يواصل معرض «أبوظبي الدولي للصيد والفروسية» في دورته الـ22 جذب عشاق الفن والتراث، حيث شهد تفاعلاً مميزاً من الفنانين المشاركين، كل بطريقته الخاصة، من خلال لوحات تعكس جمالية التراث الإماراتي وممارساته الأصيلة.
وتنوعت الأعمال بين تناول مشاهد الصيد والفروسية، وأخرى استلهمت عناصر من البيئة المحلية، بينما ذهب بعض الفنانين إلى استخدام أساليب حديثة مثل التجريد والرمزية والانطباعية، لتخاطب الأعمال المعروضة مختلف الأذواق والميول الفنية لدى الزوار.
وأكد الفنان الإماراتي محمد الأستاد، أحد المشاركين الدائمين منذ انطلاقة المعرض في عام 2003، أن الحدث يمثل نافذة عالمية لإبراز المواهب الوطنية، وقال: «أشارك هذا العام بأعمال من محمد الأستاد غاليري، من منطلق المسؤولية المجتمعية الفنية والثقافية في دعم الفنانين الإماراتيين الناشئين.
كل معرض هو بمثابة تواصل اجتماعي، والفنان عندما يرى نفسه بين مجموعة من الفنانين يبدأ برسم خريطة فنية لنفسه، ويقيم تجربته مقارنة بغيره، ما يساعده على استشراف مستقبله الفني».
وحول طبيعة أعماله، أوضح الأستاد: «يقدم المعرض قاعدة فنية مهمة، وقد عرضت مجموعة من الأعمال الواقعية التي تناولت مفردات ومناظر تراثية، مثل أشجار القرم، كما قدمت لوحات لا تتناول التراث بهدف تنويع الذائقة الفنية لدى الجمهور، وتوسيع رؤيته عبر أساليب مختلفة إلى جانب الواقعية».
أما الفنان الإماراتي طلال صالح، فقد قدم مجموعة أعمال تحت عنوان «تحت ضوء الذاكرة»، تناول فيها تجاربه الشخصية بلغة فنية تمزج بين الواقعية والسريالية، معتمداً على توظيف الضوء، والفراغ، والزاوية، واللون.
وقال: «تعمدت إيجاد مشاهد هجينة تتيح للمشاهد فرصة التحليل والتأمل، وقد استخدمت أكثر من برنامج رقمي في عملي على الصور التي التقطتها من مختلف إمارات الدولة ومن خارجها، لأن لكل برنامج وظيفة بصرية تخدم الفكرة، ولكل صورة قصة وذكريات، وضوء الذاكرة لا يُرى بالعين المجردة، لكنه حاضر في العمل».
كريستالات الظل
وقدمت الفنانة التشكيلية ماجدة الجراح مشاركتها الثانية في المعرض من خلال تجربة فنية مبتكرة، اعتمدت فيها على تشكيل الظل باستخدام أحجار الكريستال بأحجام مختلفة، على مساحات بيضاء تعكس الظلال بشكل فني معبر.
وأشارت إلى أن كل لوحة تستغرق نحو شهر ونصف من العمل المتواصل، وقالت: «اخترت ثيمتي اللونين الذهبي والأبيض، واشتغلت في هذه الدورة على لوحات تمثل المها العربي، بأسلوب فني مرهق، لكنه ممتع».
واقعية بريطانية
ومن بريطانيا، سجلت الفنانة لوسيندا هولاند مشاركتها الأولى في المعرض، مقدمة أعمالاً واقعية تمثل الحياة البرية، وقالت: «اشتهرت برسم البورتريهات الواقعية للإبل والطيور، محاولة إبراز جوهرها ومشاعرها وتفاصيلها الدقيقة».
وأضافت أنها تعمل كذلك على جداريات ضخمة بالحجم الكامل تمثل الحيوانات، إلى جانب الأعمال الصغيرة والمتوسطة المعروضة في جناحها، مشيرة إلى سعادتها بالمشاركة في حدث بهذا الحجم والاهتمام.