تشهد الدورة الحالية من مهرجان فرينج الدولي، في العاصمة الاسكتلندية إدنبرة، والمقام حالياً حتى يوم 5 أغسطس الجاري، مشاركة مسرحية سعودية لأول مرة في تاريخ المهرجان، وهي “طوق” للمخرج فهد الدوسري. 

ويأتي هذا العرض ضمن مشاركة هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية بالمهرجان، في محطة جديدة تُضاف إلى مسار الحضور الثقافي السعودي المتنامي على الساحة المسرحية الدولية.

مشاركة السعودية في هذا الحدث العالمي، من خلال مسرحية “طوق”، تؤكد التزامها المستمر بدعم الفنون، وتقديم الرؤية السعودية الثقافية الجديدة التي تجمع بين الأصالة والتطوّر، وتُبرز الطاقة الإبداعية للمواهب السعودية على أهم المنصات العالمية.

وعُرضت المسرحية في نسخة استثنائية مخصصة للجمهور الأوروبي، حيث تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، مما يتيح تواصلاً أعمق مع جمهور المهرجان المتنوع، وذلك حسبما قال المخرج فهد الدوسري في بيان صحفي. 

ورأى أن “مشاركة المملكة في إدنبرة، تؤكد أن المسرح السعودي لم يعد محلياً فقط، بل أصبح جزءاً من الحوار الفني العالمي”. 

من الرياض إلى إدنبره

وتدور أحداث المسرحية، داخل مكتب كئيب، حيث يقضي الموظفون أيامهم كأنهم على وضعية التشغيل الآلي. وفي أحد الأيام، يفقد رئيس القسم “فوزي” أعصابه فجأة، ويقف على الطاولة ليكسر الصمت بانفجار بائس، يتساءل عن جدوى هذه الحياة المتكررة. لكن لا شيء يتغير. حيث يعود الزمن إلى بدايته، وتتكرر الأحاديث نفسها، ويعود الصمت ذاته، في دورة لا نهاية لها تحاصر الجميع. 

المسرحية بطولة أحمد الذكر الله، وفاطمة الجشي، ومريم حسين، وعبد العزيز الزياني، وخالد الهويدي، وشهاب الشهاب، ويُعرض العمل ضمن برنامج “ستار” التابع لهيئة المسرح والفنون الأدائية، والهادف إلى دعم الإنتاج المسرحي المحلي وتحفيز المواهب السعودية الشابة.

يذكر أن المسرحية سبق وفازت بجائزة أفضل عرض معاصر في مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية عام 2024، كما شاركت مؤخراً في مهرجان أفينيون الفرنسي في دورته الـ79، ضمن عروض مخصصة للاحتفاء باللغة العربية.

أما مهرجان “فرينج” يُقام سنوياً خلال شهر أغسطس في العاصمة الإسكتلندية، ويُعد الأكبر من نوعه عالمياً، حيث إنه خاص بالفنون الأدائية، ويمتد لـ3 أسابيع.

وتُقام دورة هذا العام تحت شعار “Voices of the World Stage” احتفاءً بالتنوع الثقافي، ويجمع 3350 عرضاً فنياً يقدّمها ألفي فنان دولي من 256 دولة من مختلف أنحاء العالم.

ويعود تاريخ المهرجان إلى عام 1947، حين قررت 8 فرق مسرحية تقديم عروضها بشكل مستقل على هامش مهرجان إدنبرة الدولي الرسمي، مما أطلق لاحقاً مصطلح “Fringe” الذي أصبح الاسم الرسمي للمهرجان.