افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مهرجان اللقاءات العالمية 2025؛ وهو تجمّع دولي فريد من نوعه يستقطب أكثر من 4.000 من الفنانين والرياضيين الشباب من أكثر من 50 دولة، يجمعهم الشغف بالتعاون والإبداع والعمل من أجل مستقبل مشترك.
وأقيمت مراسم الافتتاح في مركز دبي التجاري العالمي، بحضور عدد من كبار الشخصيات الدولية، من بينهم الأمير رحيم آغا خان، والأمير علي محمد آغا خان، والأمير أمين محمد آغا خان، إلى جانب أكثر من 25.000 زائر من مختلف أنحاء العالم.
ويُقام المهرجان تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، خلال الفترة من 20 إلى 27 يوليو.
ويشمل برنامج المهرجان مسابقات رياضية وعروضاً فنية، وحفلات موسيقية، ومعارض، وأنشطة ثقافية متنوّعة في عدد من أبرز وجهات دبي.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته الافتتاحية: «يسرني أن أعبّر عن ترحيب دولتنا الكبير بمشاركة هذا العدد الواسع من المشاركين من مختلف أنحاء العالم.
كما أرحب بشكل خاص بصاحب السمو الأمير علي محمد آغا خان، وصاحب السمو الأمير أمين محمد آغا خان، اللذين يشكّل حضورهما إضافة غنية لهذا الحدث، ويعزّز التزام المشاركين بتمكين المجتمعات في مواجهة التغيّرات المتسارعة في عالمنا.
لقد اجتمعتم في دبي، تحت خيمة العروبة المرحّبة، في بلد يحتضن التعددية الثقافية، ويشكّل ملتقى للحضارات، حيث يعيش الناس من مختلف الجنسيات والأديان والثقافات في بيئة يسودها السلام والتفاهم والاحترام المتبادل.
نحن في دولة الإمارات، وعلى مدى أكثر من 54 عاماً، نفتخر بقيادة حكيمة اختارت طريق السلام والتسامح والازدهار، بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وفي ظل هذا المهرجان، فإننا نثمّن الدور الذي تلعبه الرياضة والفنون في بناء جسور التفاهم بين الشعوب».
وأضاف معاليه: «لقد سررتُ بحضور دورة الألعاب اليوبيلية السابقة عام 2016، ويسعدني أن أرى هذا المهرجان اليوم وقد توسّع ليشمل أيضاً الفنون إلى جانب الرياضة، باعتبارها قوى محفّزة للتلاقي والتفاعل الإنساني.
فأنتم تذكّروننا بأن الإبداع والإنجاز، سواء في الرياضة أو الفنون، هما ثمرة جهد دؤوب وعزيمة راسخة، وأنهما وسيلتان لنشر الفرح، والصداقة، والتقدير المتبادل».
وأردف معاليه: «إن الشباب المشاركين في هذا المهرجان يمنحوننا أملاً كبيراً بمستقبل واعد. كما أن هذا الحدث يمثّل فرصة للاحتفاء بقيم السلام والتعددية والعيش المشترك.
وفي هذا الإطار، أهنّئ المجلس الإسماعيلي في دولة الإمارات، منظّمي المهرجان، على هذا العمل الرائد.
ونعبّر عن اعتزازنا بالدور الذي اضطلعت به الجماعة الإسماعيلية، بقيادة صاحب السمو الآغا خان، في تعزيز قيم التفاهم والسلام والاحترام المتبادل على مستوى العالم.
قدّم سمو الآغا خان نموذجاً يُحتذى به في الدعوة إلى عالم مترابط، تتفاعل فيه الشعوب بوعي وانفتاح، وتسهم في إثراء الحضارة الإنسانية. ونحن في الإمارات نشاركه هذه الرؤية بكل قناعة، ونعمل على تفعيل أدوات التعاون والتفاهم في هذا العالم المتداخل.
نثمّن جهودكم، جميع المشاركين والمنظمين، ونتمنى أن يكون هذا المهرجان منصة للحوار، والتعارف، وبناء صداقات طويلة الأمد. ونتوجّه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث العالمي».
واختتم معاليه قائلاً: «نرحّب بكم جميعاً، ونتمنّى لكم تجربة ثرية في دبي، وأوقاتاً مليئة بالمنافسة الراقية، والإنجازات الفنية والثقافية المتميزة».
إرث مستمر
يعكس المهرجان العلاقة الممتدة بين المجتمع الإسماعيلي، وشبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، ومنطقة الخليج، من خلال شراكات بين مؤسسات عامة وخاصة.
وقال الأمير رحيم آغا خان: «مهرجان اللقاءات العالمية ليس مجرد احتفاء بالمواهب الفنية والرياضية، بل هو شهادة حيّة على القيم الراسخة التي توحّدنا كجماعة عالمية».
وأضاف: «على مرّ التاريخ، سعت الجماعة الإسماعيلية إلى تسخير المعرفة، ونشر الاحترام المتبادل، وتشجيع الشباب على أن يعيشوا حياة قائمة على الغاية والنزاهة.
في عالمنا المعاصر، المتصل والهشّ في آنٍ واحد، بات دور الشباب كجسور بين المجتمعات أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ويجسّد هذا المهرجان التزامنا بإعداد الجيل القادم ليس فقط لتحقيق النجاح، بل أيضاً للخدمة ــ من خلال العمل على الارتقاء بالمجتمعات التي يعيشون فيها، وأن يكونوا دعاةً للسلام، والتعددية، والإنسانية».
وقال هلال سعيد المري، المدير العام لسلطة مركز دبي التجاري العالمي: إن تنمية الشباب، وتبادل المواهب، والتعاون العابر للحدود، تشكّل ركائز أساسية لتحقيق نمو اقتصادي مستدام طويل الأمد.
وتنسجم استضافة مهرجان اللقاءات العالمية مع الرؤية الاقتصادية الأشمل لدبي، كما تعزّز مكانتها كمنصة عالمية للابتكار، والتبادل الثقافي، وتنمية رأس المال البشري.
وفي إطار سعينا لتعزيز اقتصادنا القائم على استشراف المستقبل، تُتيح فعاليات من هذا النوع فرصة حقيقية للتواصل مع قادة الغد، وتعزيز منظومات المعرفة، وترسيخ موقع دبي كوجهة جاذبة للمواهب والمبادرات والأفكار.
ويحتفي المهرجان بالتنوّع الثقافي لأكثر من 200 جنسية، منسجماً مع «عام المجتمع 2025» في دولة الإمارات، من خلال الترويج لقيم الشمول، والاستدامة، والابتكار باعتبارها قيماً إنسانية عالمية.