يمثل الإعلان عن تشكيل “المجلس السياسي لغرب ووسط سوريا” منعطفاً مهماً في منطقة الساحل السوري، التي تشهد منذ أشهر تحركاً سياسياً بدا معظمه خارج الأضواء، واتسم بطابعة الفردي، إذ كانت عدة شخصيات هي التي تعلن مواقف باسم الساحل، وبعضها شخصيات مثيرة للجدل، لا تحظى بتوافق.
المجلس الذي أعلن عن نفسه، مساء اليوم، في بيان نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، يشكل أول “كيان سياسي” في الساحل بعد سقوط النظام، وهو بذلك يسعى ليكون ممثلاً سياسياً جامعاً.
أخبار ذات علاقة
سياسيون بنظام الأسد يتنافسون للعودة إلى الساحل السوري.. من هم؟
وحول الدور الذي يمكن أن يؤديه المجلس، والقوى التي تدعمه في ذلك، قال مصدر مطلع على حيثيات مرحلة ما قبل الإعلان عن تأسيس المجلس، لـ”إرم نيوز”، إن أحد أبرز أهداف المجلس هو أن يكون ممثلاً سياسياً لمنطقة الساحل السوري، التي تضم غالبية من العلويين الذين تعرضوا لجرائم وانتهاكات منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ووصول مجموعات متطرفة إلى السلطة، خاصة الجرائم التي شهدها الساحل خلال الفترة التي أعقبت 6 مارس الماضي.
وأوضح المصدر أن تلك الجرائم دفعت كثيرين في الساحل إلى المطالبة باستقلال القرار، تتراوح بين حكم ذاتي، والانفصال التام، إلا أن العقبة كانت وما زالت تتمثل في عدم وجود قوى محلية داخلية تعبّر عن غالبية أهالي الساحل، وكذلك عدم وجود قوى دولية فاعلة تدعم تلك التحركات، وتتذرع بشكل مستمر بعدم وجود ممثل سياسي للساحل.
ويشير إلى أن “تشكيل المجلس يزيل تلك الحجة”، وأنه من غير المنطقي أن تنطلق حركة كتلك دون أن يكون هناك نوع من التنسيق أو الحوار مع دول صاحبة قرار.
أخبار ذات علاقة
حذر من “تطورات كبيرة”.. رامي مخلوف يطالب أهالي الساحل السوري بـ”عدم التحرك”
هل ستعترف تلك الدول بالمجلس؟
أجاب المصدر بأن المؤسسين كانوا يسعون خلال الفترة الماضية للتواصل مع المنظمات الدولية وعدد من الدول لبلورة موقف دولي داعم لمطالب الساحل، ويرجح أن التواصل سيبقى مستمراً اليوم، لكن ضمن إطار مؤسسي، وهيئة ستكون ممثلة للساحل، وأعرب عن اعتقاده بأن يحظى المجلس باعتراف من الدول المؤثرة وصاحبة القرار في سوريا.
وكان “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر” استبق نشر البيان التأسيسي للمجلس ببيان أعلن فيه أنه “منفتح على كل جهد صادق”.
وأوضح المجلس الإسلامي أن “الجهة المخوّلة بالتمثيل السياسي والتواصل الرسمي باسم المجلس هي مكتب التنسيق والعلاقات العامة، باعتباره صوت المجلس وواجهته الشرعية والسياسية أمام الجميع”.
وأضاف المجلس الإسلامي: “إننا نرى في كل اختلاف فرصةً لتأكيد وعينا الجماعي، فالأصل واحد والمرجعية واضحة، والهدف واحد، فالقوة الحقيقية تأتي من وحدة الصف، وصلابة الموقف، وإرادة الناس وخيارهم الحر”.
وهو ما علق عليه المصدر بالقول إن هذا البيان يُعد خطوة جيدة؛ إذ إنه يزيل أي التباس حول علاقة المجلس السياسي بالمجلس الإسلامي، وهذه مسألة مهمة؛ إذ إن الأهداف لا تنحصر بطائفة معينة، بل هي تتعلق بمنطقة الساحل السوري كتكوين سياسي لا طائفي.