من المتوقع أن تُصوَّر بعض أغاني الألبوم لاحقاً (المكتب الإعلامي لنانسي عجرم)

رغم الحملة الترويجية الضخمة التي رافقت إصدار ألبوم نانسي عجرم الجديد، يبدو أن الظروف لم تكن لصالح صاحبة “يا سلام” هذه المرة، لأسباب عدّة، أبرزها كثافة الإصدارات الغنائية التي تملأ السوق العربي حالياً، إلى جانب الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة التي تحيط في المنطقة.
طوال الأشهر الماضية، حضرت نانسي عجرم بقوة نجمةً في لبنان وخارجه. لم تهدأ وتيرتها حتى قبيل إطلاق ألبومها الحادي عشر. إلا أنها ربما لم تُوفّق حين قرّرت طرح عمل يضم 11 أغنية دفعة واحدة، في ظل حالة التشبع والاستهلاك الغنائي السائدة. وكان من الأفضل طرح عدد محدود من الأغاني، كما يفعل معظم المغنين الآن، حتى نهاية الصيف، ضمن خطة تسويقية مدروسة تحمي هذه الأعمال من الإخفاق وتراجع الاستماعات.
تزامن صدور الألبوم مع تصاعد الأوضاع الأمنية في محافظة السويداء جنوبي سورية، ما انعكس سلباً على متابعة الألبوم، خصوصاً في لبنان وسورية والعالم العربي. وبسبب ذلك، تراجعت نسب الاستماع ومشاركة الأغاني على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم محاولات فريق الفنانة الإعلامي دعم الألبوم عبر نشر فيديوهات كلمات الأغاني بديلاً للكليبات المكلفة، في ظل معلومات تشير إلى إمكانية تصوير بعض الأغاني لاحقاً بطريقة الفيديو كليب، كما حصل مع أغنية “ورانا جية”.
يضم الألبوم أربع أغانٍ باللهجة اللبنانية وسبعاً باللهجة المصرية. في لبنان، تعاونت نانسي مع سليم عساف في “انسى”، وكريم عبده في “بدي قول بحبك”، ونبيل خوري في “غيرانين”، وأدّت “على كلمي” من كلمات جيلبير أبي ناصيف وألحان ريان برجي. لكن هذه الأغاني لم تأتِ بجديد، فالتوزيع الموسيقي بدا مستهلكاً، والكلمات عادية، ما أضعف من فرص الألبوم في المنافسة والتجديد، خصوصاً مع اعتماد عجرم على موزّع واحد، هو قائد فرقتها، ما جعل الألحان تتسم بالتكرار.

مع ذلك، من المبكر إصدار حكم نهائي على الألبوم، خصوصاً إذا حققت الأغاني المصرية انتشاراً جماهيرياً. سبع أغانٍ باللهجة المصرية تعاونت فيها مع الملحنَين عزيز الشافعي ووليد سعد، فيما كتب تامر حسين ثلاثاً منها. ومن أبرز ما جاء في الألبوم أغنية “طراوة” من كلمات عليم وألحان محمد يحيى، وأغنية “سيدي يا سيدي” ألحان عطار، التي تبدو مؤهلة لتحقيق نجاح مستقبلي لما تحمله من توزيع موسيقي متجدد وكلمات مختلفة تنقل عجرم إلى مسار فني جديد، وهي بأمسّ الحاجة إليه في ظل المنافسة الشرسة على منصات الموسيقى.
من المتوقع أن تُصوَّر بعض أغاني الألبوم لاحقاً على طريقة الفيديو كليب بهدف دعم هذه الإصدارات، ومحاولة لتحقيق النجاح المرجو، لكن من الواضح أن نانسي عجرم بالغت في عدد الأغاني وأخطأت في توقيت الإصدار. رغم ذلك، تظل أجندتها الفنية مليئة بالحفلات حتى نهاية الصيف.