مثلت الأراضي موضع نزاع وتراشق بين روسيا وأوكرانيا؛ ففيما اشترطت موسكو اعترافاً دولياً بما قضمت من مناطق لضمان سلام دائم، ردت غريمتها بعدم جدية الروس في دخول مفاوضات جدية وأن الوقت قد حان لعقوبات قاسية جديدة، بينما أظهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يأساً وخيبة أمل من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، مبدياً تبرمه من «حرب بلا معنى».
وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده تسعى إلى اعتراف دولي بالمناطق الأوكرانية التي ضمتها كجزء من أراضيها، وذلك لضمان سلام دائم.
وقال لافروف في مقابلة نشرت على موقع وزارة الخارجية الروسية: «لكي يكون السلام دائماً يجب الاعتراف بالواقع الجديد على الأرض، وإضفاء الطابع الرسمي عليه وفقاً للقانون الدولي».
وعلى الفور رد نظيره الأوكراني، أندريه سيبيغا، قائلاً: «سلسلة جديدة من الإنذارات القديمة.. لم تغير روسيا أهدافها، ولا تبدي أي استعداد للدخول في مفاوضات جدية.. هذا يثبت أن شهية الروس تزداد عندما لا تخضع للضغوط والقوة.. حان الوقت لضرب آلة الحرب الروسية بعقوبات قاسية جديدة».
إلى ذلك، قال الكرملين إنه ينبغي تجاهل آراء المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، بشأن محادثات السلام الأوكرانية بعد أن أدلى بما وصفته موسكو بسلسلة من التصريحات غير الملائمة عن الرئيس بوتين.
وصرح الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رداً على سؤال حول اقتراح ميرتس بأن تكون جنيف مكاناً لمحادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا: «أدلى ميرتس بالكثير من التصريحات غير الملائمة، لذلك من الصعب أخذ رأيه في الاعتبار في الوقت الراهن».
من جهته، تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مواصلة القتال في أوكرانيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع كييف، مؤكداً في الوقت ذاته أن قوات موسكو تتقدم على كامل خط الجبهة.
وأعرب بوتين عن استعداده لعقد محادثات مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إذا جاء إلى موسكو، لكنه أضاف أنه ليس من الواضح ما إذا كان هذا الاجتماع سيكون مجدياً.
خيبة أمل
بدوره، أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مقابلة إذاعية، عن شعوره بخيبة أمل كبيرة تجاه نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بعد فشل لقائهما في ألاسكا في تحقيق تقدم ملموس بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ورداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالخيانة من تعامل بوتين، قال ترامب لبرنامج سكوت جينينغز الإذاعي: «كانت بيننا علاقة رائعة، أشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه الرئيس بوتين، آلاف الأشخاص يموتون، إنها حرب لا معنى لها».
وحذر ترامب مما أسماها عواقب حال فشل بوتين وزيلينسكي في الاتفاق على لقاء لإنهاء الحرب، مضيفاً: «لقد عرفت أشياء ستكون مثيرة جداً للاهتمام، وأعتقد أنكم ستعرفون ما هي في الأيام المقبلة».
اتفاق وشيك
على صعيد متصل، كشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، أن «تحالف الراغبين» سيتوصل قريباً إلى اتفاق بشأن مفهوم الضمانات الأمنية لكييف.
وقال روته بعد اجتماع مع الرئيس الإستوني، آلار كاريس، في بروكسل، إنه يتوقع اتضاح ما يمكن تقديمه بشكل جماعي خلال ساعات، مضيفاً: «يعني ذلك أننا يمكننا التعاون بفاعلية أكبر، مع الجانب الأمريكي أيضاً».
هجوم روسي
ميدانياً، أطلقت روسيا أكثر من 500 طائرة مسيرة و24 صاروخاً على أوكرانيا خلال الليل، وفق ما قالت السلطات، أمس. وقال الرئيس زيلينسكي: «إن الهجمات الروسية استهدفت البنية التحتية المدنية، خصوصاً منشآت الطاقة، وذلك مع اقتراب فصل الشتاء».
وكتب زيلينسكي عبر منصة «إكس»: «هجوم كبير آخر، إنها هجمات استعراضية، عشرات المباني السكنية تضررت.. بوتين يتباهى بحصانته»، مناشداً بفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا.
وقال زيلينسكي عبر منصة «تيليغرام»، إنه يتوقع حصول أوكرانيا على تعزيز ملموس من قمة الدول الثماني بشمال أوروبا – البلطيق المنعقدة في الدنمارك.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن الهجمات استهدفت بصورة أساسية غرب ووسط أوكرانيا، وأسفرت عن إصابة ما لا يقل عن 5 أشخاص، مشيرة إلى اعتراض نحو 430 طائرة مسيرة و21 من بين 24 صاروخ كروز.
كما قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن قواتها سيطرت على نحو نصف مدينة كوبيانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية، ونشرت الوزارة لقطات مصورة التقطت بواسطة طائرة مسيرة، يظهر فيها جندي يحمل العلم الروسي أثناء وقوفه على أحد الطرق.