أثار قرار وزارة الأوقاف في سوريا بإخلاء مبنى سينما الكندي بالعاصمة دمشق تمهيدا لتحويله إلى مركز ثقافي ردود فعل واسعة من جمهور السينما.
ونظم المحتجون على قرار وزارة الأوقاف وقفة احتجاجية أمام مبنى سينما الكندي مطالبين بالحفاظ على الصالة التي ارتبطت لعقود بتاريخ السينما السورية.
وفي أول توضيح من الجهة المعنية، نشر الفنان جهاد عبدو، المدير العام للمؤسسة العامة للسينما، بيانًا عبر حساباته الرسمية أكد فيه متابعته الشخصية لتفاصيل القرار.
وقال عبدو إن الوثيقة المتداولة بشأن إخلاء الصالة كانت مفاجئة له، لا سيما أنها لم تتضمن أي ذكر لوزارة الثقافة أو إشعار رسمي للمؤسسة.
وأضاف عبدو أنه تواصل مع المعنيين فور تداول القرار، وتوجه صباح السبت إلى اجتماع مع وزير الثقافة السوري لبحث الوضع. وأشار إلى أن اللقاء أسفر عن دعم واضح من الوزارة للإبقاء على الصالة ضمن خطط المؤسسة.
وأكد مدير المؤسسة أن العمل مستمر لفهم تفاصيل القرار وتنسيق الموقف مع وزارة الأوقاف من أجل الوصول إلى صيغة مناسبة تحفظ الطابع السينمائي للصالة.
كما شدد على أن المؤسسة لا تعتزم تقليص دور السينما في البلاد، بل تعمل على توسيعها وزيادة الإنتاج.
وأوضح عبدو أن المؤسسة ماضية في جهودها لحماية دور العرض القائمة وتطويرها بالتوازي مع تعزيز النشاط السينمائي في البلاد، وأنه سيتم إبلاغ الجمهور بأي تطورات متعلقة بالملف خلال الفترة المقبلة.
من جانب آخر، أعاد الجدل القائم إلى الواجهة تاريخ سينما الكندي التي تُعد واحدة من أقدم دور العرض السينمائي في دمشق.
افتُتحت في خمسينيات القرن الماضي تحت اسم “أدونيس”، ثم تغيّر اسمها لاحقًا إلى “بلقيس”، قبل أن تُعرف باسمها الحالي “الكندي” نسبة للفيلسوف العربي أبو يوسف الكندي.
وتولت المؤسسة العامة للسينما إدارتها رسميًا منذ عام 1976، لتتحول إلى مساحة عرض لأفلام محلية وعالمية. كما استضافت منذ السبعينيات لقاءات سينمائية منتظمة وعروضًا لأفلام بارزة من مختلف المدارس السينمائية، مثل الواقعية الإيطالية والموجة الفرنسية الجديدة.
وخلال العقود الماضية، شهدت الصالة عروضًا لأفلام مهمة مثل “أحلام المدينة” و”ليالي ابن آوى” و”الطحالب”، كما احتضنت مهرجانات وفعاليات فنية وثقافية، ما جعلها نقطة التقاء لمحبي السينما من مختلف الأجيال.
aXA6IDE5Mi4xMjYuMjE3LjE2NyA= جزيرة ام اند امز US