دور الذكاء الاصطناعيّ في دعم صحّة كبار السن ورفاهيتهم في الشارقة
تعزيز الأمان والرّفاهية الاجتماعية والعاطفية

تسعى إمارة الشّارقة عبر تقنيات الذّكاء الاصطناعي إلى تعزيز شعور كبار السن بالأمان والاطمئنان والحماية، بما يُمكّنهم من قضاء حاجيّاتهم اليومية بشكلٍ أكثر راحة واستقلالية.

وتتضمن أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ في هذا الشأن، تلك التي باتت تضعها شرطة الشّارقة تحت الخدمة، مثل: كاميرات المراقبة المنزلية الذكية المرتبطة بأجهزة تحليل البيانات؛ فتُراقب الحالة العامّة للمسنّين وتتعرّف على الوجوه والأصوات تلقائياً، وتكتشف أي أحداث أو سلوكيات خطيرة أو غير طبيعية؛ كالسقوط أو التجوّل غير المعتاد، وبناءً عليها -وعند وقوع طارئ- فإنّ بعضها يتواصل مباشرةً مع جهاز الشرطة أو الإسعاف؛ كلّ ذلك بما يضمن أمان المسنّ وسلامته داخل منزله.

وتسعى الشّارقة -خلال المستقبل القريب- إلى تطوير برامج الذكاء الاصطناعيّ التي تدعم المسنّين من النّواحي الاجتماعية والعاطفية والنفسية وتُعزّز رفاهيتهم على المدى الطويل خصوصاً عند غياب العائلة أو الأصدقاء، مثل: المنصات الاجتماعية المخصّصة للتواصل مع كبار السن بشكلٍ مستمرّ، فضلاً عن سعي الإمارة إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعيّ في إنشاء الفعاليات الترفيهية والثقافية والرياضية المُخصّصة لكبار السن، بما يتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم وميولهم.

وتُبذَل جهودٌ إضافية َلتطوير المنصات التي تدعم كلاً من جانب الحماية والأمان والجانب الاجتماعيّ عند المسنّين في الوقت نفسه، كتطبيقات المساعدة الشخصية، مثل: Google Assistant لكن مع تخصيصها للتفاعل مع كبار السن تحديداً والإجابة عن استفساراتهم المختلفة وكذلك إرسال إشعارات لأفراد العائلة أو ممن يتولّى الرّعاية عند وقوع طارئ.

تقديم الخدمات الصحّية الخاصّة بكبار السن

يُمكن لكبار السّن عبر تقنيات الذكاء الاصطناعيّ التمتّع بخدماتٍ صحّية أكثر جودة؛ سواءٌ من حيث الدقّة أو السرعة أو المتابعة؛ إذ تضمن هذه التقنيات المراقبة المستمرّة للمؤشرات الحيوية لكلّ حالة صحية على حدة، وإرسال التنبيهات المباشِرة عند ورود طارئ وبالتالي ضمان التشخيص المبكر، كذلك يُمكن من خلالها وضع الخطط العلاجية المُخصّصة والمُناسبة لكلّ حالة؛ ذلك بفضل ما يرتبط بها من تحليلٍ للبيانات الصحّية والملف الطبيّ تحليلاً شاملاً ودقيقاً، كتحليل الفحوصات والصور الطبية.

ويبحث -في هذا الصدد- قسم العلاج الطبيعيّ التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية يبحث في تطوير برامج تعتمد الذكاء الاصطناعيّ لتمكين المسنّين من أداء التمارين المطلوبة منهم بشكلٍ أكثر كفاءة وفاعلية، بما يُقلل الألم ويُسرّع عملية الشّفاء، أمّا مجمّع الشّارقة للبحوث والابتكار فيدرس تطوير أنظمة تعتمد الذكاء الاصطناعيّ يُمكن من خلالها جمع البيانات المتعلّقة بالمسنّين ثمّ تحليلها واستخدامها لتطوير وتحسين الخدمات المجتمعية المختلفة المُقدّمة لهم، بما فيها الخدمات الصحّية.

وتضع الإمارة على لائحة مهامها في تطوير الجانب الصحّيّ لكبار السن عبر الذكاء الاصطناعيّ تطوير الروبوتات المُخصّصة لرعاية كبار السن وتوسيع استخدامها؛ فتُذكّرهم بمواعيد أخذ الأدوية وتُتابع حالتهم الصحّية، وكان هذا من بين جُملة التوصيات التي قدّمها ملتقى خدمات كبار السن في دورته الثالثة عشرة لعام 2024 تحت شعار “الذكاء الاصطناعي في خدمة كبار السن”.

تدريب كبار السّن على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ

تلتزم إمارة الشّارقة بتعريف فئة كبار السن بمفهوم الذكاء الاصطناعيّ وتدريبهم على طريقة استخدام التطبيقات الذكيّة والبرامج التقنية والرّقمية المرتبطة به، وذلك بهدف تحقيق أكبر استفادةٍ ممكنة من المبادرات والمشاريع التي تُطلقها الإمارة لهم؛ والتي تعتمد فيها توظيف التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعيّ. 

وأطلقت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشّارقة في هذا السياق عام 2021 دورةً تدريبيةً تحت عنوان “الذكاء الاصطناعيّ”، استهدفت عدداً من كبار السن المنتسبين والمستفيدين من خدمات الدائرة، إلى جانب بعض الموظفين؛ بهدف تنمية مهاراتهم وقدراتهم في التعامل مع التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة.

وقد دعا ملتقى خدمات كبار السن في دورته الثالثة عشرة العام الماضي إلى أهمية التعاون بين القطاعين الحكوميّ والخاصّ لتنظيم برامج تدريبية لكبار السّن حول استخدام التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعيّ، فضلاً عن ما تضمّنه الملتقى من موضوعاتٍ أخرى تُسلّط الضوء على واقع استخدام الذكاء الاصطناعيّ كوسيلةٍ لتعزيز جودة حياة كبار السن في الشّارقة وتطوّراته المستقبلية.

ختاماً، تُسهم تقنيات الذكاء الاصطناعيّ في الشّارقة في تعزيز رفاهية كبار السن وتحسين جودة حياتهم، من خلال ما تشتمل عليه من تطبيقاتٍ وبرامج ذكية تستهدف الجوانب الصحّية والاجتماعية والعاطفية والنفسية لدى المسنّين، وتسعى الشّارقة إلى تطوير المزيد من البرامج والمشاريع ذات الصّلة ضمن إطار برنامجها في رعاية المسنّين والاهتمام بهم.

المراجع

[1] sssd.shj.ae, ملتقى كبار السن بـ”اجتماعية الشارقة” يسلط الضوء على المجتمع الرقمي لكبار المواطنين
[2] sharjah24.ae, مبادرات الشارقة النوعية جعلتها نموذج عالمي للمدن المراعية للسن
[3] sharjahevents.ae, ملتقى خدمات كبار الســــــن الثالث عشر