afp_tickers

تم نشر هذا المحتوى على

09 أغسطس 2025 – 23:23

أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت رفضه التخلي عن أراضٍ أوكرانية وضرورة إشراك بلاده في أي تسوية للحرب مع موسكو، وذلك بعيد الإعلان عن قمّة بين نظيريه الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الأسبوع المقبل.

وأتى موقف زيلينسكي بعدما ألمح ترامب الى أن التسوية المطروحة للحرب في أوكرانيا قد تشمل التنازل عن أراضٍ.

وحذّر الرئيس الأوكراني في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي من أن “أيّ قرار ضدّنا، أيّ قرار من دون أوكرانيا هو أيضا قرار ضدّ السلام. ولن يحقّق شيئا”، مشيرا إلى أن الحرب “لا يمكن أن تنهى من دوننا، من دون أوكرانيا”.

وأكّد أن “الأوكرانيين لن يتخلّوا عن أرضهم للمحتلّ”، بعدما أعلن ترامب الجمعة أنه سيلتقي بوتين في 15 آب/أغسطس في ولاية ألاسكا الأميركية في مسعى لإيجاد حلّ للنزاع في أوكرانيا.

كما دعا زيلينسكي في اتصال هاتفي السبت مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأوروبيين إلى اتخاذ “خطوات واضحة” لتحديد نهج مشترك قبل القمة. وقال بعد المحادثة “من الضروري اتخاذ تدابير واضحة، والتنسيق على أعلى مستوى بيننا وبين شركائنا”.

وقال زيلينسكي بعد اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون “من المهم حقا ألا ينجح الروس في خداع أحد مرة أخرى”، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

من جهته، أكد ماكرون أن “مستقبل أوكرانيا” لا يمكن أن يُقرر “بدون الأوكرانيين”. وكتب على منصة إكس “الأوروبيون أيضا سيكونون بالضرورة جزءا من الحل لأن أمنهم يعتمد عليه”.

وكتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على منصة اكس “يبقى دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا ثابتا بينما نواصل العمل من أجل تحقيق سلام عادل ودائم”.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على منصة إكس بعد حديثه مع زيلينسكي، “علينا أن نبقى متحدين”.

وعوضا عن عقده في بلد ثالث، وقع الخيار أن يكون اللقاء بين بوتين وترامب في ألاسكا بأقصى الشمال الغربي للقارة الأميركية والقريبة من روسيا، وهو إقليم منحته روسيا للولايات المتحدة في نهاية القرن التاسع عشر.

ولا تعترف واشنطن بالمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي على خلفية اتهامات تتصل بالغزو.

وما انفكّ زيليسنيكي يطالب بإشراكه في محادثات من هذا المستوى مخصصة للبحث في إيجاد حلّ للحرب في بلاده.

وبحسب ترامب، تشتمل التسوية على تنازل عن أراضٍ. وهو قال قبل الإعلان عن اجتماعه المرتقب ببوتين إنه سيكون هناك “بعض من تبادل الأراضي لصالح الطرفين” الروسي والأوكراني، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال على هامش توقيع اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان “نتكلّم عن أراضٍ تستعر فيها المعارك منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة… والأمر معقّد”.

– تباين –

أجرى ترامب الذي تعهّد في أكثر من مناسبة بوضع حدّ للنزاع في أوكرانيا، مكالمات هاتفية عدة مع بوتين، لكنه لم يجتمع به بعد منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير.

وستكون قمة ألاسكا الأولى بين رئيسين أميركي وروسي منذ لقاء جو بايدن وبوتين في جنيف في حزيران/يونيو 2021.

وآخر لقاء جمع ترامب وبوتين كان عام 2019 خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان إبان ولاية ترامب الأولى.

ولم يزر بوتين الولايات المتحدة منذ 2015 عندما كان باراك أوباما رئيسا.

وأعلن الكرملين السبت أنه وجه دعوة لترامب لزيارة روسيا بعد قمة الجمعة.

أودت الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 بحياة عشرات الآلاف على أقل تقدير في كلا الجانبين، وتسّببت بدمار كبير.

لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك، ما زال التباين سيّد الموقف بين المطالب الأوكرانية وتلك الروسية. وتُتّهم روسيا بعرقلة المفاوضات من خلال الإبقاء على سقف مطالبها العالي، فيما تتقدّم قوّاتها ميدانيا.

وفي مسعى إلى تحريك عجلة الأمور، توجّه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الأربعاء إلى الكرملين حيث استقبله الرئيس الروسي، ما سمح بتسريع الجهود الدبلوماسية.

لكن ما زالت مواقف كييف وموسكو شديدة التباين.

ولم تفضِ الجولة الأخيرة من المباحثات المباشرة بين الطرفين في تموز/يوليو في إسطنبول سوى إلى صفقة جديدة لتبادل أسرى الحرب ورفات الجنود.

– تقدم روسي –

ميدانيا، يواصل الجيش الروسي قصفه الجويّ الكثيف وهجماته البرّية على خطوط القتال حيث يتفوّق على القوّات الأوكرانية عديدا وعدة.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن قواتها سيطرت على بلدة يابلونيفكا في منطقة دونيتسك (شرق) حيث تدور أشرس المعارك. 

وباتت القوات الروسية التي عززت مكاسبها في الأشهر الأخيرة تهدد حاليا معقلين أوكرانيين رئيسيين في دونباس، هما كوبيانسك وكوستيانتينيفكا، بالإضافة إلى بلدة بوكروفسك التي تمثل مركزا لوجستيا رئيسيا لقوات كييف وتقع إلى الشمال منهما. 

وفي منطقة دونيتسك، قُتل أربعة أشخاص في القصف الروسي، واثنان آخران في منطقة خيرسون في الجنوب، وفق السلطات المحلية. كما أسفرت هذه الهجمات عن إصابة نحو عشرين آخرين. 

وفي مواجهة التقدم الروسي، نفذت أوكرانيا عمليات إجلاء جديدة للعائلات التي لديها أطفال في الشرق مساء الجمعة في نحو عشرين بلدة، في أعقاب عملية مماثلة في نهاية تموز/يوليو.

تطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014.

وبالإضافة إلى ذلك، تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوّات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها. 

وتجاهلت موسكو دعوات كييف والعواصم الأوروبية الحليفة المتكرّرة إلى وقف لإطلاق النار مدّته 30 يوما.

بور-ديف/م ن-ص ك-ح س-سام/ح س