اعتدنا في حفلات بيروت أن نشهد احتفاءً بالفرح عبر الفن، في مشهديات تعكس روح الانتصار وحب الحياة، وجاءت مشهدية حفل الفنان جوزف عطية، مساء الثلاثاء، على مسرح مهرجانات “أعياد بيروت” بطابع مضاعف، إذ حمل منذ لحظاته الأولى رمزية عميقة للحياة والانتماء، لا سيما مع توزيع الأعلام اللبنانية والأقمشة البيضاء على الجمهور، في لحظة تجلّت فيها صورة وطن لا يكتفي بالفرح، بل يحتضن السلام أيضاً، رغم كل ما يمرّ به من تحديات.
ومع رصيد حافل من النجاحات والأغنيات التي تصدرت الترند على مرّ السنوات، يواصل الفنان اللبناني الشاب إثبات قدرته على الحفاظ على محبة جمهوره من مختلف الفئات العمرية، وعلى صدق العلاقة التي تجمعه به، وقد بدا ذلك واضحاً مع مشهدية غنائه مع جمهوره من الأطفال والشباب على المسرح، إلى جانب الحماس الكبير الذي عمّ المدرجات، والتفاعل الملحوظ بالرقص والدبكة.
أما “بيروت”، فكانت حاضرة بقوة في وجدان عطية، كما في كلماته على المسرح، وفي مقابلته الخاصة مع “النهار” خلال البروفات، حيث عبّر عن شعوره بالرهبة والمسؤولية، قائلاً: “مجرد الوقوف على هذا المسرح له رهبته وهيبته، و”أعياد بيروت” بالذات تعني إضافة مميزة، خصوصاً أنها افتُتحت مع السيدة ماجدة الرومي، وكل الأسماء التي وقفت عليه. إنها مسؤولية كبيرة وفرح كبير في آن معاً”.
وفي حديثه إلى “النهار”، أشار عطية إلى أن الوقوف على المسارح يفرح قلبه ويُسعده كثيراً، لكن ما يُسعده أكثر هو “سماع الأصداء بعد أيام، أو حتى أسابيع وأشهر، عندما يتحدث الناس عن الحفلات، والأغاني، وكل ما نقدّمه من موسيقى”.
وأطرب عطية الجمهور لأكثر من ساعة ونصف، مقدّماً باقة من أشهر أغنياته التي رددها معه الحضور، مثل: “من أولو”، “حافظك عن غايب”، “لا تروحي”، “البغددة”، “تعب الشوق”، “جمالا”، و”لبنان رح يرجع”، إلى جانب أغنياته الجديدة “سلام”، “ألف شخص”، و”ولا ممكن”، معتمداً أسلوب التشويق منذ اللحظة الأولى، محافظاً على تفاعل الجمهور حتى نهاية الحفل.
وعن سر علاقته القوية مع جمهوره، قال: “السر هو الصدق فقط، لا يتطلب الأمر الكثير. فقط أن تكون صادقاً مع الناس، قريباً منهم، وتصل الأغاني بكل عفوية ومحبة… هذا ما أفعله”.
جوزف عطية في أعياد بيروت (المكتب الإعلامي).
أما على صعيد مشاريعه الفنية، فتحمل المرحلة المقبلة مزيداً من النشاطات، إذ يستعد عطية لإحياء حفلات في مهرجانات القبيات في لبنان وجرش في الأردن، إلى جانب التحضير لعدة أغانٍ جديدة، إذ كشف: “حتى الآن، هناك ثلاث أغانٍ إضافية يتم العمل على الانتهاء منها إلى جانب الألبوم، ما يعني أن النشاط مستمر”.
ووجه عطية رسالته بدعوة صادقة إلى السياح والمغتربين، قائلاً: “لن أقول سوى تعالوا وشاهدوا ما الذي يحدث في لبنان، من معالم سياحية، ومسارح، ومهرجانات، إلى ضخامة في الإنتاج الفني والثقافي. كل شيء يدعو للفخر، وإن شاء الله نستمر على هذا النهج ونصبح أفضل. لبنان يستحق، ونحن نحبه”.
وفي ما يخص حياته العاطفية، والتي لطالما كانت محط اهتمام وتساؤل لدى جمهوره، يصف عطية هذا الجانب بـ “السر المقدس”، قائلاً: “إن شاء الله، إذا كان الله قد كتب أن أكون في هذا المشروع، فأنا أحبّه كثيراً، سواء نجحت فيه أم لا، والله يدبّر في الوقت المناسب”. ويؤكد أنه يشجع الجميع على خوض تجربة الزواج “على أكمل وجه”، لكنه ليس “عريساً في القريب العاجل إلى أن يجد نصفه الآخر”.
جوزف عطية في أعياد بيروت (المكتب الإعلامي).