نجح المسرح الإماراتي في بناء تجربة نوعية حافلة بالإنجازات، لم تقتصر على المستوى المحلي، بل امتدت إلى المحافل الإقليمية والعالمية، حيث أثبتت الفرق المسرحية الإماراتية حضورها اللافت في عدد من التظاهرات الثقافية الكبرى، ما ساهم في تعزيز صورة الإمارات حاضنة للفن والإبداع.

ومن بين أبرز الفعاليات التي تحتضنها دولة الإمارات: أيام الشارقة المسرحية، ومهرجان دبي لمسرح الشباب، ومهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ومهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، ومهرجان الإمارات لمسرح الطفل.

وتحدث المخرج المسرحي المصري عصام السيد عن الحركة المسرحية بالإمارات، مؤكداً أن الإمارات تمثل نموذجاً رائداً على مستوى العالم العربي في دعم الفن المسرحي وتكريسه جزءاً أصيلاً من العملية التربوية والثقافية.

وقال السيد لـ«البيان»: «الإمارات من الدول العربية القليلة التي أدرجت المسرح في مناهجها التعليمية، وهو ما يعكس وعياً حقيقياً بأهمية المسرح في بناء الشخصية وتنمية الحس الجمالي لدى الأجيال الجديدة»، مشيراً إلى أن هذا التوجه يعكس إرادة رسمية لصناعة مستقبل ثقافي مستدام.

وأضاف: إن الهيئة العربية للمسرح، التي تتخذ من الشارقة مقراً لها، تلعب دوراً محورياً في تنشيط الحراك المسرحي العربي، من خلال تنظيم الورش والدورات، ودعم المهرجانات العربية، إلى جانب توثيق الحركة المسرحية على مستوى الوطن العربي.

وأشار المخرج المسرحي إلى أن الشارقة، على وجه الخصوص، تعد من أكثر المدن العربية احتضاناً للمهرجانات المسرحية، بما في ذلك مهرجانات مخصصة للطفل والمسرح المدرسي، وهي جهود تساهم في غرس حب المسرح في النشء منذ الصغر.

ولفت عصام إلى أن الإمارات تشهد على مدار العام تنظيم سلسلة من المهرجانات والفعاليات المسرحية التي تسهم في إثراء المشهد الثقافي، وتعزز من مشاركة الكفاءات الوطنية الشابة، إلى جانب استضافة أعمال عربية وعالمية تسهم في تبادل الخبرات وتلاقح الأفكار.

وحول التحديات، أوضح السيد أن المسرح العربي عموماً يواجه صعوبات متغيرة بحسب الظرف المحلي لكل بلد، لكنه شدد على أن الاهتمام الإماراتي الراهن يمثل بارقة أمل، ويعطي دفعة قوية ليس فقط داخل الدولة بل على مستوى العالم العربي بأسره.