فيما يأتي أبرز الجهود المبذولة في مجال ترميم المواقع الأثرية والحفاظ عليها إمارة الشارقة:
الهيكل المؤسسي: جهود الشارقة في تأسيس كيانات متخصصة لحماية الآثار
اتّخذت إمارة الشارقة خطوات عملية للحفاظ على مواقعها الأثرية بدءاً من عام 1986 بتأسيس “إدارة الآثار والتراث” تحت مظلة دائرة الثقافة والإعلام، حيث تولّت مسؤولية الإشراف على المواقع الأثرية والتراثية في جميع أنحاء الإمارة وتوفير الحماية اللازمة لها.
وتُوجت هذه الجهود في عام 2016 بصدور المرسوم الأميري السامي رقم 57 لإنشاء هيئة الشارقة للآثار كمؤسسة متخصصة مستقلة؛ ما يعكس التزام الإمارة المستمر بالحفاظ على موروثها الأثري وتطوير آليات ترميمه وصيانته وفق أحدث المعايير العالمية.
إحياء معالم تراثية بارزة: بيت الشيخ سعيد وحصن الشارقة وبيت النابودة
تجلت جهود إمارة الشارقة في الحفاظ على تراثها من خلال مشروع ترميم بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي بكلباء، الذي دشن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مرحلته الأولى في إبريل 2021، ويُعد هذا البيت من أبرز المعالم التراثية في الإمارة، حيثُ أوكلَ سموه مهام ترميمه وإدارته لمعهد الشارقة للتراث، بهدف تحويله إلى متحف يحكي تاريخ المنطقة وتراثها.
وإلى جانب ترميم بيت الشيخ سعيد، يأتي حصن الشارقة الذي شهد مراحل ترميم عديدة وأُعيد افتتاحه عام 2015 ليصبح متحف تاريخي، وبيت النابودة الذي افتتح كمتحف عام 1995 وأعيد افتتاحه بعد الترميم في أبريل 2018.
ترميم الأبراج الأثرية: صون المعالم التاريخية
شهد عام 2020 إنجاز هيئة الشارقة للآثار لنسبة 90% من المرحلة الأولى لعمليات ترميم الأبراج الأثرية في الإمارة وصيانتها، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وشملت الجهود برجي الطلاع وبودانق باستخدام المواد الأصلية للحفاظ على الأصالة التاريخية وحماية المواقع من العوامل الطبيعية وتسهيل وصول الزوار.
الإدراج العالمي: تسجيل المواقع الأثرية على قائمة التراث الإسلامي
حققت إمارة الشارقة إنجازاً ثقافياً مهماً في أكتوبر 2024 عندما أعلنت منظمة الإيسيسكو إدراج ثلاثة مواقع أثرية بارزة ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي، وهي قلعة دبا الحصن وحصن فيلي ووادي شيص.
وقد جاء هذا النجاح نتيجة التعاون الوثيق بين هيئة الشارقة للآثار وهيئة تنفيذ المبادرات “مُبادرة”، اللتين عملتا على إعداد ملفات شاملة تبرز القيمة التاريخية والمعمارية للمواقع، مع توثيق جهود الحماية والصيانة المستمرة التي تحظى بها؛ ما أكد التزام الإمارة بالحفاظ على تراثها الثقافي الغني للأجيال القادمة.
المشاركة الإقليمية: عرض جهود الشارقة في المعارض الخليجية المشتركة
شاركت هيئة الشارقة للآثار في المعرض الدوري المشترك السادس لآثار دول مجلس التعاون الخليجي الذي أقيم في دولة الكويت على مدار شهر كامل من 15 يناير وحتى 15 فبراير، حيثُ تميَّز المعرض بحضور مختلف الجهات المعنية بالآثار من دول المجلس تحت شعار “وحدة حضارية وتنوع ثقافي”، وقد قدَّمت الهيئة خلال مشاركتها معرضاً متكاملاً تضمن مجسمات لأبرز المكتشفات الأثرية من مواقع التنقيب في إمارة الشارقة.
كذلك أقامت مكتبة مصغرة عرضت فيها مختلف إصداراتها من الكتب المتخصصة في مجال الآثار، والحوليات، بالإضافة إلى توفير مطبوعات توعوية تعرّف بأهم المواقع الأثرية في الشارقة والإمارات، وأكد عيسى يوسف، مدير الآثار والتراث المادي في هيئة الشارقة للآثار، على أهمية المشاركة في مثل هذه المعارض التي تسهم في دعم التعاون الخليجي المشترك في مجال الدراسات الأثرية والتراثية، وتوطيد أواصر التواصل بين المؤسسات المعنية بالآثار بالمنطقة.
نظام المعلومات الجغرافية الأثرية: تحول رقمي في توثيق التراث وحمايته
تتميّز جهود إمارة الشارقة في مجال التوثيق الرقمي بتدشين نظام المعلومات الجغرافية الأثرية خلال مشاركتها في فعاليات معرض “جيتكس العالمي 2024” تحت شعار “نحو مستقبل رقمي مستدام”، حيثُ يجمع هذا النظام بين تقنيات الأقمار الصناعية، والطائرات بدون طيار، وأجهزة الليزر لتوثيق المواقع الأثرية بدقة عالية جدًا، مما يتيح مراقبتها دورياً وحمايتها من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية أو الطبيعية.
المراجع
[1] saa.shj.ae, هيئة الشارقة للآثار
[2] sheikhdrsultan.ae, سلطان القاسمي يدشن المرحلة الأولى من مشروع ترميم بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي في كلباء
[3] sharjah24.ae, “الشارقة للآثار” تُنجز 90% من مشروع تطوير وترميم الأبراج الأثرية