يلقي تقرير جديد بعنوان «لمحة عن إمكانات عالم الموضة في دبي» الضوء على الفرص التجارية والإبداعية الناشئة أمام شركات الأزياء والسلع الفاخرة، التي تطمح إلى ترسيخ مكانتها وتوسيع نطاق أعمالها في دبي والمنطقة، حيث أكد في ثناياه على عدة معطيات قياسية، منها تفوّق قطاع الأزياء الفاخرة في دبي بسرعة نموه، بالمقارنة مع أسواق الأزياء العالمية، مع توقعات نمو بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 5 % بين عامي 2024 و2030، متجاوزاً بذلك مثيله العالمي المقدّر بنسبة 3.7 % خلال الفترة نفسها. «البيان» تلقي الضوء على معطيات هذا التقرير من خلال استطلاع العاملين في القطاع، والناشطين في المجالات الحيوية المحيطة به.
بيئة مبتكرة
في البداية، يثير تقرير «لمحة عن إمكانات عالم الموضة في دبي»، وما تضمنه من إشارات إلى النجاحات التي حققتها دبي في مجال الأزياء والسلع الفاخرة، حيث قالت المصممة الإماراتية ريم الحمادي: «تتمتع دبي بمكانة اجتماعية واقتصادية في سوق الأزياء العالمي، لا سيما أنها وجهت جهودها نحو توفير الظروف وتهيئة البيئة المناسبة لتحويل الأفكار والرؤى الإبداعية إلى هياكل أعمال وفرص استثمارية، مع الحرص على تعزيز التوجهات التي من شأنها أن تدفع عجلة النمو، من خلال توفير فرص للتقدّم والازدهار، وفي الواقع إن ما يتحدث عنه التقرير من نجاح في قطع الأزياء والسلع الفاخرة، له صداه الطبيعي في القطاعات الرديفة، فدبي على سبيل المثال باتت مركزاً إقليمياً لهم دور المزادات العالمية، كما أن القطع الفنية العالمية تمر عبر بوابتها إلى أسواق كثيرة».
وأكدت الحمادي أن دبي لطالما تميزت بنظرة شمولية وقدرة على بناء علاقات تكاملية بين مختلف القطاعات والأطراف الفاعلة في السوق، مضيفة: «علينا أن نتذكر أن دبي لم تهتم فقط بالبنية التحتية المتمثلة بالمرافق والتشريعات وغيرها، ولكنها أولت عنايتها للجانب الفاعل وللإنسان المبدع الذي يتفاعل مع هذه الظروف، وربما من أبرز الأمثلة على ذلك هو أن القطاع لم يعد يقتصر في بناء كادره البشري على مخرجات مؤسسات التعليم الخارجية، فأنشأ مؤسسته التعليمية الخاصة، التي تخرج كوادر على اتصال مع الثقافة والتوجهات والحاجات والتوجهات الاستهلاكية المحلية وفي المنطقة».
مكانة مرموقة
من جهتها أكدت المصممة الإماراتية حصة الجوكر إلى أن دبي بنت لنفسها مكانة مرموقة في عالم السلع والخدمات الفاخرة، حتى باتت عنواناً أساسياً في هذا المجال، وقالت: «من أهم النجاحات التي يشير إليها التقرير تقع في نطاق نجاح تجربة دبي في إعادة هيكلة علاقة قطاع الأزياء والسلع الفاخرة في دبي بالسوق العالمية، وهو ما يؤكد عليه التقرير في إشارته إلى أن هذا القطاع في دبي، شهد تحوّلاً جوهرياً، حيث لم يعد المستهلك مجرد متلقٍّ للتوجهات العالمية في عالم الموضة، بل بات مشاركاً فاعلاً في رسم مستقبل قطاع الأزياء والموضة العالمي.
وأضافت: بقدر ما إنّ هذا إنجاز كبير ومهم للغاية، إلا أنه يمكن توضيحه ببساطة فلم تعد العلاقة بين المستهلك في دبي، والمنتجين في العالم علاقة إملاء، هم يصممون ويبتكرون، ثم يكون على المستهلك المحلي أن يتكيف مع تصاميمهم وابتكاراتهم، حتى وإن لم تناسب ذوقه وثقافته، لم يعد الأمر كذلك، بل على العكس، باتت ثقافة المستهلك في دبي، وثقافته، وحاجاته، وذوقه، تؤخذ بعين الاعتبار من قبل علامات الأزياء العالمية.
وأوضحت الجوكر: إن هذا يخلق نوعاً من العلاقة التفاعلية الإيجابية، وحقيقة أن علامات الأزياء العالمية باتت تأخذ المستهلك في دبي وذوقه بعين الاعتبار، فإن هذا يعني بالدرجة الأولى، أن القطاع في دبي نجح في تسويق الثقافة المحلية بكل عناصرها، وترويجها، وإدخالها في منظومة التفكير الإبداعي عالمياً، وهذا بالمناسبة أمر يدفع العلامات التجارية التي ترغب بالتوسّع ضمن سوق دبي، التعاون مع المواهب المحلية، وهذا مكسب كبير يمثل فرصة دافعة، واستثماراً في الجانب الإنساني من القطاع.
وتابعت: بالطبع هذا تحقق أيضاً بفضل العديد من الميزات التي توفرها دبي، مثل قاعدة المستهلكين القوية والمتنامية والغنيّة بالتنوّع، وشبكات السياحة والخدمات اللوجستية، والاستراتيجيات والمبادرات الحكومية والدعم المقدّم للقطاعات الإبداعية، والبنية التحتية القوية للقطاع، ودعمها للمصممين والمبدعين الإماراتيين والعالميين أيضاً.