Published On 9/9/20259/9/2025
|
آخر تحديث: 19:28 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:28 (توقيت مكة)
أثار تصريح الفنان السوري سلوم حداد بشأن أداء بعض الممثلين المصريين للغة العربية الفصحى جدلا واسعا في الأوساط الفنية والثقافية، مما دفعه لاحقا إلى تقديم اعتذار رسمي إلى نقابة المهن التمثيلية في مصر.
وأوضح نقيب المهن التمثيلية في مصر أشرف زكي أنه تلقى اعتذار حداد وقَبِله، مؤكدا أن عمق العلاقات التاريخية والفنية بين مصر وسوريا أكبر بكثير من أن يتأثر بموقف عابر أو تصريح عفوي. وأضاف أن ما يجمع البلدين من إرث مشترك وروابط إنسانية وفنية يظل راسخا فوق أي خلافات آنية.
اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list
واستشهد زكي بالبيت الشعري الشهير: “زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا.. أبشر بطول سلامة يا مربع”.
في خطوة عكست رغبة في طي صفحة الخلاف وتأكيد استمرار جسور الود والتعاون بين الفنانين في مصر وسوريا، أوضح زكي أن الفنان السوري سلوم حداد قد بادر بتقديم اعتذار رسمي، مؤكّدا أن تصريحاته أُسيء فهمها ولم يكن يقصد بها الإساءة، بل جاءت في إطار نقاش فني بحت.
وأضاف أن حداد شدد في اتصاله على احترامه العميق للفن المصري وتقديره الكبير لرموزه ورواده، معتبرا أن ما يجمع البلدين من تاريخ مشترك وروابط إنسانية وفنية أعمق من أن تهزّه تصريحات عابرة.
جدل الفصحى
وكان حداد قد صرّح -في مقابلة إعلامية مؤخرا- بأن قلة من الفنانين المصريين يتقنون أداء اللغة العربية الفصحى، مستثنيا من ذلك اثنين من كبار النجوم الراحلين، هما نور الشريف وعبد الله غيث، اللذان اعتبرهما نموذجا استثنائيا في هذا المجال.
وقد أثارت تصريحاته جدلا واسعا بين من اعتبرها وجهة نظر فنية قابلة للنقاش، وبين من رأى فيها تقليلا من قيمة الفنانين المصريين، خصوصا أولئك الذين رسخوا حضورهم في الأعمال التاريخية الخالدة بذاكرة المشاهد العربي.
من جهته، رأى الناقد الفني طارق الشناوي أن تصريحات الفنان السوري سلوم حداد حملت قدرا من الحقيقة المتعارف عليها، غير أن الخطأ كان في التعميم. وأشار إلى وجود تراجع ملحوظ في مستوى أداء اللغة العربية الفصحى لدى بعض الممثلين، مؤكدا أنه لا يرى مبررا لتدخل نقابة الممثلين أو إصدار بيان رسمي في هذا الشأن.
وأضاف الشناوي أن مثل هذه القضايا غالبا ما تُضخم وتتحول إلى أزمات كبرى، بينما تُهمل قضايا أكثر أهمية يتم التعامل معها وكأنها تفاصيل غير مرئية. كما طرح تساؤلا عن قلة الأعمال الدرامية التي قُدمت مؤخرا بالفصحى، معتبرا أن هذا التراجع يعكس بوضوح حجم الأزمة.
في المقابل، أعرب عدد من الفنانين المصريين عن استيائهم من تصريحات حداد، معتبرين أنها أغفلت الدور الريادي للفنانين المصريين في إتقان اللغة العربية الفصحى، خصوصا في الأعمال التاريخية والمسرحية منذ بدايات الفن المصري.
“مصر حصن اللغة العربية”
وفي هذا السياق، قال الفنان أحمد ماهر إن “مصر حصن اللغة العربية”، مشيرا إلى أن أجيالا متعاقبة من المبدعين المصريين جسّدوا اللغة في أعمال تاريخية وملحمية راقية وصلت إلى جمهور واسع في العالم العربي.
وأضاف ماهر أن المعاهد والأكاديميات المصرية خرّجت ممثلين لم يقتصر تأثيرهم على الساحة المحلية، بل امتد ليشمل دولا عربية عدة، من بينها سوريا وليبيا، مؤكدا أن هذا الإرث الفني واللغوي يظل ركيزة أساسية في مسيرة الدراما العربية.
بدوره، أوضح حداد أن المقطع المتداول يعود إلى فترة سابقة، مؤكدا أنه لم يكن يقصد به الإساءة أو الانتقاص من مكانة الفنانين المصريين. وبيّن أنه كان يتحدث عن ظاهرة لجوء بعض الممثلين إلى التبسيط في أداء اللغة الفصحى، مشددا على أن التجربة المصرية في هذا المجال عميقة وراسخة وتجاوزت مثل هذه الملاحظات منذ زمن بعيد.
وقدّم حداد اعتذاره رسميا، مؤكدا احترامه وتقديره الكبير للفنانين المصريين، قائلا: “هم رواد الفن العربي، وتعلمنا منهم المسرح والتلفزيون، ولا يمكن أن أقلل من قيمتهم.” كما نفى امتلاكه أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.