تُثير التقنيات التوليدية مخاوف واسعة في قطاعات الإنتاج (Getty)

اعتمدت “نتفليكس” للمرة الأولى على الذكاء الاصطناعي التوليدي في عمل درامي، في خطوة يقول رئيسها التنفيذي المشارك تيد ساراندوس إنّها ستُخفض تكاليف الإنتاج وترفع جودة المحتوى في آنٍ واحد.

المسلسل الأرجنتيني للخيال العلمي “إل إتيرناوتا” (El Eternauta)، الذي يرصد صراع مجموعة ناجين بعد تساقط ثلجي سامٍ مدمّر، كان حقل الاختبار الأول للتقنية. أوضح ساراندوس، خلال مكالمة مع محلّلين عقب إعلان نتائج الربع الثاني، الخميس الماضي، أنّ فريق المؤثّرات البصريّة استعان بأدوات معزَّزة بالذكاء الاصطناعي لإظهار انهيار مبنى في بوينس آيرس “خلال عُشر المدة التي يتطلّبها العمل بالأساليب التقليدية”. وأشار إلى أنّ هذه السرعة مكّنت المنصّة من تمويل المسلسل “بتكلفة لا يمكن تحقيقها في العادة مع إنتاجات الميزانيات الضخمة”.
رغم حماسة “نتفليكس”، تُثير التقنيات التوليدية مخاوف واسعة في قطاعات الإنتاج والمؤثّرات بشأن مستقبل الوظائف. وكانت مسألة الذكاء الاصطناعي نقطة اشتباك رئيسية في إضرابَي الممثلين والكتّاب في هوليوود عام 2023، حيث أُبرمت اتفاقات تُبقي التكنولوجيا تحت سيطرة العاملين بدلاً من استخدامها لاستبدالهم. ساراندوس شدّد على أنّ “هذه أدوات أفضل يقوم عبرها أشخاص حقيقيون بعمل حقيقي”، لافتاً إلى استفادة المبدعين منها في “مرحلة ما قبل التصوير، وتخطيط اللقطات، والمؤثّرات البصرية”.

وسجّلت “نتفليكس” إيرادات بلغت 11 مليار دولار في الربع المنتهي بنهاية يونيو/ حزيران الماضي، بزيادة سنوية قدرها 16%. وعزت الشركة الأداء المتفوق على التوقعات إلى الزخم الذي حقّقه الجزء الثالث والأخير من المسلسل الكوري التشويقي الشهير “لعبة الحبار” (Squid Game).

وتوقّعت المنصة الأضخم في العالم، أن يتضاعف حجم نشاطها الإعلاني الصغير سريع النمو خلال عام 2025. ويرى مايك برولي، نائب رئيس الأبحاث في شركة فوريستر، أنّ “الربع الأفضل من المتوقع هو نتيجة تزامُن المحتوى القوي، وزيادات الأسعار، وزخم الإعلانات”. وأضاف أنّ أصعب التحديات باتت خلف نتفليكس “بعد الإطلاق الكامل لمنصّة الإعلانات الخاصّة بها”.