قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، الأحد، إن روسيا قدمت “تنازلات كبيرة” في سبيل إنهاء حربها مع أوكرانيا عبر التفاوض، معبراً عن ثقته في إحراز تقدم نحو إنهاء الصراع.
وأضاف دي فانس في مقابلة مع برنامج Meet the Press على قناة NBC News أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم عدداً من التنازلات منها أن أوكرانيا ستحصل على ضمانات أمنية تحميها من أي عدوان روسي في المستقبل.
ومضى دي فانس قائلاً: “أعتقد أن الروس قدموا تنازلات كبيرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. لقد أبدوا استعداداً للمرونة في بعض مطالبهم الأساسية، وتحدثوا عما يلزم لإنهاء الحرب”.
وتابع: “أدركوا أنهم لن يكونوا قادرين على تنصيب نظام دمية في كييف. كان هذا بالطبع مطلباً رئيسياً في البداية. والأهم من ذلك، أقروا بأنه سيكون هناك بعض الضمانات الأمنية لسلامة أراضي أوكرانيا”.
وتطرَّق أيضاً إلى الهجوم الصاروخي الروسي غرب أوكرانيا، ليلة الخميس، الذي أصاب مصنعاً للإلكترونيات مملوكاً لشركة أميركية، وعندما سألته المذيعة كريستين ويلكر، عما إذا كان “غاضباً” من الهجوم الذي قالت الشركة إنه “أدى إلى إصابة عدد من العمال”، وجَّه فانس انتقاداً إلى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وعلَّق على الهجوم قائلاً: “هذه حرب، ولهذا السبب نريد وقفها، لقد ارتكب الروس الكثير من الأمور التي لا نحبها، ما تسبب في سقوط الكثير من المدنيين”.
وأوضح: “بذل ترمب جهوداً كبيرة للضغط على الروس وفرَض عليهم عقوبات اقتصادية، أكثر مما بذله جو بايدن على مدار 3 سنوات ونصف، عندما لم يفعل شيئاً سوى الكلام، ولم يفعل شيئاً لوقف القتل”، مذكّراً بأن ما يغضبه حالياً هو “استمرار الحرب”.
“اتفاق سلام”
وجدد ترمب، الجمعة، تهديده بفرض عقوبات على روسيا إذا لم يتم إحراز تقدم نحو تسوية سلمية في أوكرانيا خلال أسبوعين مبدياً بذلك إحباطه من موسكو بعد أسبوع من اجتماعه مع بوتين في ألاسكا.
وقال ترمب للصحافيين إنه “غير سعيد بالضربات على غرب أوكرانيا”، مشيراً إلى أن “أي اتفاق سلام مرتقب بين البلدين، قد يتم التوصل إليه خلال أسابيع”.
وأضاف: “أعتقد أنه خلال الأسبوعين المقبلين، سوف نكتشف إلى أي اتجاه ستسير الأمور”. وعما إذا كانت هناك عوائق طويلة الأمد أمام تحقيق السلام، قال: “لا يزال هناك مجال كبير للتفاوض”.
فيما قال دي فانس إنه سيتم النظر في العقوبات على أساس كل حالة على حدة، وأقرَّ بأن فرْض عقوبات جديدة على روسيا لن يدفعها على الأرجح إلى الموافقة على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
وبيَّن: “سننجح في نهاية الأمر، وإذا واجهنا عقبة، فسنواصل عملية التفاوض، هذه هي الدبلوماسية النشطة التي ستنهي هذه الحرب”.
وعن حجم الضغوط الحالية على روسيا في حال لم تفرض الولايات المتحدة “عقوبات جديدة”، ومدى إمكانية إقناعهم بالجلوس على طاولة المفاوضات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رد فانس قائلاً إن “ترمب طبَّق ضغطاً اقتصادياً بطريقة مغايرة مثل الرسوم الجمركية على الهند، في محاولة لجعل من الصعب على الروس جنْي الأرباح عبر النفط”.
كما تطرق إلى مسألة إرسال قوات دولية إلى أوكرانيا، قائلاً إن واشنطن لن ترسل قوات أميركية إلى هناك.
وأكد دي فانس: “لقد كان الرئيس واضحاً تماماً، لن تكون هناك قوات برية في أوكرانيا، لكننا سنواصل القيام بدور فاعل في محاولة ضمان حصول الأوكرانيين على الضمانات الأمنية والثقة التي يحتاجونها لوقف الحرب من جانبهم، وشعور الروس بقدرتهم على إنهاء الحرب من جانبهم”.
اجتماع بين بوتين وزيلينسكي
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال في تصريحات للشبكة، الجمعة، إنه لم يتم جدولة أي اجتماعات بين بوتين وزيلينسكي، ما أثار المزيد من الشكوك حول قدرة ترمب على التوسط في الصراع.
وأشار إلى أن “القضايا الرئيسية، بما في ذلك الضمانات الأمنية لأوكرانيا والنزاعات الإقليمية، لا تزال دون حل”.
وفي المقابلة، ذكر دي فانس أن “ترمب كثّف جهوده للتفاوض على حل دبلوماسي؛ لأن هذه الحرب لا تصب في مصلحة أحد، وليست في مصلحة أوروبا ولا الولايات المتحدة”.
ورغم إقرار دي فانس ببعض العقبات التي ظهرت منذ اجتماع ترمب مع بوتين في ألاسكا في 15 أغسطس الجاري، أعرب عن تفاؤله بأن “المثابرة سوف تؤدي إلى نتائج”، مشيراً إلى أن “المفاوضات متعثرة، نشعر أحياناً أننا أحرزنا تقدماً كبيراً مع الروس، وأحياناً أخرى، نشعر بإحباط شديد تجاههم كما قال الرئيس”.
وأكمل حديثه قائلاً: “سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإنهاء هذه الأزمة، لا أعتقد أن ذلك سيحدث بين عشية وضحاها، أعتقد أننا سنواصل إحراز التقدم، وفي النهاية، سيتوقف القتل، وسيتوقف ذلك على قدرة الروس والأوكرانيين على إيجاد حل وسط”.
ورفض بوتين الدعوات التي تنادي بضرورة وقف إطلاق النار، بما في ذلك التي جاءت من قِبَل ترمب قبل لقائهما الأخير.
وفي إطار الخلافات حول مدى مشاركة روسيا في وضع ضمانات أمنية لأوكرانيا، أكد دي فانس أن “هناك بعض التناقض في وجهات النظر في هذا الشأن”.
وأردف بالقول: “أولًا، لن نتحدث عن الضمانات الأمنية إلا بعد انتهاء الحرب، وبالطبع، سيكون الروس جزءاً من الحوار حول إنهاء تلك الحرب، لذا، بالطبع، سيكون لهم مصلحة في هذا الأمر”.