ترافق الانسداد السياسي مع الغاء جولة جنوبية للموفد الاميركي توم براك، حيث توجَّه الى الجنوب صباحاً في جولة جنوب الليطاني تقوده الى الحدود بين لبنان واسرائيل بين صور والناقورة والبياضة ومدينة الخيام، «لرؤية المكان الذي يمكن ان تقام فيه المنطقة الاقتصادية باسم الرئيس ترامب»،حسبما ذكرت «اللواء» في عددها امس.

    ووصل براك الى ثكنة فرنسوا الحاج في مرجعيون على متن طوافة عسكرية وإنتشر الجيش اللبناني في المنطقة وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام لمواكبة زيارته الى المنطقة، وسط الدعوات من اهالي القرى الجنوبية للتظاهر احتجاجاً على الزيارة. 

    وفعلا نفّذ عدد الاهالي في مدينة صور ومن بلدة الخيام تجمعات احتجاجية، رفعوا خلالها صور شهدائهم واعلام حزب الله ولافتات ضد اميركا وسط اناشيد المقاومة، رفضاً لزيارة براك إلى المنطقة، معبّرين عن «استنكارهم للسياسات المنحازة للولايات المتحدة». وتحت وطاة الاحتجاجات الشعبية الغى براك زيارته الى الخيام ومدينة صور وجوارها.

    وفي التفاصيل، فإن بلدية صور تبلّغت رسمياً بإلغاء زيارة براك التي كانت مقررة ظهرا. وبحسب المعلومات، بعد انتظار لنحو ساعتين في ثكنة مرجعيون لاستطلاع الظروف الأمنية، قرر براك قطع زيارته الى الجنوب وعدم استكمالها نحو الخيام وصور واستقل الطائرة المروحية عائدا الى بيروت.

    ودفع هذا التحرك الشعبي الى التساؤل عن امكانية تنفيذ الكلام الاميركي عن اقامة منطقة اقتصادية خالية من السكان في قرى الحدود الجنوبية، او الدفع نحو استبدال قوات اليونيفيل اذا تم انهاء مهمتها بعد التجديد لها سنة بقوات عسكرية دولية مشتركة بقيادة اميركية؟.