أسواق النفط ركزت على مراقبة تطورات الرسوم وتوقعات بفرض مزيد من العقوبات على روسيا
يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصعيده في ملف الرسوم الجمركية، ما انعكس بشكل واضح على أداء الأسواق المالية هذا الأسبوع بعد أحدث جولة من التعريفات الجمركية المعلن عنها من جانب الإدارة الأمريكية، ومع ترقب الأسواق مآلات حرب التعريفات، التي أطلقتها واشنطن.
يعيد السلوك التجاري الجديد للإدارة الأمريكية، الذي يربط الاقتصاد بالأمن القومي عبر فرض رسوم عالية على الشركاء التجاريين، إلى الواجهة سيناريوهات الحروب الاقتصادية المفتوحة، ما يثير مخاوف من تحول هذه الإجراءات إلى موجة ارتدادية تصيب النمو العالمي، خصوصاً في الاقتصادات المعتمدة على التصدير.
ورغم هذه الأوضاع ومع ترقب الأسواق أثر تلك السياسات تفوقت المؤشرات الأوروبية على «وول ستريت» في الأسبوع الثاني من شهر يوليو، بدعم من قطاعي السيارات والمناجم.
وفيما واصلت بعض الأسماء الكبرى تحقيق أرقام قياسية، وعلى رأسها «إنفيديا»، تراجعت أخرى متأثرة بموجة التراجع، التي سيطرت على مؤشرات «وول ستريت».
أما في أسواق السلع فقد وجدت أسعار النفط والذهب دعماً من هذه الاضطرابات، في ظل تنامي الإقبال على الملاذات الآمنة من جهة، وتحركات «أوبك بلس» وتوقعات وكالة الطاقة الدولية من جهة أخرى، لتضيف بعداً جديداً إلى المشهد الاقتصادي، الذي يتجه شيئاً فشيئاً نحو مزيد من التعقيد.
تراجعات جماعية
وسجلت الأسهم الأمريكية تراجعات جماعية في الأسبوع الثاني من شهر يوليو، تحت وطأة تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الحرب التجارية.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1 % – وفق حسابات «البيان»، منهياً التعاملات عند مستوى 44,371.51 نقطة، مقارنة بمستوى إغلاق الأسبوع السابق عند 44,828.5 نقطة. كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مسجلاً خسائر أسبوعية بنحو
0.3 % بعدما أغلق عند مستوى 6,259.75 نقطة مقارنة مع 6,279.35 الأسبوع الماضي، متراجعاً عن مستوى قياسي مرتفع حققه في تعاملات الخميس. كما تراجع ناسداك بشكل هامشي بنسبة 0.08 %، معلقاً عند النقطة 20,585.53، مقابل 20,601.10 نقاط الأسبوع الماضي.
وأعلن ترامب هذا الأسبوع فرض رسوم جمركية بنسب متفاوتة على عددٍ من الدول، مشيراً إلى اعتزامه فرض رسوم شاملة بنسب بين 15 و20 % على الدول المتبقية.
ويترقب المتداولون في الأسبوع المقبل بداية موسم الإعلان عن أرباح الربع الثاني من 2025، فضلاً عن بيانات التضخم الرئيسية.
أما أسهم «إنفيديا» فارتفعت بنحو 3.5 % خلال الأسبوع، بعدما تمكنت صانعة الرقائق من الوصول إلى قيمة سوقية بأربعة تريليونات دولار، كونها أول شركة في التاريخ تخترق هذا المستوى، متصدرة قائمة الشركات الأكبر في العالم، متفوقة على مايكروسوفت (3.740 تريليونات دولار) وأبل (3.153 تريليونات دولار) وأماوزن (2.388 تريليون دولار)، وفق بيانات companiesmarketcap.
وسجلت أسهم أمازون مكاسب أسبوعية بنحو 0.71 %، بينما تراجعت أسهم صانعة السيارات الكهربائية تسلا بنسبة 0.58 %، كما تراجعت أسهم صانعة الآيفون «أبل» بنسبة 1.16 % خلال الأسبوع، وانخفضت أسهم ميتا بنسبة 0.21 %.
ترقب التطورات
وبالنسبة للأسهم الأوروبية فقد أسهمت خسائر جلسة نهاية تعاملات الأسبوع، يوم الجمعة، في تقليص نسبة المكاسب الأسبوعية، لترتفع المؤشرات الرئيسية بنسبة 1 % في المتوسط، مع ترقب الأسواق للتطورات المرتبطة بحرب الرسوم الجمركية، التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وشهد الأسبوع المنتهي في 11 يوليو إعلانات جديدة من ترامب بخصوص الرسوم الجمركية، وهي الإعلانات التي راقبتها الأسواق، وتفاعلت معها بشكل واضح مع اقتراب مهلة تطبيق الرسوم في الأول من أغسطس المقبل.
ورغم تسجيله خسائر بأكثر من 1 % في جلسة الجمعة، لينهي سلسلة مكاسب استمرت أربع جلسات متتالية، إلا أن المؤشر الأوروبي ستوكس استطاع تسجيل مكاسب أسبوعية بنسبة 1.15 % (وفق حسابات «البيان») منهياً التعاملات عند مستوى 547.34 نقطة مقارنة مع 541.13 نقطة في الأسبوع السابق.
جاءت تلك المكاسب بدعم من ارتفاع أسهم قطاعي السيارات والمناجم، بعد أن تصدرا قائمة الأفضل أداء هذا الأسبوع، فيما جاء قطاع الاتصالات على الجانب الآخر كونه الأسوأ أداء.
وفي أكبر اقتصاد أوروبي سجل مؤشر داكس الألماني أيضاً ارتفاعاً نسبته 1.97 %، منهياً تعاملات الأسبوع الثاني من شهر يوليو عند النقطة 24,255.31 مقارنة مع 23,787.45 الأسبوع الماضي.
وارتفعت الأسهم الفرنسية بنحو 1.73 %، ليغلق مؤشر كاك الفرنسي الأسبوع عند مستوى 7,829.29 نقطة، مقابل 7,696.27 في الأسبوع المنتهي في الرابع من يوليو، كما ارتفع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 1.34 %، منهياً التعاملات عند مستوى 8,941.12 نقطة، مقابل 8,822.91 نقطة الأسبوع الماضي.
خسائر أسبوعية
على الجانب الآخر سجلت الأسهم اليابانية خسائر أسبوعية، إذ تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنحو 0.6 % بالأسبوع الثاني من شهر يوليو، منهياً التعاملات عند مستوى 39,569.68 نقطة، مقارنة مع 39,810.88 نقطة في الأسبوع الماضي.
يمثل هذا التراجع الخسارة الأسبوعية الثانية على التوالي، بعد سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أسابيع، ليفقد المؤشر القياسي مستويات الـ 40 ألف نقطة.
يأتي ذلك مع تخوف الاقتصادات المعتمدة على التصدير في آسيا من التأثير الأوسع نطاقاً للرسوم الجمركية الأعلى، التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تواجه الاقتصادات الكبرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية رسوماً جمركية تصل إلى 25 % على الواردات إلى الولايات المتحدة.
كما يراقب المستثمرون في اليابان أيضاً بشكل متزايد الانتخابات المنتظرة في 20 يوليو، فيما تظهر أحدث استطلاعات الرأي أن الائتلاف الحاكم ربما يواجه خطر فقدان السيطرة على المجلس الأعلى.
مكاسب للنفط والذهب
وسجلت أسعار النفط مكاسب أسبوعية بنهاية الأسبوع المنتهي في 11 يوليو، لتسترد العقود الآجلة لخام برنت مستويات فوق الـ 70 دولاراً للبرميل، منهياً التعاملات عند تسوية يوم الجمعة بـ 70.36 دولاراً للبرميل، وبارتفاع بنسبة 3.02 % عن 68.30 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي، وفق حسابات «البيان».
كذلك ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 2.35 % هذا الأسبوع، مسجلة 68.45 دولاراً للبرميل، مقابل 66.88 دولاراً للبرميل في نهاية الأسبوع السابق المنتهي في 4 يوليو.
وركزت أسواق النفط خلال الأسبوع على مراقبة التطورات المرتبطة بأحدث جولة من الرسوم الجمركية، التي أعلنت عنها إدارة الرئيس ترامب، كذلك تمت مراقبة احتمالات فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد رفعت توقعاتها لنمو إمدادات النفط خلال العام الجاري (وذلك بعد قرار أوبك بلس الأخير بزيادة ضخ الخام)، وخفضت في الوقت نفسه توقعاتها لنمو الطلب خلال العام إلى 700 ألف برميل يومياً.
كما خفضت توقعاتها لنمو الطلب في 2026 إلى 720 ألف برميل يومياً.
وأعلنت 8 دول في أوبك بلس، يوم الخامس من يوليو، الاتفاق على زيادة إنتاج النفط في أغسطس بواقع 548 ألف برميل يومياً.
وفي ظل تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة تحت وطأة المخاوف الممتدة على أثر توسيع ترامب حربه التجارية سجلت أسعار الذهب مكاسب أسبوعية جديدة، بنحو 0.8 %، لتصل إلى العقود الآجلة للمعدن النفيس إلى 3371.2 دولاراً للأونصة.