11:34 م


السبت 16 أغسطس 2025

كتب ـ رمضان يونس:

قبل مغيب شمس اليوم السبت، كانت أزقة حي بولاق أبو العلا بالقاهرة، على موعد مع مأساة مفاجأة. شرارة نار اندلعت من مخزن “خردة”، وكادت أن تلتهم عشرات المخازن المكتظة بالبضائع، لولا سرعة تحرك قوات الدفاع المدني بالقاهرة التي تمكنت من احتواء المشهد وإنقاذ الحواري من جحيم محقق.

في درب “الشيخ فراج” الذي لا يهدأ من ضجيج الباعة، توقفت الحياة لدقائق أمام ألسنة اللهب التي اشتعلت على حين غرة. أصيب الأهالي بالذهول، وتركوا شققهم خشية امتداد النيران إليها، بينما تسابق أصحاب المحال والورش مع الزمن لإنقاذ بضائعهم قبل أن تلتهمها النار، وسط صرخات النساء وهرولة الأطفال. هكذا بدا المشهد في قلب الحي الشعبي.

حريق أبو العلا (5)

منذ اللحظة الأولى للحريق الذي بدأ في مخزن “خردة”، حاول الأهالي مواجهته: الناس لما شافت النار كل ساب البيوت ونزل الشارع”، يقول أحد السكان. لكن كثافة الدخان وشدة اللهب، ونقص طفايات الحريق والمياه، حالت دون السيطرة عليه.

ضيق الحواري شكّل عقبة أمام وصول سيارات الإطفاء إلى موقع الحريق. تصاعد الدخان الكثيف من مخزن “البيكيا”، واشتد حصار النيران للأهالي، وسرعان ما امتدت ألسنة اللهب إلى الطوابق العليا في العقار المجاور “كل الناس جريت لما سمعت صوت انفجار أنبوبة في العمارة”، يروي أحد الأهالي، مشيرًا إلى أن المخزن كان يحتوي على مواد شديدة الاشتعال، ما أدى إلى تدميره بالكامل وتحوله إلى رماد.

غطى دخان الحريق شوارع وسط البلد، ما استدعى متابعة ميدانية من اللواء طارق راشد، مدير أمن القاهرة، وقيادات الأمن، خاصة أن المنطقة تضم عشرات المخازن التجارية. وتم تقديم كل سبل الدعم لقوات الحماية المدنية في مواجهة ألسنة اللهب التي اندلعت بشكل مفاجئ.

بطولة امتدت لنحو 60 دقيقة، سطرها رجال الدفاع المدني بالقاهرة، انتهت بإخماد النيران التي طالت أربعة طوابق وألحقت خسائر جسيمة بعدد من الشقق السكنية والعقارات المجاورة، فضلًا عن المخزن الذي تحول إلى ركام.

يتسلبتيبسسيبلس

في الأثناء، فرضت قوات الشرطة كردونًا أمنيًا حول موقع الحريق، لحين انتهاء معاينة النيابة العامة وفريق البحث الجنائي لكشف ملابساته وحصر حجم الخسائر، والتأكد مما إذا كانت هناك شبهة جنائية وراء اندلاعه.

لم يسفر الحادث عن أي وفيات أو إصابات مباشرة، باستثناء حالتي اختناق بين رجال الحماية المدنية، وقدمت لهما الإسعافات الأولية بمكان الحادث، فيما بقيت سيارات الإطفاء متمركزة تحسبًا لأي طارئ.