afp_tickers

    تم نشر هذا المحتوى على

    22 أغسطس 2025 – 19:51

    استبعدت روسيا الجمعة عقد اجتماع قريبا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في ظل تصاعد التوتر الدبلوماسي مع واشنطن وتعثر جهود الوساطة الأميركية.

    وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “لا خطة لعقد لقاء” بين الرئيسين، في يوم زار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته كييف لمناقشة ملفات أبرزها الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا. 

    وبعدما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن مطلع الأسبوع أن بوتين وزيلينسكي اللذين التقى كلا منهما على حدة في الآونة الأخيرة، موافقين على مقترح عقد قمة بينهما، عاد وشبّههما الجمعة بـ”الزيت والماء”، مؤكدا أن جمعهما في لقاء مشترك بالغ الصعوبة.

    وأضاف في تصريحات للصحافيين في واشنطن إن الزعيمين “لا يتفقان كثيرا لأسباب جلية”.

    وأضعف لافروف الآمال في إجراء محادثات مباشرة بين بوتين وزيلينسكي لحل النزاع الذي دخل عامه الرابع، من خلال التشكيك في شرعية الرئيس الأوكراني وتكرار مطالب الكرملين المتشددة.

    وقال وزير الخارجية الروسي في مقابلة بثتها شبكة إن بي سي الأميركية إن بوتين “مستعد للقاء زيلينسكي” بمجرد إعداد جدول الأعمال لقمة تجمعهما، مضيفا أن الأخير “غير جاهز على الإطلاق”.

    في كييف، قال زيلينسكي متحدثا إلى جانب روته إن أوكرانيا “ليس لديها اتفاقيات مع الروس”، مشيرا إلى أن بلاده اتفقت فقط مع ترامب بشأن كيفية المضي قدما في المساعي الدبلوماسية.

    وكان الرئيس الأوكراني اتهم روسيا الخميس “بمحاولة التنصل من عقد اجتماع”، مضيفا أن موسكو تريد مواصلة الهجوم.

    – “طريق إلى المجهول” –

    تصدّرت مسألة الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب. 

    وقال ترامب في وقت سابق إن روسيا وافقت على بعض الضمانات الأمنية الغربية لكييف.

    لكن موسكو أبدت في وقت لاحق شكوكها بشأن أي ترتيب من هذا القبيل، وقال لافروف الأربعاء إن مناقشة هذه الترتيبات بدون روسيا “أمر خيالي، وطريق إلى المجهول”.

    وقال زيلينسكي الذي يريد وجود قوات أجنبية في أوكرانيا لردع الهجمات الروسية في المستقبل، “عندما تثير روسيا قضية الضمانات الأمنية، فأنا بصراحة لا أعرف بعد من يهددها”.

    وقد أكد الكرملين منذ أمد أنه لن يقبل ذلك أبدا، مشيرا إلى طموحات أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو كأحد ذرائع الهجوم عليها.

    وقال لافروف لشبكة إن بي سي “هناك العديد من المبادئ التي تعتقد واشنطن أنه يجب قبولها، بما في ذلك عدم الانضمام إلى الناتو، ومناقشة قضايا الأراضي، وقال زيلينسكي لا لكل شيء”.

    خلال زيارته إلى كييف، حيث دوت صفارات الإنذار الجوي في أنحاء العاصمة، قال روته إن هناك حاجة إلى ضمانات أمنية لضمان “التزام روسيا بأي اتفاق وعدم محاولتها بعد الآن الاستيلاء على كيلومتر مربع واحد من أراضي أوكرانيا”.

    وقعت موسكو مذكرة بودابست في عام 1994، وهي تهدف إلى ضمان أمن أوكرانيا وبيلاروس وكازاخستان مقابل تخلي الدول الثلاث عن العديد من الأسلحة النووية العائدة إلى الحقبة السوفياتية.

    لكن روسيا انتهكت هذه المذكرة أولا عندما ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014، ثم عندما بدأت هجوما واسع النطاق على أوكرانيا في عام 2022 والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الناس وإجبار الملايين على الفرار من ديارهم.

    بور/ح س/كام