حقق عمرو دياب في بيروت نجاحًا كبيراً لجهة الجمهور(فرانس برس)

تبقى الأرقام الحكم الأول والأخير في المعادلة الفنية العربية، وهكذا يمكننا تلخيص نتائج فصل الصيف لهذا العام، سواء على مستوى الحفلات التي أقامها المغنون، أو الألبومات التي صدرت لهم. في هذا السياق، تمكن الفنان فضل شاكر من تحقيق أعلى نسب متابعة واستماع لأغانيه التي بدأ إصدارها منذ مايو/أيار الماضي، متفوقاً على معظم الإصدارات الأخرى، في وقتٍ أطلق فيه عمرو دياب ألبومه “ابتدينا”، محققّاً نسبة استماع جيدة. وبذلك، بدأت التقييمات تُسجل لصالح فضل شاكر، معتبرةً أن خروجه الرمزي من مخيم عين الحلوة شكّل “انتصاراً” له على زملائه الذين لم تحقّق أعمالهم أرقاماً مماثلة. فقد حصدت أغنية “أحلى رسمة” (كلمات وألحان جمانة جمال) أكثر من 140مليون مشاهدة، إلى جانب “كيفك ع فراقي” التي جمعت فضل بابنه محمد شاكر، وأغنيته الأخيرة “صحاك الشوق” التي سجلت عشرة ملايين مشاهدة خلال أسبوع على “يوتيوب”.

واجهت “صحاك الشوق” بعض الانتقادات، فاعتبر عدد من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي أن لحن الأغنية مستوحى جزئياً من أعمال قديمة، مثل “ياهلا بالضيف” للفنانة سميرة توفيق (ألحان الراحل فيلمون وهبي)، و”صاير كذاب” من ألحان الراحل ملحم بركات.
في المقابل، تستمر أغاني عمرو دياب من ألبوم “ابتدينا” بالصعود على سلم الأرقام، إذ تجاوزت أغنية “خطفوني” (ألحان عمرو مصطفى) وقد شاركت فيها ابنة دياب جنى، 40 مليون مشاهدة خلال أقل من شهرين. وقد اعتُبر حفله الأخير في بيروت الأضخم، ما يثبت نجاح الألبوم الجديد الذي حفظه الجمهور وردده أغانيه مع دياب على امتداد الحفل.
أما وائل كفوري، فرغم تراجع أصداء أغانيه الصيفية، التي تميزت بجودة التوزيع والأداء، إلا أن حفله في بيروت كان ناجحاً، بحضور فاق خمسة آلاف شخص، مؤكّداً مرة أخرى مكانته نجمَ شباك بفضل صوته وأدائه.

نجوى كرم، التي غابت هذا الصيف عن جمهور لبنان، حققت نجاحاً لافتاً في مهرجان قرطاج الدولي، إذ تفاعل الجمهور التونسي مع أغانيها القديمة. لكن يبدو أن ألبومها الأخير لم يأخذ حقه، وسط اتهامات بضعف تسويق شركة روتانا المسؤولة عن توزيعه. غير أن هذا التبرير يبدو غير كافٍ، خصوصاً عند مقارنة نجاح أغاني كرم بتلك التي أصدرها فضل شاكر من دون دعم ترويجي، أو حتى بأعمال نوال الزغبي التي أعادت بريقها عبر أغانٍ صيغت بعناية بين القاهرة وبيروت.

بدورها، حققت أصالة نصري نجاحاً متواضعاً في ألبومها “ضريبة البعد”، إلا أن حفلاتها في عمان وبيروت أثبتت حضورها القوي. فقد حضر حفلها في بيروت قرابة أربعة آلاف شخص، رغم أن الجمهور فضّل سماع أغانيها القديمة، التي أدّتها بناء على رغباتهم.
أما اللبناني المغني آدم، فكان مفاجأة الموسم، إذ جذب أكثر من أربعة آلاف شخص في حفله ضمن فعاليات “أعياد بيروت”، كما لاقى حضوراً لافتاً في مهرجان قرطاج. الجمهور تفاعل معه طالباً منه العودة مراراً إلى المسرح بعد انتهاء الحفل. يواصل آدم إصدار أغانيه منفردةً، من دون الحاجة إلى شركة إنتاج أو خطة تسويق، فالجمهور بات يروّج له تلقائياً ويحفظ أعماله عن ظهر قلب.