانية.

لذا، عندما أعلنت اليونان عن حقوق جديدة للتنقيب عن الطاقة حول جزيرة كريت الشهر الماضي، أبدت بنغازي احتجاجها، بحسب المقال، الذي أشار إلى أن حفتر تعمد زيادة المهاجرين من شرق ليبيا للضغط على أثينا.

الطقوس تضيف شكلاً ومعنى لحياتنا

امرأة أمازيغية تصبّ شاي بالنعناع في مشهد من الحياة اليومية في مراكش، المغرب، في ١٦ مايو/أيار ٢٠٢٤.

صدر الصورة، Getty Images

ونختتم جولتنا بصحيفة الفاينانشال تايمز، ومقال لإنوما أوكورو، صاحبة عمود في قسم “الحياة والفنون” بالصحيفة البريطانية.

في هذا المقال، ترصد أوكورو كيف أن الممارسات الأسبوعية والطقوس هي وسيلة لتعزيز رفاهية الأفراد والمجتمعات، لاسيما في الأوقات التي يشعر فيها العالم بالفوضى والتوتر وعدم اليقين.

وتقول إننا غالباً ما نفكر في الطقوس على أنها متربطة بالممارسات الدينية أو في احتفالات محددة كأعياد الميلاد أو الجنازات، لكنها ترى أن الطقوس دعوة لاكتشاف ما نعتبره مقدساً في حياتنا اليومية، وللانخراط في أنشطة تشهد على ذلك.

وتؤكد الكاتبة على الفرق بين مصطلحي “الروتين” و”الطقوس”؛ فالروتين من وجهة نظرها قد يتحول إلى طقس “عندما نمارسه مع إدراك أن كل ما نقوم به هو لتعزيز الشعور بالرفاهية لأنفسنا وللآخرين”.

وتضرب مثالاً باحتساء الشاي مثلاً، فهذه الممارسة لو حدثت بوعي، فإنها تُذكر من يشرب الشاي بنعمة الماء، ونعمة الأرض في توفير ما يُصبح أوراق الشاي.

وعلى الرغم من عدم سهولة الانخراط في هذا النوع من التأمل مع تركيزنا على متطلبات الحياة اليومية، إلا أن كاتبة المقال ترى أن أحد أهداف هذه الطقوس هو أن تكرارها يُدرب أجسادنا وعقولنا وأرواحنا على الانخراط في الحياة بطريقة معينة. فكلما مارست شيئاً ما، زاد تأثيره عليك.

وضربت مثالاً آخر بصديق كان يقضي ساعة الغداء في أحد متاحف مدينته مرة أو مرتين أسبوعياً، وكان يختار لوحة يقضي الوقت كله في النظر إليها، مخبراً كاتبة المقال بأن هذه الممارسة علّمته المزيد عن النظر والتأمل. وتعلق أوكورو بأن الفن يعلمنا إطالة مدى انتباهنا لأشياء تتجاوز العمل الفني.

واستعانت أوكورو في مقالها بتأمل عدد من اللوحات التي جسدت طقساً ما في ذهن الفنان الذي رسمها، من بينها لوحة “غرس الأشجار” للفنان الألباني إيدي هيلا، في تصوير سريالي لرجال ونساء يبدون وكأنهم يتمايلون أو يرقصون وهم يغرسون الأشجار معاً.

وتعلّق بأن الفنان اختار رسم هذا المشهد الجماعي في طقوس تُعبّر عن الإيمان بمستقبلٍ مُشرق، وتُحيي الحياة حتى في الأوقات الصعبة، متسائلة في نهاية مقالها عن الممارسات اليومية أو الأسبوعية التي تُعيننا كأفرادٍ ومجتمعات، في ظل كل ما يحدث في عالمنا سياسياً وبيئياً.