لم تعد مبادرات دعم الزواج في الإمارات تقتصر على تقديم المساعدات المالية أو المنح، بل باتت رؤية الدولة أعمق من ذلك من خلال الاستثمار في وعي الشباب والشابات المقبلين على الزواج، فهو المفتاح الحقيقي لاستقرار الأسرة ونمو المجتمع، وهم الأساس والهدف لكل البرامج والمبادرات الموجّهة إليهم، مثل «نمو» و«مديم» وغيرهما من المبادرات التي تحرص على استقرار الأسرة الإماراتية.
إن وعي الشاب والفتاة اليوم بدورهما المحوري لا يقل أهمية عن الجهود المؤسسية التي توفرها الجهات الحكومية؛ إذ إن إدراكهما معنى الزواج كشراكة ومسؤولية متبادلة، وليس مجرد مناسبة اجتماعية، يغيّر الصورة النمطية المستحدثة التي تطغى أحياناً على بعض الشرائح.
لقد كان المجتمع الإماراتي منذ القدم بيئة حاضنة للزواج، داعمة وميسّرة للشباب، وكان أولياء الأمور سنداً قوياً لأبنائهم في بناء أسر مستقرة.
ومع تعاقب الأجيال وتغير أنماط الحياة، ظهرت تحديات جديدة تتطلب من الجميع، أفراداً ومؤسسات، أن يعملوا معاً لحماية هذا الكيان الاجتماعي الأصيل.
من هنا تأتي أهمية أن يستفيد كل مقبل ومقبلة على الزواج من المبادرات المتنوعة التي أُطلقت خصيصاً لهم، بدءاً من الورش الإرشادية والدورات التوعوية، مروراً بالدعم المالي المخفف للأعباء، ووصولاً إلى برامج المتابعة والإرشاد الأسري.
مثل هذه الفرص لا تحقق أثرها الكامل إلا إذا التزم الشاب والفتاة بترجمتها إلى سلوك عملي، ونمط حياة مستقر يقوم على التفاهم والحوار والاحترام المتبادل.
إن بناء حياة أسرية هادئة وآمنة تملؤها الطمأنينة والاستقرار والثبات، ليس حلماً بعيد المنال، بل هو ثمرة مباشرة لمدى استعداد جيل اليوم لتحمّل المسؤولية، ووعيهم بأهمية التربية السليمة للنشء ليكون قوياً وسليماً صحياً ونفسياً، مستعداً لبناء المستقبل ومواجهة تحدياته.
إن وعي الشباب والشابات اليوم هو الخطوة الأولى لصناعة غدٍ أفضل، وهم الجسر الحقيقي الذي تصل به هذه المبادرات إلى غاياتها الكبرى؛ أسرة إماراتية متماسكة ومستقبل زاهر للوطن.
ومن الجميل أن يردّ كل فرد هذا العطاء بتطبيق هذه المبادرات ونشرها بين أسرته ومحيطه، ليسهم في إحياء العادات الأصيلة والقيم النبيلة التي ظلّت على الدوام سرّ تماسك المجتمع الإماراتي واستقراره.
*خبيرة شؤون تعليم ومجتمع
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
Share
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App