يعد عرض أزياء الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي ستقام في قصر باكنجهام عام 2026 حدثًا فريدًا من نوعه، إذ ستتضمن مجموعة من 200 قطعة من ملابسها على مدى سبعة عقود من حكمها، وتشمل فساتين زفافها وتتويجها، بالإضافة إلى العديد من التصاميم التي تعكس تطور الصورة الملكية والأبعاد السياسية والثقافية المرتبطة بالزي الملكي. يُعد هذا الحدث فرصة مهمة لفهم كيف استُخدمت الملابس كوسيلة لتمكين القوة الناعمة، والتواصل الرمزي، وتأثير الموضة على الصورة الوطنية والدولية للمملكة المتحدة.
سيعرض الحدث، الذي تنظمه مؤسسة المجموعة الملكية، الملابس التي ارتدتها الملكة في زفافها عام 1947، وتتوّيجها في عام 1953، وهي تصاميم من قبل المصمم نورمان هارتنيل، الذي لعب دورًا محوريًا في تشكيل الصورة الملكية. كما سيحتوي المعرض على أزياء ذات دلالات دبلوماسية، مثل الفستان الأبيض الذي صممه هارتنيل لمأدبة رسمية في كراتشي عام 1961، والذي يدمج ألوان العلم الباكستاني عبر طية من الزمرد الأخضر يمتد على ظهره، مما يعكس الاستخدام المدروس للملابس كأداة دبلوماسية.
وفي سياق الحديث عن التصاميم، يبرز أن فستان التتويج الخاص بالملكة أُعد في البداية ليكون مطرزًا برمز الورود التودورية، والقطن، والكرنب، والنفل، تكريمًا للمملكة المتحدة وأجزائها الأربعة. إلا أن الملكة، عند الاطلاع على الرسومات التحضيرية، أضافت تعديلاً سياسيًا مهمًا، حيث أُدرجت رموز لأعلام الكومنولث، مثل بروتيا الجنوب أفريقية ووردة أستراليا، لتأكيد أهمية تلك الكيانات ضمن وحدة الكومنولث، وهو قرار يعكس الوعي السياسي والتوجّه الاستراتيجي في اختيار الأزياء الرسمية (مصدر: نيويورك تايمز، 2022).
سيضم المعرض، الذي يُعد الأكبر من نوعه، العديد من الرسوم التخطيطية والمراسلات مع المصممين الملكيين، بالإضافة إلى ملابس من مختلف مراحل حياة الملكة، بما في ذلك فستان العروس الذي صممه إيان توماس لزفاف الأميرة إليزابيث عام 1934، والذي ارتدته أثناء زفاف عمها دوق كينت، ومجموعة من الملابس اليومية التي تتسم بالبساطة، مثل التوينتس التويد أو البنطلونات الجوجي والجاكيتات المخصصة للركوب، والتي كانت من staples في خزانتها.