تُعدّ تجربة فنلندا في التعليم أحد أكثر النماذج نجاحاً في العالم، حيث تميّزت بنظام تعليمي يعتمد على تمكين المعلمين وتوفير بيئة تعليمية مُحفّزة، ويتميّز فيها بالمرونة والتركيز على تطوير المهارات بدلاً من التركيز على الامتحانات والدرجات، كما يُعطى المعلمون حرية كبيرة في تصميم المناهج الدراسية، بما يتناسب مع احتياجات الطلاب، وتُعدّ المشاركة المجتمعية جزءاً أساسياً من العملية التعليمية.

يمكن للإمارات الاستفادة من هذه التجربة عبر التركيز على تدريب وتأهيل المعلمين، ليتبنوا طرقاً تعليمية حديثة تلائم احتياجات الطلاب في القرن الـ21، كما يمكن اعتماد منهجيات تعليمية مرنة تُراعي الفروق بين الطلاب، وتُعزز التفكير النقدي والإبداع.

ورغم الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الإمارات، فإن هناك معوقات قد تواجه تطبيق النموذج الفنلندي، منها الاختلافات الثقافية التي قد تؤثر في تقبل المجتمع للتغييرات الجوهرية في النظام التعليمي، وقد يُشكّل الانتقال من نظام يعتمد على الدرجات إلى نظام يركز على المهارات تحدياً كبيراً للطلاب.

لتحدي هذه المعوقات، من المهم تعزيز وعي المجتمع بأهمية التحول إلى نظام تعليمي أكثر ملاءمة للمستقبل، من خلال حملات توعية تشرك المجتمع المحلي في العملية التعليمية، كما يمكن تعزيز دور المعلم كمحور رئيس في التغيير.

أما في ما يتعلق بمراحل تنفيذ هذا النموذج في الإمارات، فيمكن أن تبدأ العملية بمجموعة من المدارس، وبعد تقييم التجربة، يمكن توسيع نطاقها.

المرحلة الثانية يمكن أن تتضمن مراجعة وتطوير المناهج الدراسية، مع التركيز على التوازن بين التعليم وتنمية المهارات.

وأخيراً، يمكن تعزيز دور المجتمع، من خلال إنشاء شراكات بين المدارس والأسر، لدعم التعليم ومشاركة الأهل في تعليم أبنائهم.

من خلال هذه الخطوات، يمكن الاستفادة من التجربة الفنلندية، وخلق نموذج متميّز يتماشى مع متطلبات المستقبل، مع التغلب على المعوقات من خلال دعم المجتمع والتطوير المستمر للمعلمين والمناهج.

*محامٍ وكاتب إعلامي

www.ysalc.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

Share

فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App